وتستمر الرواية الأدبية..في جزيرتنا العجيبة... ولكن كفانا مقدمات أدبية إبداعية في كل مدخل أو مداخلة، فالوقت يداهمنا، و لا خوف على الإبداع أيها القراء الشرفاء الأعزاء فالكل إبداع، و لو بدون مقدمات... طيب. الاستثناء في البلد الحبيب هو أن يستمر البطل الشهم فخامة السيد الرئيس الحكومي على رأس الحكومة. نعم، المسألة صعبة شيئا ما على مناوئيه و أعدائه المعلنين و غير المعلنين...، و لكن فخامته سيظل بطلا شهما ضعفين إن تمت الإطاحة به. ففخامته ليس مسؤولا على مجرد منصب تقلده وجبت عليه الاستقالة منه إن هو فشل أو منع من محاربة الرشوة و الفساد و نهب مال الشعب بطريقة أو بأخرى، بل فخامته له مسؤولية حزب ضخم يعد بالعدالة و التنمية في ظرف حرج بالنسبة لذوي النيات الحسنة. لقد أدرك ربما البطل الشهم فخامة السيد الرئيس الحكومي أن أحسن وسيلة لمضاعفة أعداد المتعاطفين مع حزبه الصالح المصلح هو جعل "الآخرين" يطيحون بحكومته، و لهذا فهو لا يتسرع و لا يتهافت لإنقاذ حكومته من الأقلية السياسية التي تريد إضعافه إلى أبعد حد ممكن قبل السماح له بالاستمرار على رأس الحكومة و ذلك لجعل عملية الإصلاح شبه مستحيلة، و لكي يستمر الفساد رغم أنف البطل الشهم فخامة السيد الرئيس الحكومي... و لكن، الله أعلم... على كل حال و بكل موضوعية و بخلاصة شديدة : إذا استمرت تجربة حكومة فخامة السيد الرئيس الحكومي فهذا سيعني أنه بطل شهم، و سيعني هذا أيضا أن أعضاء الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية فرسان أبطال شجعان يستميتون في نكران الذات في سبيل الديمقراطية. و أما إذا تم وضع حد لهذه التجربة، فسيكون ذلك بمثابة شهادة خالدة على أن الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية فعلا أحسن حزب سياسي عرفه البلد الحبيب عبر كل العصور... و لا داعي لشرح و تدقيق هذه البديهيات المتعلقة بتصورات الشعب على العموم و الإنسان البسيط الذي أضحى ذكيا في غفلة من بعض العباقرة في البلد الحبيب... وعلى العموم، فقيادة الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة بكل مكوناتها تبقى رهن الإشارة لكل طلب توضيح أو شرح مفصل في حلقة مقبلة إن شاء الله، في الجزيرة العجيبة..التي نريدها جميلة... إن شاء الله. سيداتي سادتي، كما جاء على لسان أبو العشرين نصره الله، -ما معناه-، الكل يعلم أن حزب "الحمام البرّي الذي يزحف و لا يطير" منضبط للحكام الكبار الفعليين، فهلاّ تلقى هذا الحزب -أو أيّ من الأحزاب الأخرى- الضوء الأخضر لمساعدة البطل الشهم فخامة السيد الرئيس الحكومي للخروج من مأزق مفتعل لا يسمن و لا يغني من سياسة كبرى... فالبلد الحبيب كان استثناء بحكمة حكّامه ذات عشرين من تاريخ فريد. و قيل ما قيل، و كتب ما كتب، و لكن البلد الحبيب كان فعلا استثناء. سيداتي سادتي، البلد الحبيب لا يركب و لا يتبع الأمواج و الأهواء و الرياح السياسية بل هو، تقريبا...، صانعها أو ملهمها... فإذا كان "الاتجاه العام" اليوم يحابي أو يشجع الانقلابات على الصالحين المصلحين، و لاسيما في بلاد النيل، بلاد الشرف و المروءة و البطولات، بلاد التضحيات الجسام في سبيل الديمقراطية الحقيقية، بلاد الإسلاميين الشرفاء الأبرار الصادقين الذين يقبع قادتهم و شيوخهم الشرفاء الأجلاء اليوم في سجون العار، سجون عساكر منحرفين على الحق و العدل و الديمقراطية و العدالة، منحرفين على كل ما هو جميل، و ما كل هذا الظلم و الظلامية سوى في سبيل الاستمرار في تسلية حكام الولايات... ... إذا كان الاتجاه العام يحابي و يشجع الانقلابات على الإسلاميين الديمقراطيين الذين وصلوا إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع، فالبلد الحبيب بلد ديمقراطي قوي، يستطيع احترام الصناديق و انتظار فترة انتداب الإسلاميين دون انقلاب ظلامي ضدهم... سيداتي سادتي، مزيدا من التركيز من فضلكم... إذا كانت الدولة في أم الدنيا ضعيفة تحتاج إلى عساكر انقلابيين بشعين من أجل الاستمرار كدولة أو كنظام...، فدولة البلد الحبيب قوية و الدليل أن عروشها لا تهتز بمجرد صعود إسلاميين إلى الحكم عن طريق الديمقراطية و صناديق الاقتراع... سيداتي سادتي، هذا ما يجب أن يثبته البلد الحبيب للعالم بأسره، و لبعض الجيران بطبيعة الحال... التعايش و لقد فهمه و اتفق الجميع على مقتضياته و متطلباته ضمنيا...، كما أن "التعايش" عنوان فقرة من فقرات الرواية الأدبية...في الجزيرة العجيبة... فإذا كان من حزب إداري لا يمكن تجاوزه من أجل ملئ فراغ سياسي تركه حزب "انقلاب العزيزية" الذي تولى و تأخر يوم الزحف الديمقراطي...، و هو الحزب المفتون بزعيم أخطأ من جعله زعيما لمواجهة فخامة السيد الرئيس الحكومي البطل الشهم... ... فإذا كان من أفتى لزعيم حزب "انقلاب العزيزية" المفتون بمواجهة البطل الشهم بتلك الطريقة التي تتوخى توجيه الضربات غدرا من الداخل من طرف بعض مرتزقة السياسة -و هي مرتزقة تجعل السياسة وسخة...-، و ليس في ساحة الوغى السياسي السلمي السليم عبر جنود سياسيين شرفاء يحترمون قوانين الحروب السلمية الحضارية السياسية النظيفة... ... -لا داعي ربما لإتمام الفكرة و ذلك لأن القراء الشرفاء الأعزاء أذكياء...- سيداتي سادتي، لا يمكن مواجهة البطل الشهم فخامة السيد الرئيس الحكومي من خلال من هبّ و دبّ... فشتان بين من يمتلك القناعة و المسار التجاري النظيف و يعيش حياة طاهرة مطمئنة في سبيل الله، و من يفتقد لكل ذلك... ولكن لا بأس، فالوطن غفور رحيم... سيداتي سادتي القراء الشرفاء الأعزاء، يجب للرسالة أن تصل، كما يجب على القيمين على الشؤون أن يتحلّوا برؤية صحيحة غير مزاجية، غير متسرعة و غير ظلامية مفتقدة للبصيرة و نور السياسة النيّرة... إنما الفترة التاريخية التي نعيشها اليوم عابرة و لن تدوم، لن تدوم...، كما أنها فترة تاريخية خادعة مخادعة...، فالولايات ولايات لعوب تحبّ اللعب و التسلية ليس إلا... فالفترة الآنية هي فترة دفع حكام بعض البلدان ضمنيا إلى اقتراف كل ما لا يرضي بعض الشعوب حتى يتأتى للولايات تحقيق ما تصبو إليه حقيقة... سيداتي سادتي القراء الشرفاء الأعزاء، لا تخذلوا بلدكم الحبيب لأنه يثق في ذكائكم... و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.