تطورات متسارعة تشهدها مدينة كلميم في الساعات القليلة الماضية، بعد اتهام السياسي عبد الرحيم بوعيدة والي الجهة بمحاولة تجريده من مقعده البرلماني وتجمهر لمجموعة من المواطنين تحول إلى مسيرة احتجاجية. ووفق مصادر من المشاركين في هذه المسيرة، فإن منطلق التجمع كان بين مقر حزب الاستقلال بكلميم ومبنى ولاية الجهة المقابل له، قبل أن يبدأ الإنزال الأمني عقب بدء الشباب وعموم المواطنين في الالتحاق بالمكان إثر بث عبد الرحيم بوعيدة شريطا مباشرا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وحسب المصادر ذاتها وأشرطة موثقة بالهاتف تحققت من صحتها هسبريس، فإن الأمن قد طوق تجمع المواطنين، الذي كان على شكل حلقية في بدايته، من ثلاث جهات، رابعها هو مقر الحزب، مع عزل بوعيدة للحديث معه، وهو ما تلاه مرافقة المشاركين له في هذا الشكل الاحتجاجي. ووصفت مصادر هسبريس من عين المكان التدخل الأمني، بعد تحول الحلقية إلى مسيرة، ب"العنيف"، وذكرت أن من بين الشعارات المرفوعة شعاراتٌ تطالب ب"رحيل رموز الفساد في الجهة"، ورحيل الوالي الذي يقول بوعيدة إنه "منخرط في عملية التزوير". وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عبد الرحيم بوعيدة إن المطلب المحوري للمواطنين المشاركين في هذا التحرك هو "احترام شرعية الصناديق". ونفى المصرح أن يكون هناك "هجوم"، ووصف حضور المحتجين بكونه "تحركا سلميا من المواطنين"، مع تسجيل أن "الحديث عن وجود هجوم ذريعة للتدخل". وذكر بوعيدة أنه ما يزال في انتظار "إعلان النتائج"، لأنه "من غير المنطقي أن كل الجهات حسمت، إلا جهة كلميم واد نون (...) بعدما اطلعنا على المحاضر أمس التي أكدت نجاحي (...) لأجد أنني قد انتقلت اليوم من المرتبة الأولى إلى الثانية فالثالثة"، وهو ما وصفه ب"التلاعب بإرادة المواطنين". واسترسل رئيس جهة كلميم واد نون السابق قائلا: "العهد البائد لإدريس البصري (وزير الداخلية القوي في عهد الحسن الثاني) يحن إليه البعض، وخروج المواطنين إلى الشارع تم للتعبير عن تمسكهم بإرادتهم، وتمسكهم بمن صوتوا عليهم دون ريال ولا إثنين". وشدد بوعيدة على أن "المواطنين سيقدمون من جميع مداشر الإقليم"، ل"التمسك بشرعية الصناديق"، ولو أن "الأمن قد حاصر مداخل المدينة، ومناطق أخرى بها". تجدر الإشارة إلى أن بوعيدة بعدما شكر من صوتوا للائحة حزب الاستقلال الذي ينتمي إليه، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، عاد بعد ساعات إلى التحذير، في مباشر آخر من أمام ولاية كلميم واد نون، من "لعب البعض بالنار"، عقب "التأخر غير المبرر في الإعلان عن النتائج، سواء المؤقتة أو النهائية، علما أن المحاضر التي بين أدينا تؤكد فوزنا ب 13 ألفا وخمسمائة صوت". وانتقد بوعيدة في البث نفسه "حركة مريبة في جهة كلميم واد نون، وداخل الولاية"، وأكد "وجوب احترام إرادة الصناديق وعدم اللعب بالنار"، وقال: "شيء غريب جدا ما يقع اليوم، ولا نريد أن نفقد مجددا الثقة في المؤسسات (...) وتريد جهة ما أن تصعد جهة على حساب أخرى، وهذا ليس مقبولا ونرفضه وسيكون لنا تصرف آخر". وبعد الشد والجذب الذي أبعد في 2019 بوعيدة من ترؤّس جهة كلميم واد نون، قال في أحد خرجاته المباشرة في مسيرة اليوم بكلميم: "إذا دوّزت ديالْ الجهة، ديالْ البرلمان ماغاديش تدوز (لن تَمُرّ)".