خلصت دراسة فرنسية جديدة إلى فعالية جميع لقاحات كوفيد 19 وتأثيرها الكبير في الحد من مخاطر الأشكال الحادة من كورونا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا وأكثر، مؤكدة أنها تساهم في الحد من الولوج إلى المستشفى والموت بنسب قد تصل إلى 90 في المائة. الدراسة التي تم إجراؤها على 22 مليون فرنسي خلصت إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم، والذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر، هم أقل عرضة تسع مرات لدخول المستشفى أو الوفاة بسبب كوفيد 19 من أولئك الذين لم يتم تطعيمهم. وأكدت الدراسة أن التطعيم فعال بنسبة تزيد عن 90 في المائة في الحد من الأشكال الحادة من كوفيد 19 لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا في فرنسا، وأبرزت فعالية اللقاحات اعتبارا من اليوم 14 لتلقي الجرعة الثانية؛ ناهيك عن فعالية كذلك أمام متغير "دلتا" الذي يعد الأكثر انتشارا في عدد من دول العالم. وخلال فترة انتشار متغير "دلتا" كانت فعالية اللقاحات تصل إلى 84 في المائة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارها 75 عامًا وأكثر، و92 في المائة في المجموعة التي تتراوح أعمارها بين 50 و74 عامًا. الدراسة تم إجراؤها على 22 مليون فرنسي ما بين 50 و74 سنة، نصفهم تلقوا تطعيمهم بلقاحات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا، والنصف الثاني غير ملقحين، على فترة امتدّت من أوّل يوم بدأ فيه التلقيح في فرنسا، أي 27 دجنبر 2020، حتّى 20 يوليوز الماضي. وأكدت الوثيقة على أهمية الرصد المستمر الذي سيجعل من الممكن قياس تطور الحد من المخاطر على مدى فترة أطول، ولتوصيف تأثيرات متغير "دلتا" بشكل أفضل. وقال الباحثون إنهم مازالوا يعملون على دراستهم لمعرفة المزيد عن الموضوع، ولفتوا إلى أن هذه الأرقام تقدّم "معلومات أولية"، وإلى أن "هذه الفترة الزمنية تُعتبر قصيرة جدًا لتقييم التأثير الفعلي للتلقيح على هذا المتحوّر". وقال محمود زريق، مدير مجموعة "إيب فار" التي قامت بالدراسة، وعالم الأوبئة، ضمن تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس: "يبدو أن هذه الفعالية على الأشكال الحادة من كوفيد 19 لم تتراجع طيلة فترة المتابعة التي وصلت إلى خمسة أشهر". وتُركّز الدراسة فقط على فعالية اللقاحات ضدّ الأشكال الحادة من كوفيد-19، ولا تستطيع تحديد مدى منع اللقاحات من الإصابة بالفيروس أو نقل العدوى.