وقف العشرات من الأطفال، اليوم قبالة مقر وزارة العدل والحريات بالرباط، حاملين يافطات داعية لتحرير آبائهم المتواجدين وراء أسوار السجون بتهم ذات صلة بالملف المشتهر بتسمية "السلفية الجهاديَة". ومن بين العبارات الاحتجاجية المشهرة على بعد أمتار من مكتب مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، رفعت "أين أبِي؟"، "أمَا آن لهذَا الظلم أن ينتَهِي؟"، "إلى متَى حرمَانِي من أبي؟"، "لن نبيع لن نخون، إسلامنا في العيون"، "لا للظلم.."، زيادة على جملة من صور المطالب بتمكينهم من السراح. "العفو الفضيحة" عن البيدُوفِيل الإسبَانِي دَانيِيل غَالبَان فِينَا كان طيفه حاضرا هو الآخر بالاحتجاج الذي دعت إليه اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميّن، وجاء ذلك عن طريق يافطَات أشهرها أطفال وقد خُطت عليها عبارات من بينها "آبَاؤنَا لم يغتصِبُوا أحداً، ألاَ يستحقُّون الحريّة" و"أفرجتُم عن مُغتصبِنَا، فأفرجُوا عن آبائنَا لحمايتنا". ويقول أنس الحلوي، الناطق الرسمي باسم اللجنة الداعية للاحتجاج، أنّ الوقفة ليست كباقي الوقفات التي تم الدأب على تنظيمها، وزاد في تصريح لهسبريس: "هذا الموعد خاص بأطفال المعتقلين، وهو مؤازر بأفراد من العائلات وكذا معتقلين إسلاميّين سابقين"، فيما حدد أنس المطلب في "الإفراج عن أباء هؤلاء الأطفال، خاصة وأنّ منهم من قبع بالسجون لأزيد من 10 سنوات مرت كلها معاناة وانتهاكات وظلم". "احتجاجنا اليوم، وبلغة الأرقام، يثير ما بين 700 و800 حالة متواجدة بالسجن، لكنّنا نريد تسوية شاملة لكافة المعتقلين على ذمم قضايا فعّل فيها ما يسمّى قانون مكافحة الإرهاب" يردف الحلوي قبل أن يسترسل: "منذ تأسيس اللجنة، قبل سنتين، ونحن نلجأ إلى عدد من الخرجات الاحتجاجية والندوات الصحفية للتعريف بقضيّتنا، ومسيرتنا مستمرّة إلى غاية الإفراج عن هؤلاء المعتقلين". أمّا كريم المختاري، وهو الناشط القادم من النّاظور للمشاركة بذات الموعد، فقد قال لهسبريس: "جئنا من النّاظور للمشاركة في هذا الموعد الاحتجاجي الداعي لتحرير الآباء من المعتقلين الإسلاميّين، كما رافقتنا حالات أطفال يتواجد ذووهم بسجن الزّاكي" لمدينة سلا، ومنهم أطفال فقدوا وجود الإحساس بالأبوة ضمن مجرى الحياة منذ عِقد كامل". وأردف المختاري بأنّه يأمل "معاودة الدولة البحث في من يقف حقّا وراء كل هذه الملفّات، وكذا هول الأذى الذي طال كل الأسر المكلومة بسبب هذه المتابعات"، مسترسلا: "هذا الجيل من الأطفال ينبغي أن توفر تبريرات منطقية لما طاله من حرمان".. كما اعتبر المختاري بأنّ "الاحتجاج بالرباط ضدّ الاعتقالات التي طالت الإسلاميّين يمر بشكل يغاير الاحتجاجات ذاتها بعدد من المدن المغربية، ومن بينها الناظور التي يواكب الاحتجاج فيها لهذا الغرض بالتعنيف.. ومن بينها الوقفة الأخيرة التي برمجت ببوابة السجن المحلي والتي جوبهت باستعمال القوة العمومية دون مبرّر".