تسابق وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الزمن من أجل تلقيح فئة عريضة من تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية، بهدف تأمين دخول مدرسي فعلي بمختلف مناطق المغرب، والتخلي بشكل نهائي عن نظام التناوب الذي لقي معارضة قوية من طرف أولياء الأمور منذ بداية العام الدراسي المنصرم. وتجاوزت أعداد التلاميذ الملقحين ضد كورونا، مع بداية الأسبوع الجاري، 700 ألف تلميذة وتلميذ، من أصل 3 ملايين بالتعليمين العمومي والخصوصي على الصعيد الوطني. ولجأت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى نظام التناوب بين التعليمين الحضوري والرقمي خلال العام الماضي، لتفادي تفشي فيروس كورونا داخل أوساط التلاميذ بالمدارس العمومية على وجه الخصوص، التي يعاني عدد منها من ظاهرة الاكتظاظ في الفصول الدراسية. ولا يخفي أولياء الأمور بعض المخاوف من استئناف الدراسة في المؤسسات التعليمية التي تعاني أقسامها الدراسية من الاكتظاظ، خاصة في الأحياء الشعبية والمراكز الحضرية المحيطة بالمدن الكبرى. وقال سعيد كشاني، رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إن "الأهم في الوقت الحالي هو تلقيح التلاميذ ضد كورونا وضمان دخول مدرسي آمن بالنسبة للأبناء المتمدرسين، والاستفادة الفعلية من الدراسة الحضورية". وأوضح رئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، في تصريح لهسبريس، أن "المسألة المهمة والحيوية في الوقت الحالي، هي اعتماد التعليم الحضوري بشكل كامل وتام، بعد أن أبان التعليم عن بعد عن فشله، خاصة في السنة الدراسية المنصرمة". وأضاف كشاني أنه "فيما يخص ظاهرة الاكتظاظ، فإننا نلاحظ أنها قد بدأت تتراجع بشكل نسبي في الفصول الدراسية، وهو ما سيساعد على اعتماد التعليم الحضوري للتلاميذ وفي الوقت نفسه الحرص على احترام الشروط الصحية الاحترازية داخل المؤسسات التعليمية". وتابع المتحدث قائلا: "بالنسبة للمؤسسات التعليمية العمومية التي تعاني من ظاهرة الاكتظاظ، فإننا نعتقد أن دور الإدارات التي تشرف على التسيير الإداري والبيداغوجي لهذه المدارس يتمثل في ضرورة ضمان التباعد بين التلاميذ وكافة العاملين في المؤسسات، وهو ما من شأنه طمأنة آباء وأولياء أمور التلاميذ على سلامة أبنائهم في ظل هذه الظرفية الصحية الاستثنائية". وفي اتصال لهسبريس مع مسؤول بديوان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أكد أنه "سيتم انتظار حصر لوائح التلاميذ المسجلين في المؤسسات التعليمية العمومية للتعامل مع موضوع الاكتظاظ بعد الدخول المدرسي".