واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأحد، اهتمامها بالوضع في مصر، وبردود الفعل إزاء فشل الدعوة إلى العصيان المدني بالبحرين التي كانت أطلقتها "حركة تمرد" على مواقع إلكترونية، وبتحذيرات وزير الدفاع الليبي من الوضع الأمني بالمرافق النفطية، وبالاستعدادات الجارية لتنظيم الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة بموريتانيا يوم 12 أكتوبر المقبل واحتمال تأجيلها إلى آخر الشهر أو بداية شهر نونبر القادم، وبالإضراب الذي يخوضه عمال البريد بالجزائر منذ الأسبوع الماضي. وفي هذا الصدد، واصلت الصحف الأردنية اهتمامها بتطورات الأحداث في مصر، حيث شددت على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد، والعمل على تجنيبها الدخول في مربع الحرب الأهلية. وفي افتتاحية بعنوان "الحفاظ على مصر .. واجب قومي"، كتبت صحيفة (الدستور) أنه "في غمرة الأحداث الخطيرة التي تعصف بمصر.. الشقيقة الكبرى، يجب التأكيد على حقيقة واحدة، وهي ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار أرض الكنانة، الركن الركين في دنيا العرب والمسلمين، فأي مكروه يصيبها يصيب بالضرورة كافة الدول العربية والإسلامية، ويعرض أمنها الوطني والقومي للخطر". وأضافت أنه "من هنا يصبح لزاما على كافة الأشقاء المصريين، وبخاصة الإخوان المسلمين والنظام، أن ينسوا خلافاتهم ويتحدوا في جبهة واحدة متراصة لحماية مصر من الأخطار الداهمة التي تهددها، وتوشك أن تجرها إلى مربع الفوضى، متøعظين من الأحداث الخطيرة التي تستبيح سورية، وحولتها إلى أرض محروقة بعد انفجار القتال الطائفي، ما فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الأجنبية، والتي وجدت الفرصة المناسبة لتنفيذ خططها ومخططاتها". وقالت إن "مصر في خطر، وهذا يفرض على الشعب الشقيق بكافة قطاعاته وأحزابه ونخبه، ومفكريه ومثقفيه، رجالا ونساء، أحزابا ومؤسسات، إعلان النفير العام لحماية وطنهم من العبث والتخريب، وعدم الانجرار إلى حرب أهلية كما يخطط أعداء مصر، وأعداء الأمة. كما يفرض على كافة الدول الشقيقة أن تضع كافة إمكاناتها لحماية مصر وإطفاء نار الفتنة التي بدأت تكشف عن وجهها القبيح، فأمن الأمة كلها من أمن مصر، واستقرارها من استقرار مصر". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (السبيل) أنه "لا أمل في تجاوز هذه المحنة سوى أن نراهن على ثبات القلة القليلة من أصحاب الضمائر التي لم تشوه ولم تمت، لأنهم وحدهم يقدمون الدليل على أنه لا يزال في مصر بقية من عقل تعطينا بصيص أمل في مستقبل أكثر تفاؤلا، وأقل تعاسة". أما صحيفة (الغد)، فكتبت أن "المخاض المصري قد يعكøóر ببعض الدماء، ولكن لن يذهب إلى دوامة الاقتتال الداخلي، مصر لا تقبل القسمة إلا على نفسها ولا تقبل الاحتكار ولا الإقصاء ولا التهميش، فمصر لن تنزلق إلى حرب أهلية مهما اشتدت الأزمة"، معتبرة أنه "مهما كان اليوم المصري القادم قاتما، فمصر لن تقاد إلى حرب أهلية مهما تعقدت الأمور وازدادت ظلامية الصراع على السلطة". وبالبحرين، تناقلت الصحف خبر إصابة خمسة عناصر أمن، اثنان منهم حالتهما خطيرة، في تفجير إرهابي بواسطة قنبلة محلية الصنع، أمس الجمعة، في قرية الدير شمال البلاد، كما أعلنت عن ذلك وزارة الداخلية. وواصلت الصحف اهتمامها بردود الفعل إزاء فشل الدعوة إلى العصيان المدني، يوم 14 غشت، التي أطلقتها "حركة تمرد" على مواقع إلكترونية، مبرزة في هذا الشأن تأكيد رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال زيارته لمدينة حمد، رفض أهل القرى والمدن "الدعوات التآمرية رغم ما تعرضوا له من ترغيب وترهيب". وقال رئيس الوزراء، تضيف الصحف، إن "الإرادة الشعبية وقفت صخرة منيعة في وجه من أراد تقويض السلم والأمن، وأحبطت محاولات من أراد إيقاف عجلة الحياة عن طريق العنف والتخريب والإرهاب"، مبرزا أن "موقف شعب البحرين النبيل والرائع كان أقوى من أعتى الجيوش، فقد أفشل مخططات الفوضى من دون إطلاق رصاصة واحدة". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (البلاد)، في افتتاحيتها، أن "الحكومة نجحت في الانتصار لإرادة الحياة والوقوف صفا واحدا لمواجهة فلول الإرهاب والتخريب"، مضيفة أن "الشرفاء في المملكة أثبتوا أنه لا مكان للخارجين عن القانون بين ربوعها". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (أخبار الخليج) أن "يوم 14 غشت كان يوما مشهودا في تاريخ البحرين لا لأن دعوة خائبة إلى ما أسمي (التمرد) فشلت فشلا ذريعا ومدويا فحسب، بل أيضا لأن ما حدث فيه كان إعلانا لانتصار الإرادة الوطنية على الإرهاب، وعلى القوى الطائفية، وعلى كل من فكر في التآمر على البحرين وحاول تقويض أمنها واستقرارها". وقالت إن هذا الانتصار جاء في أعقاب "فترة صعبة عاشتها البحرين بعد أن تصاعدت العمليات الإرهابية وأجمعت الإرادة العامة على ضرورة مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وبعد عملية حشد وتحريض طائفي خائبة تصور أصحابها أن بمقدورهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإغراق البلاد في الفوضى". وبليبيا، ركزت الصحف على موقف الحكومة المؤقتة من الأحداث الجارية في مصر، وتحذيرات وزير الدفاع بخصوص الوضع الأمني في المرافق النفطية ودعم المؤتمر الوطني العام لكفاح الشعب الفلسطيني وتأكيده وقوفه إلى جانبه. وتداولت الصحف البيان الذي أصدرته الحكومة المؤقتة بخصوص الأوضاع في مصر والذي أكدت فيه أن ما يجري في هذا البلد الجار "هو من الناحية السياسية شأن داخلي مصري، والدولة الليبية تقبل بما يجمع عليه الشعب المصري"، وأعربت من خلاله أيضا عن "أسفها وألمها الشديدين للأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت في مصر"، متضرعة إلى الله عز وجل "أن يصلح ذات البين ويحفظ مصر وشعبها من كل مكروه ويمن عليها بالسلام والاستقرار". ومن جهة أخرى، أوردت الصحف تصريحات لرئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين إثر استقباله سفير فلسطين في ليبيا، والتي أكد فيها "وقوف ليبيا مع الشعب الفلسطيني وقيادته، وحرصها على مساندته في كفاحه من أجل استرداد أراضيه ونيل حقوقه كاملة". وشدد أبوسهمين على أن "موقف ليبيا الطبيعي هو دعم الشعب الفلسطيني وخياراته التي ستوصله إلى الحرية والخلاص من الاحتلال". وفي الشق الأمني، توقفت الصحف عند التحذيرات التي أطلقها، في مؤتمر صحفي، وزير الدفاع عبد الله الثني بخصوص الوضع الأمني في المرافق النفطية للبلاد والذي بلغ حد إغلاق الموانئ النفطية ووقف تصدير النفط. وأكد الوزير، وفقا للصحف، أنه "لن يسمح لأي شخص أو فئة بالمساس بأمن ومستقبل ليبيا أو العبث بقوت الشعب الليبي أو التعدي عليه"، مضيفا أنه "سيتم التعامل بكل قوة ووفق الأوامر الصادرة من رئاسة الوزراء والمؤتمر الوطني العام لحماية مقدرات الشعب الليبي". كما نقلت عنه الصحف قوله .. "سنستخدم الزوارق البحرية وكل ما لدينا من قوة برية وجوية بالتعاون مع الثوار الحقيقيين لإنهاء هذا الوضع الذي لا يليق بالشعب الليبي جراء قيام مجموعة من الخارجين عن القانون بتهديد أمن الوطن والمواطن ولن نسمح بجر البلاد إلى فوضى عارمة". وبموريتانيا، انصب اهتمام الصحف على الاستعدادات الجارية لتنظيم الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة أصلا يوم 12 أكتوبر المقبل واحتمال تأجيلها إلى آخر الشهر أو بداية شهر نونبر القادم . وأشارت هذه الصحف إلى أن أحزاب الأغلبية والمعاهدة اتفقت على تأجيل هذه الانتخابات، لكنها اختلفت على أجل محدد لتنظيمها، مبينة أن الأغلبية حبذت الالتزام حرفيا بما حدده الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال اللقاء السنوي مع الصحافة والجمهور "لقاء الشعب" بحصر المدة في ثلاثة أسابيع كأقصى حد، بينما فضلت أحزاب المعاهدة ترك الوقت الكافي لإيجاد الظروف الملائمة لنجاح مبادرة رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير بإجراء انتخابات توافقية تشارك فيها الأحزاب المختلفة، بما فيها منسقية أحزاب المعارضة، التي سبق وأن أعلنت عن مقاطعتها لهذا الاستحقاق المزدوج. وذكرت الصحف أن الاجتماع الذي عقدته اللجنة التوجيهية المنبثقة عن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات مع لجنة متابعة الحوار السياسي، والتي ضمت ممثلين عن الأغلبية الرئاسية وأحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي، تركز حول الانتخابات المقبلة والسبل الكفيلة بضمان نزهتها وشفافيتها. ولاحظت أن الاجتماع، الذي تواصل لعدة ساعات، ركز على نقطتين رئيسيتين إحداهما تتعلق باحتجاج الأغلبية والمعاهدة على قرار استدعاء هيئة الناخبين دون التشاور معهما، بحسب ما ينص عليه الاتفاق بين أطراف الحوار، بينما تتعلق النقطة الثانية بطلب تقدمت به الأغلبية والمعاهدة لتأجيل الانتخابات وإعطاء فرصة للأطراف المختلفة للتشاور بشأن آليات تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، بما في ذلك دراسة مبادرة مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية وزعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي. وبالجزائر، طغى إضراب عمال البريد الذين يخوضون إضرابا، منذ الأسبوع الماضي، على اهتمامات الصحف المحليةº حيث تناقلت أن عمال البريد يهددون بمواصلة الإضراب إلى حين استجابة الوصاية وتحقيق جميع مطالبهم المشروعة، مشيرة إلى أن الحقيقة الثابتة الآن هي أن "أجور 14 مليون موظف مؤجلة". وعلقت صحيفة (جريدتي) على هذا الإضراب بافتتاحية جاء فيها أن "إضراب عمال مؤسسة البريد في الجزائر لم يعد يصنع الحدث رغم العواقب التي تترتب عنه والضرر الذي يلحق بالمواطن البسيط (..). مع الوقت تعود المواطن على كذب الحكومة وممثليها وعلى تصعيد النقابات ومبالغتهم في الإضرابات ليصبح الإضراب أيقونة ملازمة ليومياته، ويبقى المواطن يدفع ضريبة كذب المسؤولين وتصفية ممثلي النقابات لحساباتهم الشخصية على حساب مصلحة العمال والقطاع والمواطن، ليفقد النضال النقابي روحه مما جعل بعض البلاد تشهد يوميا ميلاد منظمات نقابية كالفطريات فاقدة لأي تمثيل على أرض الواقع". وفي السياق ذاته، أفادت الصحيفة بأن حكومة عبد المالك سلال تواجه مزيدا من الضغط مع اقتراب الدخول الاجتماعي وإعلان النقابات العمالية للعديد من القطاعات العودة إلى الاحتجاجات والإضرابات وشل العديد من القطاعات، على غرار التربية والصحة "وهو ما يهدد بدخول اجتماعي ساخن في ظل الظروف التي تشهدها البلاد".