يتطلع فريق الدفاع الحسني الجديدي إلى نسيان كابوس الموسم الماضي، الذي عانى خلاله كثيرا قبل أن ينعتق من براثن القسم الوطني الثاني؛ وهو السيناريو الذي قض مضجع مكونات النادي الدكالي وجعلها تعيش، عقب ذلك، على إيقاع تعبئة شاملة للبصم على موسم جيد ينسيها كبوة ومعاناة الموسم المنصرم. واستأنف فارس دكالة، تحت قيادة مدربه الجزائري عبد الحق بنشيخة، مبكرا تداريبه لتدارك النقص البدني، الذي أثر بشكل كبير على بعض اللاعبين ودخل سوق الانتقالات قبل نهاية البطولة الوطنية للسنة الفارطة. ورسم المكتب المسير للدفاع الحسني الجديدي أهدافا طموحة؛ منها تشكيل فريق منسجم وقادر على منافسة الفرق الكبرى، لا سيما أنه عمل على تجديد تشكيلته بنسبة كبيرة من خلال تسريح عدد من اللاعبين الذين لم يتأقلموا ولم ينسجموا مع توجهات المدرب الجزائري. في هذا السياق، صرح عبد اللطيف المقتريض، رئيس الفريق الجديدي، قائلا: "قمنا بانتداب عدد من اللاعبين رغبة في تجديد وتشبيب الفريق بعدما غادره عدد من اللاعبين الذين قضوا سنوات معه. كما تم فسخ عقد بعض اللاعبين الذين لم يقدموا ما كان منتظرا منهم، إضافة إلى أننا حرصنا على إعارة بعض لاعبي فريق الأمل من أجل الاحتكاك وكسب المزيد من التجربة والممارسة قبل العودة إلى فريقهم الأم". وأضاف المقتريض أن المكتب المسير يريد إعادة الفريق إلى المكانة التي يستحقها؛ وهي المنافسة على إحدى الرتب المتقدمة، كما حدث منذ الأربع والخمس سنوات الماضية. وأشار رئيس الفريق الجديدي إلى أن المكتب المسير يسعى إلى تدبير النفقات في ظل الأزمة المالية التي خيمت بثقلها على كل الفرق الوطنية، ويبحث جادا على إقناع مدعمين ومستشهرين للتعامل مع الدفاع الحسني الجديدي وعلامته التجارية. ودعا المتحدث ذاته المنتخبين إلى التعامل مع الفريق الذي يمثل منطقة دكالة كلها؛ وذلك من خلال تخصيص دعم مالي سنوي، على غرار الفرق الوطنية الأخرى التي تستفيد من دعم الجماعات الترابية التابعة لها. وفي تصريح مماثل للمدرب عبد الحق بنشيخة، أوضح هذا الأخير أنه قسم مرحلة الاستعدادات إلى مرحلتين؛ انطلقت الأولى يوم 16 غشت واستمرت إلى 24 من الشهر نفسه "أشركنا فيها اللاعبين الجدد ثم دخلنا في معسكر مغلق إلى الرابع من شتنبر الجاري، طبقنا فيها الخطط والمناهج وتوجناها بثلاث مباريات تعادلنا في اثنتين وانهزمنا في واحدة أمام يوسفية برشيد". وفيما يخص الانتدابات، أكد مدرب الدفاع الحسني الجديدي أن الهاجس المالي هو الذي يتحكم في نوعية اللاعبين المنتدبين؛ ولكن المكتب المسير بذل مجهودات كبيرة لانتداب لاعبين لهم مكانتهم دوليا ووطنيا، لتعزيز الصفوف بوضع لاعبين في كل مكان للعب. وبخصوص الأهداف المرسومة، أوضح بنشيخة أنه لا يمكنه "بيع الوهم لأهل دكالة" بالقول بأنه سيلعب من أجل البطولة؛ ولكن ساوره طموح كبير من أجل خلق فريق تنافسي. فالموسم الماضي، يضيف المدرب الجزائري، لم يضمن الفريق مكانته إلا في المباريات الأخيرة؛ وبالتالي سيتعامل مع المباريات خلال الموسم الكروي الجديد بحكمة في محاولة لوضع الفريق في مكانة آمنة، أي ضمن الفرق الخمسة الأوائل.