بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة وتعيينها من طرف جلالة الملك، اكتشف المغاربة أسماء جديدة تعيش أول تجاربها السياسية، حاملة معها ماضٍ من الإنجازات والتميز في المجالات التي تشتغل فيها، ومن بين هذه الوجوه، تم اختيار وزيرة بخبرة عالية في مجال الطاقة لتقلد حقيبة الانتقال الطاقي، ويتعلق الأمر بليلي بنعلي الاسم المعروف في مجال الطاقة والتنمية المستدامة على الصعيد العربي والدولي حيث تشغل منصب كبيرة الاقتصاديين بالمنتدى الدولي للطاقة وشغلت سابقا نفس المنصب بالشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكروب). وتراكم العضو في مجموعة خبراء الوقود الأحفوري التابعة للأمم المتحدة، تجربة كبيرة في صياغة السياسات والاستراتيجيات لفائدة مؤسسات حكومية وشركات طاقة دولية وشركات استثمارية في السعودية والامارات. كما تعد بنعلي عضوا في لجنة النموذج التنموي التي صاغت نموذجا تنمويا جديدا للمغرب. ويرى مراقبون أن تعيين سيدة بخبرة كبيرة في مجال الطاقة، من شأنها أن يدفع بأهداف التنمية المستدامة التي يرسمها المغرب. هذا ويحتل المغرب المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر "المستقبل الأخضر" الذي تصدره منصة "إم أي تي تكنولوجي ريفيو" والذي يصنف 76 بلدا وإقليما وفقا للتقدم على درب مستقبل أخضر من خلال تقليص انبعاثات الكربون وتطوير طاقة نظيفة و الابتكار في القطاعات الخضراء. وقد أطلق المغرب منذ العام 2009، استراتيجية طاقية ترتكز بالأساس على تطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وتهدف إلى ضمان استقلاليته الطاقية والإسهام في تقليص الانبعثات الغازية. وخلال عشر سنوات، مكنت المشاريع المحدثة في إطار هذه الإستراتيجية، من رفع حصة توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة إلى 37 في المئة. وينتج المغرب حاليا أكثر من 4000 ميغاوات من الطاقات الريحية والشمسية، مما يجعله من الدول المتقدمة في هذا المجال على الصعيدين القاري و الدولي. وكان المغرب قد عرض الإستراتيجية الطاقية، خلال الأسبوع الإقتصادي المغربي في المعرض الدولي "إكسبو 2020 دبي"، أكد حمان طارق ، مدير قطب التنمية في الوكالة المغربية للطاقة المستدامة "مازين" وجود مجموعة من المشاريع المستقبلية في هذا المجال، خاصة أن العديد من المستثمرين في منطقة الخليج وبعض دول العالم، أبدوا اهتمامهم بميدان الطاقات النظيفة بالمغرب. وفي حديث مع الصحافة الدولية قال سعيد ملين المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، إن المغرب يطمح للإنتقال من بلد يعتمد على الخارج لاستيراد الطاقة الأحفورية إلى بلد مصدر للطاقات النظيفة في المستقبل. وتواجه الوزيرة الجديدة تحديا كبيرا في هذا المجال، كون الرهان أصبح جد كبير على انجاح الأوراش الملكية الطموحة المتعلقة مجال الطاقة.