روحاني وضرب سوريا نبدأ جولة في قراءة عدد من الصحف الإيرانية، ليومي الخميس والجمعة، من صحيفة "بهار" التي أوردت خبراً مفاده أن الشيخ حسن روحاني، الرئيس الإيراني وممثل مدينة طهران في مجلس خبراء القيادة صرح خلال هذا المجلس قائلاً "إذا تعرضت سورية لمشاكل من جراء الضربة العسكرية المحتملة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستؤدي واجبها الديني والإنساني تجاهها، وستقدم للشعب السوري المواد الغذائية والمستلزمات الطبية اللازمة". ويعتبر مجلس خبراء القيادة الإيرانية هيئة أساسية في النظام الإيراني، عهد إليه الدستور مهمة تعيين وعزل قائد الثورة الإسلامية في إيران ، ويتألف هذا المجلس حالياً من 86 عضواً. وأضاف روحاني أن "إيران بذلت ومازالت تبذل مساعيها الإنسانية إزاء الشعب السوري، وأوفت ومازالت توفي بتعهداتها تجاه الاستقرار في المنطقة". وفي معرض إشارته إلى أن اشتعال فتيل الحرب في سورية ستطال نيرانها المنطقة بأكملها، قال "تَعتبِر الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أيَّ إجراء ضد سورية سوف لن يكون مضراً للمنطقة فقط، بل ستطال تبعاته السلبية أيضاً أصدقاء أمريكا، ونعتقد أن هذا التحرك ليس في مصلحة أي طرف". دعم سورية "المظلومة" أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، فقد أوردت أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قال في كلمة له أن "أمريكا لا تسعى إلى إقرار الديمقراطية في مصر، ولا تهتم لحقوق الإنسان في سورية، وليست قلقة بشأن الملف النووي الإيراني، لكن هدفها الأساسي هو كسر شوكة المقاومة، ونحن سندعم سورية حتى النهاية". وحسب تقرير هذه الجريدة، أشار قاسم سليماني إلى النقد الذي يوجهه البعض لإيران بسبب دعمها لنظام سورية قائلاً "نحن لا نكترث لدعاية العدو، لأن سورية هي الخط الأمامي للمقاومة، وهذا واقع لا يمكن إنكاره. وواجبنا يقتضي الدفاع عن المسلمين لأنهم يتعرضون للضغط والظلم". وأضافت هذه الصحيفة على لسان سليماني أيضاً: "بعد سقوط القذافي استثمرت إحدى الدول الخليجية أربعة ملايير دولار في ليبيا لتقطع الطريق على نفوذ إيران هناك. وبعض الدول في الخليج أصيبت بإيران فوبيا، وإلى الآن أنفقت قطر في سورية 12 مليار دولار. لكن يجب القول أنه رغم هذه التمويلات فإن إيران تحظى بمكانة جيدة بين الدول الإسلامية". زيارة روحاني لأمريكا أما جريدة "كيهان" فقد نقلت عن وزير الخارجية الإيراني الانتهاء من اختيار الأعضاء الجدد في فريق المفاوضين في الملف النووي الإيراني، كما أوردت هذه الجريدة نقلاً عن محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، أن سفر الرئيس الإيراني إلى نيويورك بات مؤكداً، ومن المنتظر أن يشارك حسن روحاني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأفصح وزير الخارجية عن برنامج الرئيس المتوقع قائلاً "أنه سيلقي خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما سيلقي كلمة في هيئة نزع السلاح النووي بصفته رئيساً لمنظمة عدم الانحياز، وسيخطب أيضاً في اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز". ونقرأ في الصفحة الأولى لجريدة "اعتماد" بالبند العريض تصريحاً لروحاني يقول فيه "لا يجب تسييس مطالب الشباب". ذات الصحيفة نقلت عن الرئيس الإيراني قوله أن "الانكماش الاقتصادي وزيادة معدل التضخم يعتبران أكبر عائق في طريق النمو، وتعافي الاقتصاد الوطني، كما أن مشكل التشغيل وازدياد نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات من المشاكل التي تؤرق الدولة. وأردفت الصحيفة نقلاً عن روحاني "إن تقوية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط هي شوكة زرعها الغرب في خاصر المنطقة، لذلك فإن محاربة الإرهاب والوقوف في وجه التدخلات الأجنبية في المنطقة جزء من برنامج هذه الحكومة". مشروع المالكي وبالانتقال إلى جريدة "إيران" نقرأ خبراً يفيد أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طرح مؤخراً مشروعاً من ثمانية مواد لحل الأزمة السورية، فحسب هذه الصحيفة يتضمن هذا المشروع الإقرار الفوري لوقف إطلاق النار في جميع مناطق سورية، ورفض التدخل الأجنبي، ورفض العمليات العسكرية المرتقبة، ووقف كل المساعدات المالية ووقف تسليح جميع أطراف الصراع، وإخراج المسلّحين الأجانب من التراب السوري، واستمرار لجان التحقيق الأممية في إجراء تحقيقاتها المحايدة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية. وينص مشروع المالكي، وفق الصحيفة ذاتها، على أخذ تعهد من الدول العربية وغيرها بشأن عدم مشاركتها في الحرب على سوريا بأي شكل من الأشكال، وتشكيل العرب لصندوق تُخصص اعتماداته لعودة اللاجئين وإعادة إعمار سورية، وإجبار النظام السوري والمعارضة على الجلوس على طاولة الحوار، وفق إطار زمني محدد تحت إشراف العرب والمنتظم الدولي لوضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة من الجامعة العربية والأمم المتحدة، وضمان نقل سلمي للسلطة.