هم يحبوننا فقط.. ولكي لا يُخلق الفرق بين المواطنين، وينقسمون إلى نوعين ملقحين وغير ملقحين، فرضوا علينا جميعا جواز التلقيح.. لكم أن تتصوروا مدى حرصهم على صحة الجميع.. بلطف، بلباقة، تحدثوا إلينا عن ضرورة الوصول إلى المناعة الجماعية لكي نمر إلى أشياء أخرى ونركّز أكثر على المشاريع والأوراش الكبرى التي تنتظرنا جميعا.. لو نعرف مدى حرصهم على صحتنا، لأخذنا كل الجرعات دون طلب تفسير، دون "فهامات" زائدة.. دون التأثر بتلك الرسائل القصيرة المتداولة على "واتساب" التي تدعو إلى مقاطعة التلقيح... دون التساؤل عن عدد الجرعات المبرمجة القادمة.. وهل هناك الرابعة والخامسة.. دون تسجيل الملاحظات السلبية تجاه عملية التطعيم ككل.. يجب أن نفهم جيدا أنهم لا يريدون تضييق الحريات كما ندعي.. كما يظهر لنا من خلال تلك الشعارات "الفايسبوكية" الرنانة التي يرفعها الافتراضيون العدميين، الذين يمارسون رياضة "الكّريتيك" تجاه كل الإنجازات التي تقوم بها الحكومة.. لدرجة أننا أصبحنا نتّهم بعض المسؤولين مرّ على تنصيبهم أقل من شهر، أنهم يستغلون المناصب لكي يمرروا بلاغات الدقائق الأخيرة كأداة تسلّط.. على العكس هم يحبوننا فقط وبصدق، بعدل، بالتساوي.. لدرجة أن سيجبرون الجميع حمل نفس الجواز.. حتى منيب التي رفضت الأمر وصرحت أمام الجميع بذلك.. سنتساوى جميعا وسيُعامل الكل نفس المعاملة.. سيفكرّون عند نهاية هذا الورش "التلقيحي" الكبير في إمكانية تعميم إجبارية حمل جوازات أخرى.. كجواز التغطية الصحية الإجبارية، جواز التشغيل الإجباري وجواز الولوج الاجباري إلى الخدمات الاجتماعية.. بنفس الإجراءات مع تشديدها لأن الأمر يتعلق بكرامة المواطن !