الرباط محمد الرسمي خرج ما يقارب الخمسمائة متظاهر، ينتمي أغلبُهم إلى مختلف تنسيقيات المعطلين، تلبية لدعوة حركة 20 فبراير، من أجل التظاهر احتجاجا على غلاء الأسعار ومن أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحركة وباقي المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مجموعة من المناطق. وشهدت المسيرة، التي انطلقت من ساحة «باب الأحد» نحو مقر البرلمان في شارع محمد الخامس، وسط العاصمة الرباط، حضور مجموعة من أفراد أسر المعتقلين على خلفية أحداث بني بوعياش والقصر الكبير، حيث رفع المتظاهرون شعارات مطالبة السلطات بإطلاق سراح هؤلاء، منها شعار: «الشعب يريد إطلاق المعتقل». ورغم قلة عدد المشاركين في المسيرة، فإن الانسجام غاب عن الشعارات التي رُفِعت فيها، إذ سيطرت الشعارات التي تطالب الحكومة بالتوظيف المباشر، وهي الشعارات التي رفعتها كل من تنسيقية الإدماج المباشر للأطر العليا المعطلة والتنسيق الميداني للأطر العليا المعطلة، في سياق مواجهتهما المباشرة مع الحكومة التي ترفض توظيفهم بدون مباريات. ووجّه المتظاهرون انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مُردّدين شعارات مثل: «بنكيران يا بهلوانْ، الشعب المغربي لا يُهان»، و«بنكيران ديكاجْ»، كما صاغوا شعارات تستعرض ما اعتبره المتظاهرون قرارات مُضرّة بالمواطنين، تتخللها «اللازمة» المشهورة لزعيم حزب المصباح: «فْهمتيني ولا لا؟». ولم تغب الشعارات المُندّدة بغلاء المعيشة عن مسيرة أول أمس الأحد، حيث ندّد المتظاهرون بالزيادة التي شهدتها مختلف المواد بسبب قرار الحكومة الزيادة في أسعار المحروقات، ورددوا شعارات من قبيل: «جوج بْحورا، جوج بحورا، وعيشتْنا عيشة مقهورة»، و«بنكيران باراكا راك عيّقْتي». إلى ذلك قامت مصالح الأمن بمحاصرة سيارة لنقل البضائع «هوندة» استعملت في المسيرة لنقل مكبرات الصوت التي استخدمها المحتجون لإيصال شعاراتهم. وحاصرت عناصر أمنية السيارة التي كانت متجهة نحو مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث تم سحب الوثائق من السائق والاستعانة بالديبناج من أجل نقلها إلى المحجز بعد أن تقرر متابعة صاحبها بتهمة النقل السري رغم المحاولات التي بدلها من اجل إقناع عناصر الأمن بإرجاع وثائقه والسماح له بالمغادرة. كما تم اعتقال ثلاثة أعضاء من حركة 20 فبراير شاركوا في المسيرة الاحتجاجية، وكانوا على متن نفس السيارة، حيث تم نقلهم إلى مقر الأمن قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد الاستماع إليهم يذكر أن حركة 20 فبراير، التي تراجعت قوتها بشكل كبير بعد انسحاب جماعة العدل والإحسان من صفوفها ووصول حزب العدالة والتنمية إلى قيادة الحكومة، كانت قد اتّهمت السلطات بشنّ حملة انتقامية ضد نشطائها، خاصة مع الأحكام التي صدرت في حق مجموعة من نشطاء الحركة في مختلف المدن المغربية، ومنهم، على الخصوص، مغني الحركة معاذ بلغوات، الملقب ب«الحاقد»، وأيضا يونس بلخديم، المعروف ب»شاعر الحركة».