ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



همسات معطل في آذان المتنورين من أعضاء حزب العدالة والتنمية
نشر في هسبريس يوم 22 - 09 - 2013

تعرف الدولة المغربية في الآونة الأخيرة مجموعة من التجاذبات سواء فيما يتعلق بالسجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وما أفرزه هذا النقاش من قلاقل للمستضعفين من هذا الوطن ، لا يسعنا كأطر عليا موقعة على محضر 20 يوليوز إلا أن ندلي ببعض الملاحظات للسيد رئيس الحكومة ولحزب العدالة والتنمية في هذا الإطار .
يعتبر الشباب في الهرم السكاني لجميع بلدان العالم العمود الفقري والركيزة الأساسية لنمو وتطور وبناء هذه الأوطان ، وبالرجوع إلى كلمة "شباب" لا شك أنها تشكل أهم مرحلة عمرية في حياة الفرد والجماعة ، وباستقراء نصوص الشريعة الإسلامية بشقيها القرآني والسني ، نجد أن الشباب شكل رافعة قوية للإسلام خلال البدايات الأولى للدعوة بل ولنزول الوحي على سيد الخلق صلوت الله عليه وسلم ، وبقراءة متأنية لوضعية الشباب في فجر الإسلام نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتنى بهذه الفئة من الصحابة رضوان الله عليهم بل وقام بتربيتهم أحسن تربية ، حتى قاموا بعده عليه الصلاة والسلام بتبليغ الرسالة ونصح الأمة .
وبالرجوع إلى الشباب في عالم اليوم نلاحظ أن هناك تباين وتفاوت بين طموح الشباب وبين الحياة الواقعية المعاشة خصوصا إذا تعلق الأمر بشباب الدولة النامية .
ولعل قراءة واقع الشباب في العالم العربي والإسلامي قبل وبعد الثورات العربية ، توضح بجلاء وجود شباب في هذه الأوطان عانى ويعاني الويلات رغم المحاولات ذات الطبيعة الترقيعية والإلهائية لهذه الفئة العريضة من السكان ، إلا أن دوام الحال من المحال فيما يخص التعامل مع هذه الفئة .
وباعتبار الإصلاحات التي عرفها ويعرفها المغرب منذ الثورات العربية بله وقبل هذه الثورات تصب كلها في اتجاه النهوض بأوضاع المواطنين عموما والشباب خصوصا ، وذلك بوضع خطط استراتيجية للنهوض بالشباب كفئة مهمة في الهرم السكاني للدولة .
وفي المغرب لا يمكن الحديث عن فئة الشباب دون الحديث عن فئة المعطلين كمكون أساسي للشباب المغربي ، ولا يمكن الحديث عن المعطلين في المغرب دون الحديث عن قضية "محضر 20 يوليوز" .
إن السياق العام الذي أفرز محضر 20 يوليوز "كتعاقد" بين المملكة المغربية في شخص مؤسسات الدولة كطرف وبين أبناء هذا الوطن أعطى الثقة والأمل في كون ما باشره أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس من إصلاحات شخصية وجريئة إصلاحات جذرية وتهم النهوض بأوضاع المواطنين المغلوبين على أمرهم .
وفي خضم تداعيات الثورات العربية فطنت الحكومة المغربية في شخص الوزير الأول آنذاك الأستاذ عباس الفاسي بمحاولة نزع فتيل القنبلة الموقوتة " البطالة" التي تتهدد استقرار وأمن المجتمع المغربي ، وهذا ما توج باصدار مرسوم وزاري برئاسة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ونظرا لكون المرسوم كان مضمونه فتح آمال وآفاق للانخراط في معترك بناء هذا الوطن الغالي والعزيز على كل واحد منا كان لزاما على حكومة الأستاذ عباس الفاسي الانخراط في توظيف الدفعة الأولى من الأطر العليا المشمولة بالمرسوم الاستثنائي .
ودائما وفي استمرارية زمن المتغيرات السياسية في المشهد السياسي المغربي جاء خطاب 9 مارس التاريخي الذي ثار الملك شخصيا من خلال إعطاء توجيهاته السامية بمراجعة الدستور 2011 . وهذا ما تأتى فعلا وما صاحبه من انتخابات تشريعية سابقة لآوىنها انسجاما مع قناعات ومنطق الديمقراطية كما هو متعارف عليها عالميا .
وكان لهذه المتغيرات السياسية والمفاجئة وقع كبير على نفوسنا كمواطنين وكشباب يريد أن يرفع رأسه في كنف وطنه كما رفع أجدادنا أعلام النصر على المستعمر وكما رفع آباؤنا العلم الوطني عاليا في سماء الصحراء المغربية منتصف السبعينيات . وإيمانا منا كأطر عليا حاملة لهموم هذا الوطن بالمصلحة العليا للبلد انتظرنا حتى تم إعادة كتابة دستور جديد قيل عنه أرقى الدساتير العالمية ، كما استبشرنا خيرا من خلال انتخابات تشريعية قيل عنها نزيهة وشفافة ، كما تشوقنا لمعرفة ما ستحمله لنا الأيام من آمال معلقة على حزب حصد حصة الأسد من أصوات الكتلة الناخبة .
لكن ، وللهول ، والصدمة ، كان انتظارنا مخطئا وآمالنا خيبت، وتمنينا لو أن التاريخ مر بسرعة البرق ولم يقف عند حدود هذه اللحظة التاريخية- والتي لا شك أنها ستكون فصلا من فصول قصصنا البئيسة لأطفالنا الصغار بل ولأحفادنا - ،ومازاد من هولنا وصدمتنا في السياسة وفي كل ماله علاقة بالآمل للعيش في هذا الوطن هو أن يأتي التنصل تحت- يافطة محاربة الفساد ومساواة المواطنين- من أشخاص جعلوا من الإسلام عنوانا لمرجعيتهم ، وباستقرائنا لتاريخ المعاملات في الإسلام سواء في إطار العلاقة مع المسلمين أو مع غير المسلمين مثلا ، مع المجوس ومع عباد الأوثان والشجر والحجر نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يوما فظا غليظ القلب على أحد بل كان يحث عليه الصلاة والسلام بالمعاملة الحسنة مع الغير لكن وللأسف الشديد تمنينا لو أن حزب العدالة والتنمية كانت مرجعيته وثنية ولم تكون إسلامية .
وتجاوزا للصدمة والنكسة النفسية التي أوصلنا إليها نحن أطر محضر 20 يوليوز بسبب تعنت السيد رئيس الحكومة بله جل أعضاء حزب العدالة والتنمية في تعاملهم مع محضر 20 يوليوز ، قمنا بالاتجاه إلى القضاء من أجل الحسم والفصل في هذه النازلة ( محضر 20 يوليوز) وكما هو معلوم أن القضاء الإداري بالمحكمة الإدارية بالرباط حكم ابتدائيا لفائدة قانونية محضر 20 يوليوز .
لكن الصدمات، والنكسات تتهاوى على الأطر المعطلة ومصدرها دائما المرجعية الإسلامية ، تحت مسميات الإصلاح ومحاربة الفساد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كأن التعاقد والعقود بصفة عامة والتي خصص لها الله عز وجل العديد من النصوص والآيات القرآنية إما آمرا أو ناهيا من التلاعب بالعقود أو الأمر بعقدها كدليل وجود مصالح ومنافع بين بني آدم ، أصبحت (أي العقود) في عهد السيد عبدالإله بنكيران تعكس عكس ما أراده المنطق الرباني في التنصيص على العقد كضمانة لوجود حق غير قابل للتجاوز، بل أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل من علامات المنافق خيانة العهد ولا نريد بل لا نقبل كأطر عليا وكشباب مغربي أن نجد حزب العدالة والتنمية يتصف بصفة من قال فيهم رسول الله عليه السلام من علامات المنافق .
ومن أجل المساهمة في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ابراء للذمة أمام الله عز وجل لا يسعنا ونحن المظلومين من بطش السيد رئيس الحكومة وبعض أعضاء حزب العدالة والتنمية إلا أن نوجه بعض الملاحظات سعيا منا إلى توضيح بعض الغموض وإزالة اللبس ، والذي ربما شكل المنطلق الوحيد الذي انطلق منه أعضاء حزب العدالة والتنمية في معركتهم ضد أبناء الفقراء وأبناء الكتلة الناخبة التي بفضل أصواتها تمكن السيد عبد الإله بنكيران من معرفة كيفية وضع رابطة العنق .
المحاور الآتية :
1- نظرة الأطر العليا ودويهم إلى حزب العدالة والتنمية .
2- وضع تصور لمحضر 20 يوليوز كتعاقد بين (الأطر والدولة)
3- احترام الممارسة الساسية النبيلة من خلال ضبط خرجات وزراء ونواب العدالة والتنمية فيما يخص الأطر العليا .
أولا : نظرة الأطر العليا ودويهم إلى حزب العدالة والتنمية .
لقد كان حزب العدالة والتنمية حزبا سياسيا –شعبيا- أو بالأحرى لسان المظلومين من الشعب المغربي ، وكانت ثقة المواطن الغيور على وطنه يتمنى يوما ما وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم .
وبالرجوع إلى خطاب 9 مارس والذي شكل ثورة حقيقية تزعمها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، لقطع الطريق على كل مشوش وكل هماز مشاء بنميم الثورة والإصلاح المبني على الكلام والثرثرة . نجد أن أعضاء حزب العدالة والتنمية تنفسوا الصعداء لكون النقط الواردة في الخطاب الملكي التاريخي تتقاطع مع بعض مطامح العدالة والتنمية .
لكن بعد هدوء العاصفة السياسية التي هبت على المغرب والتي أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى دواليب الحكم تلكأ وأدار ظهره للمظلومين من الشعب والذين وضعوا أصواتهم في صنادق الاقتراع ضنا منهم أنهم أحسنوا صنعا بل كنا نتمنى كشباب أودع صوته لأول مرة في صناديق الاقتراع لصالح حزب ذي مرجعية اسلامية أن نكون قد وضعنا يدنا في يد حزب يرجى فيه خير لا مثيل له بل كنا مشتاقين إلى تعيين حكومة برئاسة العدالة والتنمية .
لكن بمجرد ما أن اختلط منهج البرتكول بنهج الدروشة واشتد وهج الانتقام للسنوات العجاف السياسية ، واستأسد السيد الرئيس المنتظر بعد الدستور الجديد ، أول ما فكر فيه الرئيس المحترم بل حزب العدالة والتنمية كله تغيير اللغة وتغيير ملامح وتقاسيم الوجوه كمدخل لفرد هيبة الدولة وقطع الطريق على أبناء الشعب المظلومين بل والابداع في أساليب الإجهاز على مكاسب هذا الشعب الفقير والمغلوب على أمره.
معشر إخوان وأخوات حزب العدالة والتنمية،
إن وصول حزب العدالة والتنمية غير كثيرا من المشهد السياسي المغربي، بل وأزال شيئا ما لثام الأمية السياسية عن عقول عجائز الدواوير والمداشير ، بل وحتى المسنين الذين يمتهنون لعبة "الضاما" على قارعة الطريق الذين أقحموا في متابعة ما يجري في المشهد السياسي المغربي، وهذا الفضل يرجع إلى أعضاء حزب العدالة والتنمية والثقة المفرطة في ذواتهم بل والوعود المعسولة المقدمة للناخبين ولو أن نفس المنهج والسلوك تنتهجه باقي الأحزاب الساسية بالمغرب إلا أن ما يحسب للعدالة والتنمية من خلال حمالتهم الانتخابية هو كونهم وظفوا كلام "التقية" والحلف باليمين والدين عموما في الحملات الانتخابية ، ومعلوم أن الشعب المغربي لا يمكن أن يثق في الوعود لكن يثق فيمن يحلف ويقسم بأغلظ الأيمان .
معشر إخوان وأخوات العدالة والتنمية،
إنني مسرور بكون أجدادنا يتسمرون أمام التلفاز خلال بث جلسات البرلمان المغربي أو التي يكون فيها رئيس الحكومة حاضرا للجواب على أسئلة النواب ، إلا أنني متأسف وآسف لكون آمال أجدادي ذهبت أدراج الرياح لما علموا أن أعضاء حزب العدالة والتنمية لم يكونوا يوما ما يقصدون الصدق والجدية في خطاباتهم أيام الحملة الانتخابية بقدر ما كانوا مازحين للمقهورين والضعفاء .
إن تسمر أهل الدواوير والمداشير أمام جهاز التلفاز لتتبع جلسات البرلمان وخطابات السيد رئيس الحكومة ليس من باب الاهتمام بالسياسة لكن ، لرفع أكف الضراعة والدعاء على أن يجمد الدم وأن يلعن من وعد فأخلف باسم الدين .
ذلك أن أجدادنا ، ضحوا من أجل هذا الوطن بالغالي والنفيس حتى استرجعوه من براثين الاستعمار ، وواصل آبنائهم (آبائنا) مسار الكفاح باسترجاع الأراضي الصحراوية رافعين أعلام المغرب ، والمصاحف القرآنية ، وفي الأخير يأتي من كان في عالم الغيب والعدم آنذاك ويقوم باضطهادهم واضطهاد حقوق أبنائهم تحت مسميات محاربة الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
معشر إخوان وأخوات العدالة والتنمية،
إن نظرة آبائنا وأجدادنا وذوينا إلى حزب العدالة والتنمية ، كمن ينظر إلى شخص وهو يصارع الغرق والأمواج، وقد كان يموه الناس بل يدعي علم السباحة وعلم البحار، وبالنظر لجهل هؤلاء الناس بالسباحة تركوا السباح يغرق في أعينهم وهم يظنون أنه يسبح ، وهذا هو تلخيص نظرة أطر عليا وذويهم قال عنهم أعضاء حزب العدالة والتنمية ما لم يقله أبو نواس في الخمر .
السؤال الذي يطرحه كل معطل ( خصوصا الموقعة معهم الدولة محضر 20 يوليوز) لماذا أعضاء الحزب ذو المرجعية الإسلامية يكنون أشد العداء لفلذات أكباد المستضعفين من الشعب . ولماذا أصبح مطلب الوفاء بالتزامات الدولة في نظر حزب العدالة والتنمية من السبع الموبقات . هل حزب العدالة والتنمية كان الهدف من إنشائه أيام المجاهد الكبير الأستاذ والفقيه عبد الكريم الخطيب رحمه الله هو الوصول إلى الحكم والانتقام من الشعب المغربي لسداجته أو أن السيد عبدالإله بنكيران كان هدفه الأسمى هو رضا ونيل عطف سيده ، ذلك أن جل خطاباته وكلامه لا ينفصل عن كلمات من قبيل : " قالت لي أمي هل اتصلت بسيدنا.." "قلت لأمي اتصل بي سيدنا" قلت لسيدنا كنعرف نعاود نكاث"...
هل تحقق هدف العدالة والتنمية من خلال الإجهاز على مكتسبات الأطر العليا من خلال رفض تنفيذ محضر 20 يوليوز كالتزام دولة ، هل بنكيران يراهن في سنه هذا أن يكون تلك القنطرة التي يعبر عليها الناس إلى الجنة ويرمى بها في جهنم .
هل عناد رئيس الحزب ورئيس الحكومة ضد أبناء الشعب المغربي سيقربه أكثر من سيده ، وهل تعنث أعضاء حزب العدالة والتنمية في مواجهة الشعب المغربي كفيل بتحقيق واشباع رغباتهم ونزواتهم التي كانوا محرومون منها قبل خطاب 9 مارس 2011 .
ثانيا : وضع تصور لمحضر 20 يوليوز كتعاقد والتزام بين (الأطر العليا المعطلة والدولة)
معشر إخوان وأخوات العدالة والتنمية،
إن ما يلزمكم كأعضاء حزب سياسي ، نهج سياسة الاصغاء والانصات لهموم الشعب المغربي ، ونحن كشباب مغربي وكمعطلين وكضحايا محضر 20 يوليوز .نسأل الواحد القهار، الذي لا ولن يقهره السيد بنكيران ولا أعضاء حزب العدالة والتنمية أجمعين الذين قهروا أطر محضر 20 يوليوز أن يلهم حزب العالة والتنمية إلى رشدهم ويهديهم سبيل الرشاد والصواب.
إن ما لم يعلمه أعضاء حزب المصباح هو كون الدولة المغربية ممتدة في الزمان والمكان ، وأن تعامل المملكة المغربية في إطار تدبير الشأن العام مستمر كذلك كيفما كان لون الحزب الحاكم وربما هذا ما لم نلمسه كأطر عليا في منهجية عمل السيد رئيس الحكومة من خلال وضع خط أحمر بين السنوات إذ وضع خطا أحمر بين سنة 2011 و 2012 مما جعل عجلة زمن المملكة المغربية تتوقف خلال سنة 2012 كأن الشعب المغربي خارج الزمن ، وذلك كما يعلم الجميع حنكة وتبصر السيد عبدالاله بنكيران وريث عبد الله ابن المقفع في المجال السياسي ، إذ اعتبر حزب العدالة والتنمية أن كل ما تم تحقيقه وكل ما تم انجازه من إصلاحات وأوراش كبرى مبنية على باطل ومحرمة شرعا الاستمرار في اكمالها مما يندر بتحويل المملكة المغربية إلى آثرمن المآثر التاريخية كشاهدة على تاريخ النكوص السياسي باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبقيادة حزب ذو مرجعية اسلامية .
معشر إخوان وأخوات العدالة والتنمية،
سؤال روادنا كأطر عليا معطلة لماذا كشر أعضاء حزب المصباح عن أنايبهم تجاه الأطر العليا المعطلة والموقعة على محضر 20 يوليوز ؟ لماذا ينتهج حكماء حزب المصباح سياسة الآذان الصماء وأسلوب العناد ليس إلا لكون القضية تهم فئة مستضعفة من أبناء من منحوا ثقتهم لهؤلاء الأشخاص.
هل أعضاء حزب العدالة والتنمية ، والشبيبة الحزبية ، والدرع الدعوي للحزب "حركة التوحيد والإصلاح" راضون ومزكون لسياسة انتقام الحزب من أبناء جلدته .
إن تحليل ممارسة حزب العدالة والتنمية برئاسة السيد رئيس الحكومة تجاه الأطر العليا المعطلة خصوصا من وقت الدولة معهم على محضر 20 يوليوز، يستشف أن أمد حياة الحزب على وشك النهاية لكن نهاية لمن خانوا العهد والأمانة ، وعلى رأسهم حكماء الحزب وكل من يقطر قلبه حسدا وبغضا للأطر العليا .
معشر إخوان وأخوات العدالة والتنمية،
لاشك أن حزب العدالة والتنمية يتقاسمه صنفين وفئتين فئة الحكماء (المنتقمين) باسم الدين من الشعب المغربي وهي تنتقم للزمن الذي حرمها من نشوة الامتياز والحضوة أيام الزمن الغابر، وها هي تقلدت دواليب الحكم متنكرة لوعودها بل ومتنكرة حتى لوعود مرافق الدولة في ظل الحكومات السابقة كأن الحكومات المغربيات منذ حكومة عبد الله ابراهيم كانت مفسدة ومجرمة بل وكافرة وكل منجزاتها تضرب في حصيلة صفرية ، حسب منظور حكماء العدالة والتنمية .
وفي المقابل هناك فئة المريدين (الشبيبة الحزبية) و مريدي (حركة التوحيد والإصلاح) هذه الفئة مازالت في طور النمو والتشكل لكي تتسلم المشعل من الحكماء لكن ما يجب التنبيه اليه هو أن تسليم المشعل بن يكون مفروضا بالورود كما أن الخطاب الديني الانتهازي والابتزازي الذي وظفه حكماء العدالة والتنمية لا يمكن أن يقبل به جيل الشباب المغربي الحالي والذي ذاق ويلات وصول حزب العدالة والتنمية إلى تدبير الشأن العام بالمملكة المغربي .
إن مختلف اللقاءات والتصريحات حول محضر 20 يوليوز من طرف أعضاء العدالة والتنمية كانت تصب كلها في تأكيد المركزية الفكرية المتحجرة للحزب والتي منبعها المريد والحكيم " عبد الله بها" الوزير المخالف للدستور الجديد والمتسلم للحقيبة بلا محتوى ( صاحب أزمة الجنس الناعم والتي كادت تعصف بالفكر المركزي رأسا على عقب) .
وربما تعنت السيد بها جاء من باب إثبات الذات نظرا لعجزه عن اثباتها بالعمل والتضحية من أجل الوطن فإذا به يضحي بمصير أبناء هذا الوطن من أجل حقيبته الفارغة .
لقد يخطي الإنسان عموما تجاه غيره ويخطئ أحيانا ضد نفسه، لكن ليس ذلك بمنزلة العيب والزلة لكن العيب والزلة هو العمل بمنطق التجاهل والتمادي في الغلط ، وهذا ما نلمسه في سلوك أعضاء حزب ذي مرجعية اسلامية ، إذ نرى كل يوم أن حزب العدالة والتنمية يجمع بين ثنايه مجموعة من الأعضاء همهم الوحيد هو مزاولة حرفة السياسة عن طريق المزاد العلني السياسي ( المزايدة السياسية) وهذا ما يبرر من خلال كون كل وزير أطلق حوارا وطنيا أو برنامجا أو مسلسلا لكن ذلك على فقط على القنوات العمومية وليس على أرض الواقع .
وفي إطار الحديث عن التصور المنشود وضعه من أجل ايجاد حل لملف ما باث يعرف محضر 20 يوليوز كتعاقد بين المملكة المغربية وبين رعايا أمير المؤمنين في شخص ممثل مؤسسات الدولة ( وزارة الداخلية- وزارة تحديث القطاعات العمويمة- الوزارة الأولى) نود أن يتفهم أعضاء حزب العدالة والتنمية أن توجيه مدافعهم وبنادقهم صوب مصالح الأطر العليا لا يمكن أن يؤتي أكله ذلك أن للمغرب ملكا يتدخل في توجيه الأمور الى نصابها بعدما يختل ميزان مصالح رعايه، لذلك فالسيد ابن كيران رئيس الحكومة وزمرة حكماء حزبه لن ينالوا من عزيمة أبناء هذا الوطن كما أن التاريخ ونحمد الله على كشفه لنوايا وخبايا قلوب أعضاء حزب العدالة والتنمية والتي تبين بجلاء وبشكل فضيع حقدهم كرههم لأبناء الشعب المغربي، وذلك حتى لا يتم الإستهزاء بعقولنا وبعقول أبنائنا كما تم الاستهزاء بعقول أجدادنا وآبائنا من خلال استعمال الخطاب الديني في قالب سياسي وبتزكية من الدراع الدعوي للحزب .
وفي الأخير ، إذا كان العالم يعرف تطورا ملموسا على مستوى النهوض بالحقوق الفردية والجماعية بل وبالاعتراف بالجيل الثالث من الحقوق التي تؤطر حياة المواطن داخل الدولة المدنية وبالنظر لهذه التحولات فإن حزب العدالة والتنمية فاق توقعات وانتظارات المواطن المغربي إذ نحس كشباب مغربي أننا نعيش في الزمن الجيوراسي ، كما أصبحنا نتحاشى الحديث في مواضيع السياسة خصوصا لما نكون بين أصدقائنا وأقراننا من الدول الأخرى ذلك لكون مفهوم السياسة بله الممارسة السياسية مبتذلة في المملكة المغربية بوصول السيد عبد الاله بنكيران لدواليب الحكم ، وهذا الحكم ليس من باب التجريح والهجوم على شخصية الأستاذ عبد الاله بنكيران لكن لكوننا كشباب مغربي نحس بالحرج كلما دخلنا في مناقشة الشأن السياسي المغربي مع أجانب وأصدقاء ، وهذا ما عاينه الداني والقاصي من الشعب المغربي الذي صوت لصالح حزب المصباح.
معشر إخوان وأخوات العدالة والتنمية،
إن صراعكم مع أطر محضر 20 يوليوز أزالت اللثام عن مجموعة من التصرفات التي كانت دفينة في أغوار ذوات أعضاء حزب العدالة والتنمية ، وعلى سبيل التذكير في مجملها صفات كانت منبوذة في الدين الإسلامي والذي يعتبر مرجعا للحزب الإسلامي الحاكم في المغرب ومن أبرز معالم هذه الصفات ما يلي :
- التنصل: كان أعضاء حزب العدالة والتنمية قبل انتخابهم من طرف آجدادنا وآبائنا ونحن معهم يصيحون بأعلى أصواتهم أن المحضر قانوني . لكن بمجرد ما دخلوا في النمط البرتوكولي حتى نسوا أقوالهم بل كشروا عن أنيابهم ، وأداروا وجوههم عن مطالب الشعب المغربي ، وهذا ما يذكرني بجزاء سنمار .
- الذاتية : جل خطابات أعضاء العدالة والتنمية تتمحور على الذاتية والقدرية كأن 30 مواطن مغربي ليس فيهم رجال وليس فيهم أصحاب فكر متنور ، وكأن أعضاء حزب العدالة والتنمية قادمين من جنة الفردوس حتى يتبنوا في كلامهم الجدية والصواب والقدرية مما أبعدهم عن هموم الشعب والتمركز حول التكتل حول الذاتية الحزبية ، والتقوقع الفكري الأحادي ، بل وما يزيد الشباب المغربي خصوصا الجيل الحالي من مقت حزب العدالة والتنمية هو الخوض في بحار الوعود دون امتلاك بواخر نخر عباب أمواج هذه البحار. وعلى سبيل المثال نسبة النمو موعد في حدود 8% لتتحول بقدرة قادر إلى مادون ذلك .
- التقية في الخطاب : يتأسس خطاب حكماء كما مريدي حزب العدالة والتنمية على قدر كبير من التقية والصوابية مما يزيد من الثقة المفرطة في الكلام كلما تعلق الأمر باستعراض العضلات (عضلات اللسان) أمام المقهورين من الشعب المغربي، وهذا ربما ما زاد حماسة السيد بنكيران للحديث عن الشعبية والشهرة.
وختاما لابد من القيام بجولة في صفحات تاريخ الشرفاء والوطنيين من أبناء هذا الوطن المكلوم ، لعلنا نعثر على أحد من رجال ووزراء الحكومة الحالية، ضمن لائحة من قدم الغالي والنفيس في سبيل بناء تاريخ الدولة المغربية ،قديما أو حديثا.
إذ لا يمكن العثور على شخص واحد من أسماء حكماء العدالة والتنمية في هذه اللائحة فكيف بهم اليوم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بكونهم رجال الإصلاح ورجال المعقول .و بنظرة تأملية بسيطة وسطحية يتضح أن حكماء المصباح وضعوا نصب أعينهم خدمة أجندة ومصالح المقربين أولى، تماشيا مع منطق التثبيت أولا ثم التفكير في الاصلاح مستقبلا.
إن الوطنية يا سادة حزب المصباح لا تقاس في كثرة اللغط وتخراج العينين بقدر ما هي نابعة من القلب مثلها مثل الايمان، والمثير للغرابة في كلام السيد بنكيران كونه يشدد على كون مرجعية الحزب مرجعية إسلامية لكن لا نعرف ماذا يقصد بهذا الإسلام إذا كان الاسلام الرباني فإن الله حرم الظلم على نفسه وجعله كذلك على عباده وهذا لم نلمسه في مرجعية حزب العدالة والتنمية أم أن الأمر يرتبط بكونها مرجعية حزبية استثنائية بخصوصية مغربية .
وحتى يتضح الصالح من الطالح في خطاب السيد رئيس الحكومة ، نبقى كأصحاب محضر 20 يوليوز وكأبناء هذا الشعب كاشفين وفاضحين لعورات من أراد بالمغرب الرجوع إلى العصر الحجري.
*طالب باحث وفاعل جمعوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.