يقول المثل الشعبي :" اللي تسحر مع الدراري يصبح فاطر " والسيد فؤاد عالي الهمة عندما اختار العمل السياسي بدلا من منصب وزاري كان يعتقد أن تأسيس حزب مغربي ليس بالأمر العسير وبإمكان أي كان أن يؤسس مكتبا سياسيا في خمسة أيام خاصة أنه يعلم جيدا ماهية الأحزاب المغربية ويعرف جيدا مستواها وطموحها وأهدافها وشعارها ومنخرطيها بمن فيهم المتقلبون والمنقلبون والأخيار والأشرار وبائعي الضمير والأرض والعرض وأصحاب ربطة العنق وهواة التقاط الصور مع المسؤولين والظهور أمام شاشة التلفزيون . "" فعلا كان الأمر هينا وبسيطا بالنسبة للسيد عالي الهمة وأن يظفر بتأسيس حزب سياسي يأمل أن يعيد من خلاله الحياة السياسية الحقيقية وأن يعيد الثقة للمواطنين في العمل السياسي لكن المؤسف له أن السيد عالي الهمة لم يتلق بعض الانتقادات بقلب رحب بل زاد إصراره على المسار تحديا للقيل والقال والنصيحة فنحن لسنا ضد تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة بل نسعى إلى تأسيس أحزاب جديدة تقوم بدورها الحقيقي في تأطير المواطنين وتجييشهم لتدبير الشأن العام الوطني على مستوى الوزارات أو البرلمان لكن ما لم يعر إنتباهه السيد الهمة هو إلحاحنا على عدم إدماج بعض الوجوه " المحروقة " سياسيا ولم تنل حب المواطنين داخل الحزب الجديد فكيف يعقل مسايرة حزب جديد بوجوه قديمة أو تدويب أحزاب لا تسمن ولا تغني من جوع في مؤسسة وليدة ينتظر منها التغيير والتصحيح وتقديم العون للملك في تدبير شؤون البلاد . إن التجربة التي حصدها حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الجزئية كانت منتظرة فالمواطن سئم الوجوه القديمة ولن يتعامل إلا مع وجوه لم تتحمل المسؤولية أما احتواء بعض الأسماء واستقطابها من أحزاب قديمة فالحزب ساعتها لا يمثل إلا فيدرالية قائمة بنفس الوجوه التي لا تستطيع التغلب والتخلص من الماضي الحقير والتي لازالت تكرس سياسة تفقير الفقير وإذلاله وإغناء الغني وتشريفه فمن خلال مقالاتنا حول جمعية " لكل الديمقراطيين " وتأسيس " الأصالة والمعاصرة " بعثنا رسائل بالواضح للسيد عالي الهمة نؤكد على ضرورة تأهيل الحزب السياسي من خلال تأسيس أحزاب جديدة برجالات خدومة وليست مخدومة وجوه لم يسجل عنها الظلم والجور والجشع والطمع قد يتعاطف معها المواطن لكونها لم تتواجد في الساحة ولم تلطخ يدها بدم العار , فإعطاءها الفرصة أمر يعيد الثقة في الجمهور ويجعله يطمئن لها إلى أن تخطئ وساعاتها يبقى له الحق في يوم الإقتراع بقبولها ورفضها. فما الفائدة من قيادة " ماركسي سابق " لحزب الأصالة والمعاصرة , فالشباب المغربي اليوم لا يهمه أن تكون ماركسيا أو ماويا أو كاسترويا لأن التجارب السالفة أبانت عن نوايا هؤلاء الزعامات العابرة والدوام لله ولسيرة رسوله الكريم (...) فبعد الصحوة الجديدة أي عندما " عاق " الشباب بأن الأخلاق الحميدة لابد منها , علم بأن لا سياسة بدونها - الأخلاق - وأن المسؤول بدون أخلاق يجر البلاد والعباد نحو الهاوية كما هوى من قال " لا إله والحياة مادة " ويبقى الهدف من تأسيس الأحزاب هو الإتحاد من أجل قوة البلد من أجل خدمة المواطنين وتكريم دافعي الضرائب وتشريف أبناء الوطن أمام باقي دول المعمور وليس الهدف هو مصارعة الأحزاب ومقارعتها أو العمل على تقزيم أهدافها وبرامجها فعندما نضع ماركسيا سابقا على رأس الأصالة والمعاصرة ونقول أن الحزب سيعمل على كسر شوكة الإسلاميين تلويحا لحزب العدالة والتنمية فهذا إعلان مباشر للحرب والحلاب خدعة خيث تكثر التقارير المغلوطة وتشتغل اللوبيات السرية لكن من سيدفع الثمن ؟ للرد على هذا السؤال يرجى مراسلتنا على البريد الإلكتروني : [email protected]