بثت قناة "أورونيوز" الأوروبية مشاهد لما أسمتها عمليات قصف تقوم بها عصابات جبهة البوليساريو الانفصالية تجاه قوات عسكرية مغربية، مشيرة إلى أن عناصر من الجبهة شوهدت تطلق الصواريخ تجاه الأراضي المغربية. وأثار "الفيديو" الذي بث من طرف القناة المشار إليها موجة سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن الجبهة الانفصالية لا تتوفر على قوة عسكرية لمواجهة القوات المسلحة الملكية. وجر ترويج "الفيديو" من لدن القناة، وهو يدخل ضمن بروباغندا إعلامية تزامنا مع تعيين مبعوث أممي جديد للصحراء من طرف الأممالمتحدة، انتقادات ساخرة على "الجبهة الانفصالية"، التي لا تتوفر سوى على خردة من الأسلحة لا تستطيع مواجهة أحدث الأسلحة المغربية. واعتبر عبد الفتاح نعوم، عضو مركز دراسات المغرب الأقصى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما تقوم به الجبهة "استكمال للخطة نفسها التي اعتمدتها منذ طرد المغرب عناصرها من الكركرات، وتقوم على اصطناع حرب إعلامية لأنها غير قادرة على خوض أي حرب فعلية". ولفت نعوم، الخبير في شؤون الصحراء، إلى أن الإمكانيات العسكرية لجبهة البوليساريو، إلى جانب عدم توفرها على العنصر البشري، يجعلها غير مؤهلة لأي حرب ضد المغرب. وشدد المتحدث نفسه على أن "المغرب في الواقع يوجد على أرضه، وهو قادر على الدفاع عن نفسه في مواجهة أي تهديد جاد وحقيقي كيفما كان نوعه، والتصدي له"، مضيفا: "لا وجود لأي تهديد، وما ترسمه البوليساريو من صور مفبركة صار مشبوها ويثير السخرية". واعتبر الخبير ذاته أن "إقدام قنوات على نقل هذه الأخبار ليس غريبا، لأن الجزائر وأدواتها تسوق للحرب، وكل حديث عنها هو فقط لحمل المبعوث الأممي الجديد على الذهاب نحو خطة تجميد المناطق العازلة". وليست هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها جبهة البوليساريو الانفصالية على إيهام الرأي العام الدولي بتنفيذ هجمات عسكرية، واستهداف عناصر القوات المسلحة الملكية، وهي هجمات حسب المتابعين لا توجد سوى في مخيلة الجبهة وصانعيها. وتفتقت عبقرية الانفصاليين، في مرات سابقة، عن إصدار بيانات عسكرية مفادها تنفيذ عناصر الجبهة هجمات على الجيش المغربي على طول الجدار الرملي، وتكبيده "خسائر بشرية ومادية كبيرة".