قال سعيد ملين، المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، إن المغرب يطمح إلى الانتقال من بلد يعتمد على الخارج لاستيراد الطاقة الأحفورية إلى بلد مُصدر للطاقة النظيفة في المستقبل، بفضل المؤهلات المتوفرة فيما يخص الطاقات المتجددة. وأشار مولين، خلال مشاركته في ندوة بعنوان "طاقة نظيفة تغذي مستقبلا متجددا"، ضمن فعاليات الجناح المغربي بإكسبو 2020 بدبي، إن المغرب كان سباقا لوضع إستراتيجية قبل عشر سنوات بهدف استغلال مصادر الطاقات المتجددة وخفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتقليص الفاتورة الطاقية. وكشف رئيس مؤسسة AMEE، ضمن الندوة المندرجة ضمن فعاليات الأسبوع الموضوعاتي "المغرب .. مركز استثمار عالمي"، عن إحداث لجنة تضم كل الفاعلين العموميين والخواص والجامعات من أجل مواكبة تطور التحول المسجل عبر العالم فيما يخص الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون، تتمثل مهمتها في المواكبة من الناحية التنظيمية والتقنية والصناعية. وذكر المتحدث، في تصريحات أدلى بها للصحافة، أن 90 في المائة من الهيدروجين المستعمل في العالم هو هيدروجين رمادي يتضمن نسبة كبيرة من الكربون، وقال إن العالم يستعد للتوجه نحو الهيدروجين الأخضر ذي المصدر الطاقي المتجدد لاستعماله في الصناعة لتصبح بدون كربون إضافة إلى التنقل وتخزين الطاقة. ويرى المسؤول المغربي أنه "على الدولة المغربية أن تقدم المثال فيما يخص استعمال الطاقة النظيفة في إطار مبدأ مثالية الدولة"، وأورد أن هذا المبدأ تم تطبيقه في عدد من القطاعات الحكومية التي شرعت في استعمال الطاقة الشمسية في بنياتها واقتناء السيارات الهجينة والكهربائية. من جهته، قال طارق حمان، المدير التنفيذي المكلف بالتنمية بالوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، إن "المغرب حقق إنجازات مهمة فيما يخص الطاقات المتجددة تتجلى أساسا في قدرة إنتاجية تصل 4000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والريحية والمائية؛ وهو ما يجعل منه فاعلا مرجعيا قاريا ودوليا في هذا المجال". وأكد حمان، في تصريح للصحافة، أن هذه "الإنجازات تؤهل المغرب لتجاوز مرحلة استهداف الشبكة الوطنية للكهرباء إلى الإنتاج لفائدة قطاعات الصناعة والنقل والفلاحة، واستعمال الهيدروجين الأخضر لتعويض الطاقة الأحفورية في بعض الصناعات". وأورد المسؤول أن عددا من الفاعلين الدوليين الخواص بدؤوا يهتمون بإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب من خلال الشروع في إجراء دراسات مفصلة. ومن المقرر، وفق ما صرح به، أن يتم إطلاق طلبات عروض من أجل تنفيذ المشاريع في هذا الصدد قريبا على أساس انطلاقها الفعلي ابتداء من سنة 2025. جدير بالذكر أن المغرب يشارك في المعرض الدولي "إكسبو دبي 2020" بجناح كبير يعرف تنظيم عدد من الندوات والفعاليات لاستعراض الإنجازات الاقتصادية والثقافية والمؤهلات الاستثمارية أمام زوار قادمين من 192 دولة مشاركة في هذا الحدث، الذي يعتبر أكبر تجمع حضوري في العالم بعد كورونا.