مع قرار المملكة تلقيح الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و17 سنة، تتجه السلطات الصحية إلى إعادة النظر في نسبة التلقيح الجماعية للمغاربة ضد فيروس كورونا، حيث كان الرهان في السابق هو تطعيم 70 في المائة من الساكنة للبلوغ المناعة الجماعية والعودة إلى الحياة الطبيعية. ومع دمج الأطفال في الفئات المعنية بالتطعيم، تتجه رقعة التلقيح في المغرب نحو مزيد من الاتساع، لا سيما في ظل قدوم شحنات أخرى من اللقاحات المضادة للفيروس؛ فيما يؤكد مصدر من اللجنة التقنية والعلمية التي تم تشكيلها لهذه الغاية أن "الرهان اليوم هو تطعيم 80 في المائة من الساكنة"، وهو ما يفرض تغيرا على مستوى البروتوكول الصحي المعمول به. وقال سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفيدرالية الوطنية للصحة وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، إن "الرهان اليوم هو الحفاظ على النتائج المحققة إلى حدود اليوم وألا نعود إلى الوراء"، مبرزا أن "احترام التدابير الاحترازية، من غسل اليدين واحترام مسافة الأمان، سيساهم في تحقيق المناعة الجماعية". وشدد عضو اللجنة العلمية للتلقيح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "المغاربة في مرحلة تعايش مع الفيروس، وأول وسيلة لتحقيق المناعة الجماعية هي احترام التدابير الاحترازية ومضاعفة سبل الوقاية من الفيروس"، مبرزا أن "السلطات الصحية تضع صوب أعينها تلقيح 80 في المائة من الساكنة". ودخل المغرب رسميا المرحلة الرابعة من انتشار فيروس "كورونا"؛ فيما تواصل الأطقم الطبية معركة "تطويق" الفيروس التاجي من خلال تشجيع المواطنين على أخذ اللقاح، لا سيما بعد حصول المملكة على حصص معتبرة من اللقاحين الصيني والأمريكي. ودخل المغاربة مرحلة "التعايش" مع الفيروس الذي يقترب من عامه الثاني دون أن يتمكن العالم من السيطرة عليه؛ بينما تتراوح آمال المواطنين المغاربة بين تحقيق المناعة الجماعية وبين العودة إلى الحياة الطبيعية بدون قيود صحية وإجراءات احترازية. أيدت مجموعة من الهيئات الصحية المهتمة بطب الأطفال تلقيح الأطفال المتمدرسين المتراوحة أعمارهم بين 12 و17 سنة، مؤكدة أن العملية ستسهم في إنجاح الدخول المدرسي المقبل؛ بالنظر إلى الوضعية الوبائية الموسومة بارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بفيروس "كورونا" المستجد. وتراهن السلطات على استجابة المواطنين لتسريع عملية التلقيح، بعد تسجيل صعوبة استجابة المغاربة لاحترام التدابير الاحترازية، قياسا بالمشاهد المعاينة في الشارع العام وشوق المواطنين إلى عطلة الصيف والأجواء الحميمية المرافقة لعيد الأضحى.