قال الدكتور محمد سالم الشرقاوي، المدير المُكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن الوكالة مستمرة في تأدية واجبها في خدمة القدس وسكانها المرابطين "بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وبُعد نظره في الإشراف المباشر على الوكالة وتوجيه عملها للاهتمام بالقطاعات الاجتماعية". وذكر الشرقاوي، في كلمة له الأربعاء بالرباط، بمناسبة افتتاح حفل خاص نظمته الوكالة، تزامنا بين الرباطوالقدس، لإطلاق منصة التسويق الإلكتروني "دلالة" للتجارة الاجتماعية والتضامنية، إن المؤسسة وجهت جهودها في الآونة الأخيرة لدعم قطاعات الصحة والتعليم بالوسائل والإمكانيات لمواجهة آثار جائحة كورونا، والعناية بمشاريع التنمية البشرية، والنهوض بأوضاع سكان المدينة في مجالات الإسكان والترميم، وقطاعات المساعدة الاجتماعية. وأشار مدير الوكالة إلى أنه تم في يونيو الماضي إطلاق مشروع رائد لدعم عمل جمعيات القدس تحت عنوان: "مبادرات أهلية من أجل برنامج مُستدام للتنمية البشرية في القدس"، همت مرحلته الأولى 10 جمعيات بغلاف مالي يفوق 300 ألف دولار أمريكي. جدير بالذكر أن بداية شهر شتنبر الجاري عرفت بدء أشغال ترميم عدد من المباني والعقارات في عدد من أحياء القدس، ضمن برنامج طموح سيشمل مشاريع أخرى بعد استكمال ملفاتها، والانتهاء من دراساتها، بقيمة 360 ألف دولار. وتتوج هذه الجهود اليوم – يضيف الشرقاوي – بإطلاق مشروع جديد هو عبارة عن منصة إلكترونية تضعها الوكالة، في مرحلة أولى، رهن إشارة الجمعيات الشريكة لتثمين منتجاتها وتسويقها؛ ثم يتم فتحها، لاحقا، على قطاعات التجارة والصناعة التقليدية والسياحة والخدمات، بإشراف من فريق محترف موزع بين الرباطوالقدس. وتقوم فكرة إنشاء هذه المنصة، فضلا عن المساهمة في دعم قطاع التجارة في القدس، على فتح الأسواق الخارجية أمام المنتجات ذات المنشأ الفلسطيني، وتقريبها من المستهلكين عبر مختلف ربوع العالم، واستثمار الفرص التي باتت تُتيحها التكنولوجيا الرقمية في هذا المجال. وبهذا الخصوص، سيكون من مهام المنصة المساهمة تعزيز مؤشرات التسويق التجاري التضامني للمنتجات المحلية، وزيادة رواجها في الأسواق الداخلية والخارجية، والرفع من العائد الاقتصادي للتجار والحرفيين، وتحسين الوضعية الاجتماعية للمتدخلين والعاملين في قطاع التجارة والخدمات في القدس. كما تهدف المنصة إلى ضمان تمثيلية دائمة للمنتجات الفلسطينية من القدس في المعارض التجارية التي تنظم في عدد من الدول العربية والإسلامية وخارجها، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات والهيئات الشريكة، ذات الاختصاص، ومنها المركز الإسلامي لتنمية التجارة، التابع لمنظمة التعاون الإسلامي. وتقوم قيم هذا المشروع على تكريس مبدأ التضامن مع التُّجار والحرفيين في القدس، وتشجيع الحفاظ على التراث اللامادي للمدينة وتسويقه خارجها، ودعم روح المبادرة والعمل لدى الفئات النشيطة والمُنظمة لتجسيد المضمون الإنساني والاجتماعي التضامني في عمل وكالة بيت مال القدس الشريف مع شركائها المؤسساتيين والمانحين، والمساهمة في بناء نموذج فعال للسلم والتعايش في المدينة المقدسة.