تشكو عاملات وعمال المنطقة الصناعية سيدي غانم بمدينة مراكش من غياب وسيلة نقل تحفظ كرامتهم، ويطالبون بالتدخل من أجل فك العزلة عنهم، بتوفير حافلات تربط هذه المنطقة الصناعية الوحيدة بأهم الأحياء. طارق سعود، واحد من المتضررين، أوضح لهسبريس أن هذه المنطقة الصناعية التي توجد بمقاطعة المنارة تغيب خطوط تربطها بأحياء المحاميد ودوار العسكر بالمنطقة ذاتها، وأخرى بمقاطعتي سيدي يوسف بن علي وجليز، كحي الداوديات، ما يفرض على العاملات والعمال الانتقال إلى مقرات عملهم عبر خطين، ما يتطلب مبالغ لا تراعي القدرة الشرائية لهذه الفئة. وفي تصريح لهسبريس، أوضح العامل ذاته أن هذه المعضلة يشكو منها كذلك عمال وعاملات المدينةالجديدة بجماعة حربيل تامنصورت، التي تبعد عن مراكش بحوالي 15 كيلومترا، بسبب غياب النقل الحضري، موردا أن المشتكين "يضطرون إلى اعتماد النقل السري الذي لا يراعي الكرامة الإنسانية، للوصول إلى مقرات عملهم، لكن هذا الاختيار يضعهم في مواجهة يومية مع عناصر الأمن"، وزاد أن "هذه الفئة تجد نفسها بمخافر الشرطة عوض التوجه إلى الحي الصناعي"، وفق تعبيره. وعززت العاملة رشيدة ما جاء على لسان سعود، حين أوضحت أن الذين يقطنون بحي المحاميد، الذي يبعد عن المنطقة الصناعية بكيلومترات كثيرة، يضطرون إلى الاستيقاظ باكرا والانتقال عبر حافلتين أو سيارة للنقل العمومي، بسومة تتراوح بين 12 و18 درهما للرحلة الواحدة، وزادت: "إذا اختارت العاملات الحافلة الوحيدة التي تقلهن من الحي الصناعي إلى مقر السكنى فالخطر يهددهن، من قبيل سلبهن ما يملكن". ودخلت جمعية مؤازرة للأعمال الاجتماعية والصحية والبيئية على خط هذه المعاناة، مطالبة كلا من والي جهة مراكش أسفي، ورئيسة المجلس الجماعي لمراكش، بالتدخل من أجل فك العزلة التي تعيشها منطقة الحي الصناعي سيدي غانم، بتمديد مسار مجموعة من خطوط الحافلات الرابطة بين حي المسار وكل من حي سيدي يوسف بن علي، والداوديات، وحي المحاميد، بتغيير مكان توقفها قرب سوق الجملة للخضر والفواكه إلى الساحة القريبة من مقر البريد القديم، وسط الحي الصناعي سيدي غانم، وتمديد مسار الخط 16 إلى النقطة نفسها. ومن أجل معرفة برنامج جماعة مراكش، بخصوص هذه المعاناة التي تتكبدها هذه الفئة من السكان، ربطت هسبريس الاتصال بفاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، التي أوضحت أن اجتماعا عقد الأسبوع الحالي مع الشركات المختلفة، خصص لتدارس وضعية قطاع النقل الحضري العمومي، والحافلات ذات الجودة العالية، والآفاق المستقبلية لهذا المرفق بالمدينة. وعن سؤال مدى حضور خط المنطقة الصناعية في جدول أعمال رئيسة المجلس الجماعي، أجابت: "يصعب علي الآن إعطاء وعد بهذا الخصوص، لأننا في بداية الطريق لإعادة النظر في خطوط النقل العمومي لحافلات الشركة التي تدبر هذا القطاع، وحين تتضح الصورة سننظر في كل ما يهم أحياء ومناطق مدينة مراكش".