احرص على أن لا تكونَ من صنف أولئك الذين يمتلكون القدرة على إعطاء الوعود والآمال والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق!!؟ قد تنافس ديناصورات عمّرت كل "الحقب الانتخابية" وتكسّر على الأقل نمطية الوجوه العابسة القديمة.. وأنت تعرض برنامج حزبك الانتخابي وتدافع عنه بقوة، تُفرّق الوعود بالإصلاح ومستقبل أفضل وتعطي الكثير من الحلول، تعُدّ مساوئ الخصوم وتنتقد بشدة برامجهم وتعطي بالمقابل مئات البدائل، تذكّر جيدا أن الكثير منهم ينتظرون منك أن تكون صوتا لهم تدافع عن مصالحهم وتنسيهم الإخفاقات السابقة.. تذكر تلك الابتسامات التي كنت تفرقها على المارة والوعود التي أعطيتها للأمهات برفقة أطفالهن وسط الأزقة، واعلم جيدا أن لصغارهن ذاكرة قوية تسجل كل شيء وتخزنه إلى حين.. تذكر عشرات المنشورات التي تنشرها على "فاسبوك" بكثير من الحماس، واعلم أن له خاصية "الذكريات" تُعيد تذكيرك بنفس المنشور كل سنة وفي نفس التاريخ.. تذكّر أن المواطن يطالب بالإصلاح وهو مقتنع بالتغيير الذي يأتي بالوجوه الجديدة كي لا يعود الفاسد ولا الكاذب من جديد.. لن يُطلب منك فعل المستحيل، بل فقط تحقيق الممكن.. لن يُطلب منك أن تكون "سوبر مان" بل فقط أن تكون بالقرب من المواطن.. لن يُطلب منك إصلاح كل شيء ولا إفساد ما أصلح من سبقوك في التدبير.. احرص فقط على أن لا تُغير "المعطف" ومعه المواقف وتتغير مثل الحرباء، وحاول قدر الإمكان الثبات على مواقفك التي كنت تومن بها قبل جلوسك على المقعد الانتخابي!