دخلت قضية التلاعب في مباراة فريقي رجاء بني ملال والنادي القنيطري لكرة القدم منعرجا حاسما، بعد أن وجه قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببني ملال اتهامات بالرشوة للاعبين المتهمين، وأيضا لرئيس النادي القنيطري أنس البوعناني، ووضعهم جميعا تحت المراقبة القضائية، في قضية ينتظر أن تسيل الكثير من المداد. هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن وجود تلاعب في مباريات البطولة الوطنية، فقد سبق قبل سنوات أن اعتقل لاعبون ومسيرون في ملف النهضة القنيطرية، لكن هذه المرة الأولى في السنوات الأخيرة، التي يصل فيها هذا الملف إلى القضاء، ويفجر قنبلة من المؤكد أنه ستكون لها تداعيات كبيرة، وستسيل الكثير من المداد في الأسابيع والشهور المقبلة. الجديد في ملف «التلاعب» في مباراة النادي القنيطري ورجاء بني ملال، الذي مازال القضاء لم يقل كلمته النهائية فيه بعد، ومازال المتهمون فيه أبرياء إلى أن تثبت إدانتهم، أنه خرج إلى العلن وتم توجيه اتهامات، وأخذت المسطرة القانونية طريقها، علما أنه في الموسمين الماضيين فقط، عشنا على وقع عدة اتهامات دون أن يحرك أحد ساكنا، أو أن يقول «اللهم إن هذا منكر»، وأنه لابد من فتح تحقيق في الموضوع. لقد سبق لمجموعة من لاعبي المغرب التطواني أن عقدوا ندوة صحفية، وكتبوا رسالة وجهوها إلى السلطات يشيرون من خلالها إلى أن رئيس فريقهم طلب منهم عدم خوض مباراة أمام أولمبيك أسفي، ليتسنى للأخير الفوز بها ويحافظ على مكانته في البطولة، ورد رئيس المغرب التطواني في تصريحات صحفية بتأكيده أن الحارس محمد بيسطارة الذي انتقل في وقت لاحق إلى النادي القنيطري قد باع مباراة للفريق أمام الرجاء. وتحدث حكام في تصريحات رسمية عن وجود تلاعبات في بعض مباريات البطولة، وتم الاستماع لهم من طرف السلطات الأمنية، لكن القضية ظلت في مكانها، كما خرج مندوب المباريات محمد لمرون ليؤكد أن مسؤولا في الجامعة اتصل به ليكتب أمورا بعينها في مباراة للرجاء في الموسم الماضي. أما في بطولة القسم الثاني، فيكفي العودة إلى نتائج الجولة الأخيرة، ليتأكد وجود قرائن تكشف أن تلاعبا تم في العديد من المباريات، وساهم في نزول فرق وفي بقاء أخرى في مكانتها. إن رائحة التلاعب تخيم بظلالها على البطولة، والمسؤولية تتحملها أيضا جامعة الكرة التي لا تحرك ساكنا، وتكتفي بالمراقبة، مثل أطرش في الزفة، كما قال رئيس رجاء بني ملال عبد الرفيع كرومي، بل إن بعض المنتسبين لها ضالعون في الأمر، وشريكون في ما يحدث وتحت الكثير من المسميات.