ذكر تقرير جديد لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أن العالم يحتاج إلى خفض بنسبة 55 في المائة من الانبعاثات للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الأقصى الذي حدده العلماء باعتباره الأقل خطورة على مستقبل البشرية. وأظهر تقرير فجوة الانبعاثات الجديد، الذي صدر أمس الثلاثاء، أن المساهمات المحددة وطنيا المحدثة – الجهود التي تبذلها كل دولة لتقليل الانبعاثات الوطنية، فضلا عن الالتزامات الأخرى التي تم التعهد بها لعام 2030 ولكن لم يتم تقديمها رسميا بعد – لن تؤدي إلا إلى خفض إضافي بنسبة 7.5 في المائة في انبعاثات الدفيئة السنوية في عام 2030، مقارنة بالالتزامات السابقة. واعتبر التقرير أن الالتزامات الجديدة والمحدثة التي تم التعهد بها قبل مؤتمر المناخ كوب 26 خلال الأشهر الماضية تعد خطوة إيجابية إلى الأمام، مستطردا أن العالم لا يزال يسير نحو ارتفاع خطير في درجة الحرارة العالمية لا يقل عن 2.7 درجة مئوية هذا القرن حتى لو تم الوفاء بتلك الوعود بالكامل. وحذرت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، في مقدمة التقرير، من أنه "على العالم أن يتنبه إلى الخطر الوشيك الذي نواجهه كنوع (بشري). الدول بحاجة إلى وضع سياسات للوفاء بالتزاماتها الجديدة والبدء في تنفيذها في غضون أشهر". وأضافت أندرسن "أن الدول بحاجة إلى جعل تعهداتها بصفر انبعاثات أكثر واقعية، وكفالة إدراج هذه الالتزامات في المساهمات المحددة وطنيا، واتخاذ الإجراءات اللازمة"، وأن "الدول تحتاج بعد ذلك إلى وضع سياسات لدعم هذا الطموح المتزايد، ومرة أخرى، البدء في تنفيذها بشكل عاجل". وشددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة على أنه للحصول على فرصة لبلوغ هدف 1.5 درجة مئوية يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف تقريبا في السنوات الثماني المقبلة، مؤكدة أن ذلك يعني إزالة 28 غيغا طن إضافية من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات السنوية، علاوة على ما تم التعهد به في المساهمات المحددة وطنيا المحدثة والتزامات 2030 الأخرى. وخلص التقرير إلى أن التعهدات بانبعاثات صفرية صافية، إذا تم تنفيذها بالكامل، يمكن أن تحدث فرقا كبيرا وتخفض الارتفاع المتوقع في درجة الحرارة العالمية إلى 2.2 درجة مئوية؛ مما يوفر الأمل في أن المزيد من الإجراءات يمكن أن تساعد في تجنب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ. ووفقا للوكالة الأممية المعنية بالبيئة، عادت انبعاثات ما بعد الجائحة، بعد انخفاضها في البداية، إلى الارتفاع مرة أخرى وهي الآن ترفع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أعلى من أي وقت خلال مليوني سنة منصرمة.