يخضع ضبّاط وتقنيو القوّات الجوّية الملكية لتدريبات مكّثفة على طائرات "أباتشي" الأمريكية، التي ستحصل عليها المملكة في إطار صفقة عسكرية جمعتها بواشنطن، مستعينين بأحدث التقنيات في المجال وخبرات عدد من الضّباط الأمريكيين، حتى يتمكنوا من معرفة خبايا وتقنيات هذه الطّائرات النّفاثة. وتشمل التداريب التكتيكية استخدام أنظمة المحاكاة لفائدة الفرق التي ستعمل على المروحيات المقاتلة من نوع "أباتشي"، كما تشمل القيام بعمليات تحاكي الواقع واستخدام مختلف الأسلحة والأجهزة القتالية والدفاعية الموجودة على متن المروحيات المغربية. ويشير عبد الحميد حارفي، الخبير في الشأن العسكري، إلى أن "دخول أباتشي إلى المغرب تسبقه عدة إجراءات، أولها تكوين ضباط طيارين وتقنيين لمواكبة استخدامات هذا الأسطول الجوي"، مبرزا أنه "منذ عام 2020 كانت هناك تدريبات وتكوينات عن بعد لمجموعة من الطيارين المغاربة". وأوضح حارفي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الكولونيل خالد صامت يعد أول طيار مغربي حاصل على شهادة اعتماد لقيادة طائرة أباتشي الحربية، كما تم تعيينه قائدا لسرب المروحيات الهجومية، بما فيها طائرات أباتشي"، مضيفا أنه "تم تنظيم زيارات نحو فرقة تابعة للحرس الأمريكي من أجل تكوين طيارين وتقنيين مغاربة". وأشار المتحدث ذاته إلى أنه "كانت هناك تدريبات همت طيارين مغاربة برتبة رائد من خلال المحاكاة الخاصة بالنسختين E وD من طائرات أباتشي المقاتلة"؛ كما شدد على أن المملكة تستعد لاستقبال هذه المروحيات المتطورة من خلال تشييد قاعدة جوية خاصة بطائرات "أباتشي" الأمريكية. وتقتربُ القوات المسلحة الملكية من الحصول على طائرات هليكوبتر الأمريكية من طراز AH-64 Apache، ستنضمُّ إلى سرْب القوات الملكية الجوية، بعد مفاوضات جمعت ضباطاً مغاربة من القيادة العامة وقادة عسكريين أمريكيين؛ إذ من المرتقبِ أن تحصلَ المملكة على 24 طائرة هليكوبتر بقيمة إجمالية قدرها 1.5 مليار دولار. ومازالت "أباتشي" أفضل طائرة هليكوبتر هجومية، منذ إطلاقها أول مرة عام 1989. وتستخدم مروحيات الجيش ذات المحركين، التي طورتها شركة ماكدونيل دوغلاس (بوينغ الآن)، من قبل مصر واليونان وإسرائيل وهولندا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. وهذه الطائرات متقدّمة تكنولوجياً ولها قدرات هائلة في التّنسيق مع طائرات بدون طيّار، خاصة Mq-c1 gray، ما يسمح لطيّار أباتشي بالتّحكم الكبير في العمليات الإنزالية، من خلال نظام داخلي مأهول يتكون من أحدث أنظمة الاتصال والملاحة وأجهزة الاستشعار.