لا شيء يوحي لك وأنت تسير بشارع مولاي سليمان بطنجة بأن أحد المباني الآيلة للسقوط، غير بعيد عن مبنى مقاطعة السواني، هو مكتبة جماعية تحوي آلاف الكتب الثمينة والمراجع المهمة، لولا يافطة متهالكة كتب عليها "المكتبة الجماعية". قبل أكثر من عقد من الزمن، كانت المكتبة ملاذا مهما جدا للباحثين والطلبة بمنطقة بني مكادة خصوصا، وساكنة طنجة عموما، حيث كانت تعتبر المرجع الأول لإنجاز أي بحث أو حتى فقط توسيع المدارك بالاطلاع على ما جادت به المطابع قديما وحديثا. فجأة، ودون سابق إنذار في سنة 2009، أعلن عن إقفال المكتبة بقرار رسمي، بحجة أن المبنى آيل للسقوط، على أمل إصلاحه أو نقل المكتبة إلى مكان آخر. لكن ما حدث هو أن الأمر بقي على حاله منذ ذلك الحين، ولا أحد يعلم الآن مصير ذلك الكنز المعرفي المتواجد بالداخل، والذي سيكون عامل الزمن قد نال منه إن لم تكن حشرة الأرضة قد أتت على معظمه. محمد سعيد أهروش، مستشار بمقاطعة السواني، قال إن مجلس مقاطعة السواني قام منذ سنة 2009 بالعديد من المحاولات لإنقاذ المكتبة، "لكنها كانت دائما تجد من يقف في وجه إنجاحها". وأضاف أهروش، في تصريح لهسبريس، أنه شارك شخصيا في مفاوضات مع نظارة الأوقاف من أجل نقل الكتب إلى مكتبة مسجد طارق بن زياد، "لكن دون جدوى". وتابع قائلا: "واصلنا محاولاتنا طيلة الفترة بين 2009 و2015، حيث طرحنا الموضوع على الوالي السابق الذي وعدنا ببناء مكتبة جديدة، لكن هذا أيضا لم يحدث، ثم بعد سنة 2015، وفي فترة ولاية المجلس الجماعي الحالي، قدمنا إليه طلبا من أجل تخصيص طابق بمركز بوكماخ الثقافي للمكتبة، فوافق على ذلك وبدأنا عملية النقل فعلا، لنتفاجأ بتوقيف العملية مرة أخرى". آخر المحاولات، يورد المستشار أهروش، تمثلت في البحث عن بناية للكراء، لكن العجز المالي للجماعة بسبب الحجوزات حال دون ذلك، "كما اعتقدنا أن بناء مكتبة بجوار مسجد الأندلس سيكون هو الحل، لكنه أيضا لم ينجح بسبب تواجد المبنى قرب السوق"، على تعبيره. وذكر المتحدث في الأخير أن المقاطعة لا تملك حق البناء حسب القانون المنظم 113-14.