الاتهامات الموجّهة إلى برنامج "الكاميرا الخفية" التي تُبث على شاشات القنوات العمومية خلال شهر رمضان، بكونها مفبركة، وبكون "ضحاياها" على عْلم مُسبق بأنّ الأمر يتعلق بكاميرا خفيّة، ليست مجرّد "كلام مواقع اجتماعية"، أو اتهامات بلا أساس صادرة عن مشاهدين ساخطين عمّا تبثه القنوات التلفزيونية المغربية العمومية، بل هي الحقيقة. ففي حديث لهسبريس، كشف الممثل المغربي محمد الشوبي، أنّ الأساس الذي يتمّ الاتفاق عليه قبل تصوير الكاميرا الخفيّة، هو محاولة الإيقاع ب"الضحايا" في مقلب ما، دون علمهم، لكنّ الضحايا غالبا ما يكشفون، "بطريقة ما"، أنّ الأمر يتعلق بالكاميرا الخفيّة، خصوصا وأنّ الكاميرا الخفية التي تعتمد على الصوت تحتاج إلى أجهزة تقنية، يجب أن ترافق الممثلين أثناء عملية التصوير، ومن ثمّ يكتشف الضحية أنّ الأمر يتعلق بكاميرا خفية. أكثر من هذا، يضيف الشوبي، فإنّ تيقّن "الضحيّة" من أنّ الأمر يتعلق بمقلب، فإنّ ذلك لا يلغي الحلقة من الكاميرا الخفية، بل يستمرّ "التمثيل"، وتمرّ الحلقة، "حتى لا يضيع مجهود فريق العمل والأموال المخصّصة لإنتاج الحلقة هباء"، يقول الشوبي. وكان محمد الشوبي قد قال في تدخّله أثناء المائدة المستديرة التي عقدتها الجمعية المغربية لحقوق المشاهد بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، إنّ الكاميرا الخفيّة "كانت دائما مفبركة، ما عدا الكاميرا Surprise (الكاميرا المفاجِأة)، التي تعتمد على مباغتة شخص ما في مكان عمومي، وأضاف "في حلقات الكاميرا الخفية "جار ومجرور"، نقوم فقط بالتمثيل، وأنا أتحمّل مسؤوليتي". وعن علاقة المغاربة بالكاميرا الخفية قال الشوبي إنّ عددا من الفنانين الذين اكتشفوا أنّ الأمر يتعلق بالكاميرا الخفية رفضوا أن تمرّ الحلقات التي شاركوا فيها، "لأنهم ما كايرضاوش يْبانو في تلك المواقف أمام المشاهدين"، ومن ثمّ تضيع الطاقة الإنتاجية بدون جدوى". وعبّر الشوبي عن موقفه الشخصي من الكاميرا الخفيّة بالقول إنها، أي الكاميرا الخفيّة، من الناحية الأخلاقية "ما خصّهاش تكون"، لأنّها تضع الناس في مواقف ضعف يتّخذها المشاهدون فرصة للضحك عليهم، مضيفا أنّ المغاربة تحكمهم علاقة استهزاء من الآخر كلما وجد نفسه في ورطة، أو في مشكل ما.