تعود العديد من الأوجه القريبة من قيادات الأحزاب إلى الحياة الانتخابية مجددا، من بوابة التنظيمات التي يقودها أفراد من العائلة؛ فعلى امتداد فترة الاستعدادات للاستحقاقات، تولت أسماء كثيرة قيادة لوائح عديدة. ومن المرتقب أن تبرز ترشيحات أبناء قيادات كثيرة يتقدمها نوفل شباط، ابن المرشح الجديد لجبهة القوى الديمقراطي بمنطقة فاس الشمالية، حميد شباط، والذي اختار تازة دائرة انتخابية له. وفي تيفلت، تأكد رسميا ترشح عبد الصمد عرشان، ابن محمود عرشان، محاولا تأكيد ولاية جديدة على رأس جماعة تيفلت؛ فيما اختار حسن لشكر، نجل الكاتب الأول لحزب "الوردة"، الترشح في دائرة الرباطاليوسفية. وبعد انسحاب والده رسميا من السباق الانتخابي وفق إفادته لجريدة هسبريس، يستعد ياسين الراضي، ابن القيادي السابق في حزب الاتحاد الدستوري، ادريس الراضي، للترشح بدوره، مختارا رمز "الحصان"، عن دائرة سيدي قاسم. توريث التنظيمات شريفة لموير، الباحثة في العلوم السياسية، أوردت أن واقع الأحزاب السياسية بالمغرب يعري على حقيقة الخطابات التي تتخذها فقط كشعارات، مسجلة أن واقع الانتهازية هو المهيمن على ممارسات الأحزاب. وأضافت لموير، في تصريح لجريدة هسبريس، أنه من غير المفاجئ أو تسيطر لوائح يطغى عليها طابع توريث الدائرة الانتخابية للأبناء في ضرب صارخ لكل مبادئ الديمقراطية التي ترتكز على التغيير، وزادت: يتم عكسا تكريس حزب "العائلوقراطية". وسجلت لموير أنه لا يمكن الانطلاق من منطق التسابق على الظفر بمقاعد لتبرير هذه الظاهرة التي تشوه الممارسة السياسية بالمغرب، بقدر ما يمكن وصفها توريث حزبي يتماهى والانتهازية؛ لذلك، فممارسات الأحزاب السياسية بعيدة كل البعد عن خطاب التشبيب. هبوط للميدان حسن لشكر، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اعتبر أن ربط الترشيحات بالمحاباة أمر مستحيل؛ فالأمر يتعلق بهبوط إلى الميدان من أجل الصراع، وليس منحا لامتياز أو منصب، وزاد: "لا يمكن فقط للانتماء العائلي أن يكون سببا للمنع". وأضاف نجل الكاتب الأول لحزب "الوردة"، في تصريح لجريدة هسبريس، أن هذا الأمر لا يتم مع أبناء الفنانين، حيث الكثير منهم يمارس مهنة والده، مؤكدا أن الاتحاد سبق أن منع أبناء أعضاء المكتب السياسي من لوائح الشباب؛ لكن بالنسبة للانتخابات الجماعية والبرلمانية، فهذا تمرين حقيقي. مسارات طبيعية من جهتها، حنان رحاب، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للولاية التشريعية 2016-2021، لا ترى في ترشيح حسن لشكر أي محاباة أو ارتباطا بمنصب والده، معتبرة أن الرجل ضحية لهذه المسألة؛ بالنظر إلى حركيته داخل التنظيم، وعلى مستوى العمل الجمعوي كذلك. وأضافت القيادية بحزب "الوردة"، في تصريح لهسبريس، أن ترشيح حسن لشكر صحيح؛ لكنه بعيد تماما عن قراباته العائلية، خصوصا أنه ابن الحزب ويشتغل داخله بشكل عادي وترشيحه يأتي طبيعيا، بالنظر إلى المجهودات التي يبذلها، تختم رحاب.