منذ إغلاق بناية مكتبة مقاطعة السواني بطنجة، سنة 2013، أصبحت عشرات الآلاف من الكتب عرضة للتلف بفعل عدم صيانتها من العوامل الطبيعية، حيث تشكل بناية المكتبة خطورة بسبب تقادمها. وذكرت عائشة مجاهد، نائبة رئيس مقاطعة السواني، أن المكتبة تحتوي على أزيد من 83 ألف كتاب من مختلف التخصصات، بالعربية والفرنسية ولغات أخرى، وكانت لسنوات طويلة ملاذا للطلبة والباحثين والتلاميذ، الراغبين في الحصول على مراجع دراسية أو التوسع في البحث في مختلف المجالات. مجاهد ذكرت أن وضعية البناية، وعدم إمكانية فتحها للعموم مجددا، دفعت المقاطعة إلى البحث عن بناية أخرى، بغية إعادة افتتاحها أمام العموم للاستفادة من مراجعها المتنوعة والإسهام في النهوض الثقافي بمدينة البوغاز، "لكن عدم امتلاك المقاطعة لوعاء عقاري، والعوائق القانونية التي تحول دون كرائها للبنايات لا تزال تعرقل تلك الجهود" حسب قولها. وأكدت رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية بمجلس مدينة طنجة، أن هناك تحركات على الصعيد الوطني والدولي من أجل إنقاذ هذا الكم الهائل من الكتب التي تعد "ثروة علمية مهمة بعاصمة البوغاز". وأضافت المتحدثة إلى أن مجلس المقاطعة، يعمل بالتنسيق مع الجماعة الحضرية لطنجة، على حل الإشكالات المرتبطة بإعادة استغلال الكتب، حيث يسمح القانون للجماعة الحضرية باكتراء العقارات في حال الحاجة إليها، موضحة أن "المخطط الجماعي للتنمية والذي أشرف عليه المجلس السابق تعهد ببناء مكتبة في كل مقاطعة بدون تطبيق أي شيء، الأمر الذي يسعى المجلس الحالي لتفعيله خلال هذه الولاية"، وفق تعبيرها. وكانت مكتبة السواني الجماعية، تعد إلى وقت قريب إحدى أهم المكتبات بمدينة طنجة، إذ كانت تستقبل مئات الطلبة والتلاميذ بشكل يومي، لكن الحملة التي شهدها المغرب لإغلاق البنايات الآيلة للسقوط، بعد الحوادث التي شهدتها مدن مختلفة، جعلت السلطات تغلق أبوابها في وجه العموم.