قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، خلال الجلسة العامة للدورة الثالثة لملتقى الحوارات الأطلسية، التي نظمت أول أمس الأحد بمراكش، إن المغرب، الذي يعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقات الأحفورية لتلبية حاجياته الطاقية، يستثمر كثيرا في مجال الطاقات المتجددة. وأشارت بنخضرة إلى أنه، بالنظر إلى قوة رؤيته في التنمية المستدامة ومؤهلاته الهامة في ميدان الطاقة الشمسية والريحية، يولي المغرب اهتماما كبيرا للطاقات المتجددة باعتبارها وسيلة لرفع التحديات، خاصة تحقيق التنمية المستدامة وحماية النظام البيئي. وأكدت مديرة المكتب أن هذه الدينامية الجديدة، التي تبناها المغرب، تروم، أيضا، خلق فرص للشغل واعتماد التكنولوجيات الجديدة، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية ستمكن المغرب من أن يصبح بلدا رائدا في مجال الطاقات المتجددة في جنوب الحوض الأطلسي. وبعد أن أبرزت أن المغرب يعتبر نموذجا يحتذى في هذا الميدان على الصعيد الإفريقي والمتوسطي، سجلت بنخضرة أن المؤسسات الدولية والمانحين يعترفون بالجهود التي تقوم بها المملكة في هذا القطاع. واعتبرت أمينة بنخضرة، أن دول الجنوب مطالبة بالتأكيد على هذه الإرادة في النهوض بالطاقات المتجددة، والعمل على إيجاد الحلول الطاقية المنافسة للطاقات الأحفورية التقليدية. ومن جهة أخرى، أشار رينهارد بوتيكوفير عضو بالبرلمان الأوربي، إلى أنه يتعين على كل بلد الاعتماد على تنمية الموارد الطاقية التي يتوفر عليها، من أجل تقليص وارداته من الطاقات الأحفورية، معتبرا أن التوجهات الاقتصادية واحتياجات السوق لها تأثير على اختيار الاستراتيجيات الطاقية الواجب تبنيها. من جانبه، اعتبر جيفيرسون إيدوارد ممثل إحدى الشركات البترولية الدولية، أن الغاز الطبيعي يشكل عنصرا مهما في النمو مقارنة مع النفط، ولكن شريطة أن يكون سعره معقولا، داعيا إلى تبني استراتيجيات تمكن من الانتقال نحو النجاعة الطاقية والمحافظة على البيئة. وركز المشاركون في الجلسة العامة على أهمية الموارد الطاقية الجديدة، من بينها الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى التكنولوجيات المستعملة وفرص الاستثمار المتاحة في هذا الميدان، والتي بإمكانها النهوض بالاقتصاد في الحوض الأطلسي الكبير. وأوضحوا أن الدول المطلة على الحوض الأطلسي تركز جهودها على القطاع الطاقي من خلال الديناميات المنبثقة والهادفة إلى تأمين نمو اقتصادي مستدام. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة ل»الحوارات الأطلسية»، المنظمة ما بين 24 و26 أكتوبر الجاري بمبادرة من مركز «أو سي بي بوليسي سنتر» و»جرمان مارشال فاند أوف ذو يونايتد ستايتس»، يلتئم فيها حوالي 350 من المسؤولين السامين والوزراء السابقين والخبراء لمناقشة مختلف المواضيع الدولية، المرتبطة بشكل وثيق بالأحداث الدولية، من قبيل قضية التنمية المعقدة والمخاطر الأمنية والمبادلات التجارية والتغيرات المناخية والنماذج الفعالة للتعاون.