تشهد معظم شوارع العاصمة الاقتصادية ازدحاما كبيرا يجعل حركة السير والجولان تعرف اضطرابا واختناقا وفوضى، خصوصا في أوقات الذروة. وبات المرور من مختلف شوارع الدارالبيضاء يثير سخط مستعملي السيارات، نظرا للازدحام الذي تعرفه، مما يتسبب في وصولهم متأخرين إلى وجهاتهم. ولم يعد الكثيرون يستحملون حركة السير بالمدينة المليونية، سيما في ظل تضييق الشوارع نتيجة أشغال خطوط الترامواي الجديدة. ويجد مستعملو السيارات القادمون من طريق أولاد زياد زيان صعوبة كبيرة في الوصول إلى مركز المدينة، بعدما تحول هذا الشارع، الذي يعد من مداخل العاصمة الاقتصادية الرئيسية، إلى ورش خاص بالترامواي منذ أشهر. وبات المرور بشارع محمد السادس، المعروف ب"طريق مديونة"، مستحيلا في ظل الأشغال القائمة به وانتشار الباعة الجائلين على مستوى قيساريات "كراج علال". ولعل الصور والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف حجم المعاناة التي يجدها البيضاويون خلال تنقلهم في الشوارع، الأمر الذي يستوجب وضع مخطط جديد يسهل انسيابية المرور ويحد من هذا الازدحام. واعتبر عدد من المهنيين في قطاع النقل، الذين يشتغلون بشكل يومي بشوارع المدينة الاقتصادية، أن السياقة في ظل هذه الظروف صارت مرهقة. وفي هذا الصدد، أوضح الصديق بوجعرة، النقابي في قطاع سيارات الأجرة الصغيرة بالدارالبيضاء، أن هذه الأوراش التي تعرفها المدينة ساهمت بشكل كبير في الازدحام بمختلف الشوارع، مشيرا إلى أن ذلك يثير سخط السائقين والركاب، وحتى زوار العاصمة الاقتصادية. وسجل الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية لسيارات الأجرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، وجود معاناة حقيقية بحكم الأشغال الجارية التي تخلف آثارا على الجميع. وعبر المسؤول النقابي ذاته عن أسفه لغياب الحكامة في تدبير عملية السير والجولان بالمدينة، مشيرا إلى أن العاصمة الاقتصادية "لا يمكن أن تظل على هذا الاختناق الذي تعرفه، والذي يؤثر بشكل سلبي على المواطنين". وأضاف أن المجلس الجماعي مطالب بوضع مخطط للتنقل لمواكبة الأوراش التي تعرفها المدينة، وجعل حركة التنقل تعرف انسيابية نوعا ما بدلا من هذا الازدحام. عمدة مدينة الدارالبيضاء، التي تم تعيينها وزيرة للصحة والحماية الاجتماعية في حكومة عزيز أخنوش، عبرت عن تفهمها لما يعيشه البيضاويون في الطرقات بفعل الازدحام، مشيرة إلى أن الأشغال الجارية لتجاوز ذلك. وبعد أن اعتذرت نبيلة الرميلي للساكنة، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن الأشغال الجارية التي تقض مضجع السائقين، أشارت إلى أن ما يتم سيعود بالنفع على الجميع فور الانتهاء منه. ولفتت المتحدثة نفسها الانتباه إلى أن "مجلس المدينة عقد اجتماعا مع شركة الدارالبيضاء للنقل، وتم التشديد في اللقاء على ضرورة تسريع وتيرة إنجاز الأشغال الجارية". كما التمست عمدة الدارالبيضاء من جميع السكان تفهم الوضع، الحالي في انتظار وضع مخطط للتنقل في العاصمة الاقتصادية؛ يكون مناسبا لتطلعاتهم في تخفيف الاختناق المروري.