على بعد ثلاثة أيام على توجه المغاربة للتصويت في انتخابات 8 شتنبر، خرج عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سابقا، عن صمته ليشن هجوما قويا على عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، للتشكيك في أهليته لترؤس الحكومة المقبلة؛ كما هاجم إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات للشعبية، دون أن يذكره بالاسم. واستعان بنكيران في هجومه على أخنوش، خلال كلمة مباشرة بثها على صفحته في "فيسبوك"، بالعودة إلى الحديث عن المقاطعة التي طالت منتجات ثلاث شركات مغربية كبرى منذ ثلاث سنوات، ومنها شركة مملوكة لأخنوش، كما شكك بنكيران في الذمة المالية لرئيس التجمع الوطني للأحرار، معتبرا أن الرجل، في اعتقاده، ليس الشخص المؤهل لرئاسة الحكومة. وتابع: "رئاسة الحكومة تحتاج شخصية سياسة نزيهة ، ولديها الكاريزما والقدرة لتشرح للناس ما تفعل وتتخذ قرارات قد تكون قاسية ولكن فيها مصلحة الشعب والمجتمع، وتحتاج إلى سياسيين يتحملون المسؤولية ولديهم ماض يدافع عنهم، وحين يتكلمون يستمع إليهم الناس ويتجاوبون معهم". وعلى الرغم من كل هذه الاتهامات، قال بنكيران إنه هو الذي حرص على أن ينضم حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الحكومة التي ترأسها عقب الانتخابات التشريعية لسنة 2011، وأنه تحدث في الموضوع مع "جهات معينة"، وكان حينها أخنوش في العاصمة الفرنسية باريس، مشيرا إلى أنه لم يصطدما طيلة الولاية الحكومية إلا مرات قليلة عند اقتراب نهايتها وأنهما كانا "سمنا على عسل"، على حد تعبيره. وتوقف بنكيران عند الاصطدام الذي فكّ عروة العلاقة السياسية بينه وبين أخنوش، حين وقوع ما يعرف ب"البلوكاج" الذي حال دون تشكيل بنكيران لحكومة ما بعد انتخابات 2016، ذاهبا إلى القول إن أخنوش استعان بإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، دون أن يسميه. وفي اتصال مع الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حول تصريحات الأمين العام السابق للعدالة والتنمية، رفض إدريس لشكر الخوض في الموضوع، مكتفيا بالقول "لاتعليق". وجاء الرد من محمد أوجار، القيادي البارز في حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي قال في لقاء حزبي ببوعرفة: "إن التعاطف الكبير الذي يحظى به حزب التجمع، وخاصة زعيمه عزيز أحنوش، يشكل ضغطا نفسيا كبيرا على بعض الأطراف السياسية، التي لاتفهم هذا النجاح، ولا تفهم أنه نجاح جاء بالمعقول والإنصات، والتواضع، والصدق مع الناس". وأضاف أوجار: "لن ننزلق ونتبادل المشاجرات والتلاسنات، لأننا حزب نظيف، وحزب ولاد الناس.. أقول لكم الله يشافي هؤلاء المرضى، والله ياخذ بأيديهم". واستطرد بالقول: "نحن نريد أن تكون هذه الانتخابات فرصة للتنافس بين البرامج الاقتصادية والاجتماعية، وليس لتبادل السب والقذف والبهتان. نحن نتعفف عن ذلك، ولكن نجاحكم يشكل صغطا عليهم" وفق تعبيره. وشدد رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سابقا على أن "المغرب لا خوف عليه من التنافس السياسي؛ "لأنه دولة آمنة ومستقرة، وحتى الذين حاولوا تدبير انقلابات الله ما باركش لهم، ونحن مع الملكية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأننا مطبوعون على الوفاء ولن نفرط في نظامنا الذي عشنا معه وضمن للمغاربة كرامتهم رغم الصعوبات التي واجهناها".