في مشهد أشبه ما يكون ب"الكاميرا" الخفية، وجد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران نفسه فجأة محاطا بعشرات الشباب المعطلين الذين حاصروا سيارته، يوم أمس، في شارع محمد الخامس بالرباط، بعد أن كان بصدد البحث عن مختبر للصور، لالتقاط صور شخصية له، من أجل إعداد وثائق خاصة بالتأشيرة لسفر مرتقب له خارج البلاد. وحسب معطيات حصلت عليها هسبريس، فإن بنكيران كان هدفه من الخروج في ذلك التوقيت المتزامن مع تواجد المعطلين، هو "التقاط صور فوتوغرافية بمختبر أحد أصدقائه القدامى بشارع محمد الخامس وسط العاصمة، وذلك بهدف تهيئ وثائق "الفيزا" لسفر خارج أرض الوطن. وتفاجأ رئيس الحكومة، حسب ذات المعطيات، بعدم وجود "مختبر الصور" لصديقه القديم، ليختار التوجه إلى أقرب مختبر، والذي لم يكن سوى ذلك الذي يقع قبالة ساحة البريد، التي عادة ما يتجمهر فيها الآلاف من المعطلين الذين يقومون بضبط حضورهم هناك، قبيل الانطلاق في مسيراتهم الاحتجاجية المطالبة بالتوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية. وتبعا للمعطيات نفسها فإنه بمجرد خروج رئيس الحكومة من المختبر، حاملا معه صوره، حتى فاجأه المعطلون بمحاصرة سيارته لمدة تزيد عن عشر دقائق، لتتدخل قوات الأمن وتحرره من المعطلين الذي رفعوا شعارات ضد بنكيران تطالبه بالرحيل، من قبيل "ديكاج"... "مادار والو ما دار والو وبنكيران يمشي فحالو" "هذا وزير..حاشا"، وصلت حد صعود أحد المعطلين على سيارة رئيس الحكومة الرسمية. وقال عدد من المعطلين إن رئيس الحكومة أراد استفزازهم من خلال مروره بالشارع الذي يحتجون فيه، مؤكدين أنه تمسك بترديد عبارة "المباراة هي الحل"، ومعتبرين أن ما قام به بنكيران يدخل ضمن "سياسة استفزازية" لعدد من قادة "العدالة والتنمية"، وعلى رأسهم مدير ديوانه، جامع المعتصم، الذي سبق له أن نزل لساحة الاحتجاج.