اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك امس، ان الامبراطورية الاميركية "بلغت نهاية الطريق"، وقال ان اسرائيل أيضا في طريقها إلى "الانهيار"، مشددا على ان بلاده ستقاوم »البلطجة« التي تمارسها بعض الدول بحق برنامجها النووي. "" وقال نجاد في خطابه ان "الامبراطورية الاميركية في العالم بلغت نهاية الطريق، وعلى الحكام القادمين ألا يتدخلوا إلا ضمن حدودهم"، متهما الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي بالتصرف ب"وحشية" في أفغانستان والعراق، وباحتلال هذين البلدين من اجل "الفوز بأصوات انتخابية". ورأى الرئيس الإيراني ان "النظام الصهيوني" أيضا في طريقه إلى "الانهيار"، منتقدا "الصهاينة القتلة" الذين قال إنهم "يتلاعبون" بالأوروبيين والأميركيين. وأضاف "اليوم النظام الصهيوني في منحدر انهيار أكيد.. ولا مهرب له إلا بالخروج من البالوعة الذي خلقها هو ومؤيدوه". وقال نجاد إن بعض القوى التي تمارس "البلطجة" تحاول إفشال طموحات إيران النووية السلمية. وشدد على "ان الشعب الإيراني العظيم سيقاوم البلطجة وقد دافع وسيدافع عن حقوقه". وتابع "الأمة الإيرانية تؤيد الحوار. لكنها لم تقبل ولن تقبل المطالب غير الشرعية". وكان الرئيس الإيراني اتهم في مقابلة مع صحيفة »لوس انجليس تايمز« الأميركية وحديث للإذاعة الوطنية الاميركية، الولاياتالمتحدة بفرض ضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقيق في برنامج إيران النووي، معتبرا انه »تم تزوير الوثائق« التي تشكك في الأغراض السلمية للبرنامج، مؤكدا رغم ذلك ان »الوكالة الدولية تمثل أفضل ضمان«. وتحدث نجاد عن الأزمة المالية الاميركية، قائلا ان »المشاكل لا تولد فجأة، فالحكومة الأميركية ارتكبت سلسلة من الأخطاء في العقود القليلة الماضية، أولها ما فرضته على الاقتصاد الأميركي من التزامات عسكرية ثقيلة حول العالم.. الحرب على العراق على سبيل المثال.. هذه الأمور ذات كلفة عالية«. واعتبر الرئيس الإيراني ان الاقتصاد العالمي »لا يمكن أن يتسامح بعد اليوم مع العجز في الموازنة والضغوط المالية التي تنتج عن الأسواق في الولاياتالمتحدة والتي تتسبب بها الحكومة الأميركية«. وأضاف »لا نعتقد ان النظرة السياسية الأميركية التي تعتبر العالم ساحة للمواجهة، ستعطي نتائج جيدة«. ورفض نجاد القول ما إذا كان يفضل مواجهة إدارة جمهورية بقيادة المرشح الجمهوري جون ماكين، أو إدارة ديموقراطية بقيادة باراك اوباما. لكنه قال ان »اي إدارة أميركية تأتي إلى السلطة، عليها أن تغيّر المقاربات الصدامية السابقة«، مضيفاً انه »مستعد للتحدث إلى أي من المرشحين« هذا الأسبوع في نيويورك. وأضاف »نحن مهتمون بقيام علاقات صداقة«. وفي الملف السوري والمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، قال نجاد ان »تحرير مرتفعات الجولان هو أمر لا يريده النظام الصهيوني، ومن غير المتوقع أن يحصل هذا الأمر كنتيجة للمفاوضات«، مؤكدا رغم ذلك انه ليس »قلقا« من المفاوضات. وبشأن فلسطين، أشار الرئيس الإيراني إلى تأييده حل الدولة الواحدة، فقال ان بلاده »تدعو إلى تغيير في السلطة في الأراضي المقدسة عبر انتخابات يشارك فيها الفلسطينيون المقيمون واللاجئون الذين سيفوق عددهم اليهود ويصوت الجميع للإتيان بحكومة واحدة تحكم« الأراضي الفلسطينية معا، معتبرا في الوقت ذاته ان إسرائيل »ملعونة كطائرة فقدت محركها«.