بعد توديع ناديه برشلونة باكيا، الأحد، اقترب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من الانتقال إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة مثيرة. فمنذ "النبأ القنبلة"، الذي راج عشية يوم الخميس الماضي وتحدث عن رحيل "لا بولغا" عن صفوف الفريق الكاتالوني، والجميع يترقب وجهته المقبلة. هوية ناديه المقبلة لم تعد تحمل أي شك: فريق العاصمة الفرنسية هو أبرز المرشحين للحصول على خدمات الأرجنتيني الذي دافع طوال مسيرته عن ألوان ناد واحد حتى الآن، وعلى مدى أكثر من 20 عاما حقق فيها جميع الألقاب الممكنة. ويبدو أن الانتظار لساعات طويلة في مطار لو بورجيه في ضواحي باريس، أمس الأحد، لاستقبال ميسي، لم يثن بعض أنصار سان جرمان من التواجد اليوم الاثنين أيضا في ظل معلومات بأن "البرغوث" سيحط الرحال في باريس. وبالنسبة إلى الصحف الفرنسية، فإن الصفقة ستتم في الساعات المقبلة. وكشفت صحيفة "لو باريزيان" أنه "سيتم الإعلان عن الصفقة رسميا اليوم الاثنين أو ربما غدا الثلاثاء. إنه السيناريو الأقرب لكي يتحقق". أما صحيفة "ليكيب" الرياضية فقد قالت: "إنها مسألة ساعات ليس إلا" قبل الإعلان عن انتقال ميسي رسميا، واعتبرت "أننا ندخل الأيام الأكثر إثارة في تاريخ كرة القدم الفرنسية". وذكرت الصحيفتان بأنه يتعين على ميسي أن يخضع للفحص الطبي الروتيني قبل التوقيع على عقده. وكان ميسي قام بتوديع ناديه، الأحد، من خلال مؤتمر صحافي مؤثر استهله باكيا. وقال في هذا الصدد: "لم أتصور إطلاقا الرحيل عن برشلونة لأنني للحقيقة لم أفكر بهذا الأمر. كنت أريد وداعا مع الجميع على أرضية الملعب"، مشيرا إلى أنه وافق على تقليص راتبه إلى النصف لكن ذلك لم يكن كافيا لأن الصفقة تخطت السقف الذي وضعته رابطة الدوري الإسباني. وكان عقد ميسي مع برشلونة انتهى في 30 يونيو الماضي، وتوصل الطرفان إلى اتفاق يقضي ببقائه في صفوف النادي الكاتالوني لعامين إضافيين، لكنهما اصطدما بقوانين الرابطة، ما حال دون اعتماد الاتفاق رسميا. وتصدرت صور ميسي باكيا الصفحات الأولى للصحف الإسبانية الرياضية اليوم الاثنين، مثل "ماركا" و"آس" و"سبورت"، وقالت الأخيرة: "جميع أنصار برشلونة يبكون معك يا ليو". بعد وداع ميسي لبرشلونة، سارع باريس سان جرمان إلى الدخول في مفاوضات مع معسكر ميسي، وتحديدا والده خورخي، علما بأن اللاعب ألمح في مؤتمره الصحافي إلى إمكانية الانتقال إلى فريق العاصمة الفرنسية حيث سيلعب إلى جانب صديقه وزميله السابق في برشلونة البرازيلي نيمار، بالإضافة إلى مواطنيه انخل دي ماريا ولياندرو باريديس، وبإشراف مواطنه الآخر ماوريسيو بوكيتينو. 40 مليون يورو سنويا كشفت الصحف الفرنسية أن نادي باريس سان جرمان تقدم إلى ليونيل ميسي بعرض لمدة سنتين، قابلة للتجديد لعام إضافي، وأجر سنوي يبلغ 40 مليون يورو. لم تكن هذه الصفقة ممكنة لولا القوة المالية لسان جرمان وتخفيف قيود اللعب النظيف من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا). ولا شك أن صفقة انتقال ميسي إلى سان جرمان ستنقل النادي الفرنسي إلى مصاف أخرى من الناحيتين الرياضية والاقتصادية. فبوجود ميسي الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ست مرات إلى جانب الثنائي نيمار وكيليان مبابي، سيصبح سان جرمان أبرز المرشحين لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا بعد خسارته نهائي عام 2020 أمام بايرن ميونيخ الألماني، وخروجه من نصف نهائي الموسم للفائت على يد مانشستر سيتي الانكليزي. ولقيت إمكانية انتقال ميسي إلى صفوف سان جرمان إشادة كبيرة من مختلف المسؤولين والمدربين في الدوري الفرنسي. وقال مواطنه خورخي سامباولي، مدرب مرسيليا: "سيكون الأمر رائعا بالنسبة إلى الدوري الفرنسي، إنه أفضل لاعب في العالم. لقد كسبت كرة القدم الفرنسية كثيرا في المواسم الأخيرة. اللعب ضد ميسي سيشكل حافزا إضافيا لنا". وبحثت الصحف الفرنسية عن برنامج مباريات سان جرمان المقبلة لمعرفة المباراة الرسمية الأولى التي سيخوضها ميسي في صفوفه، والتي قد تكون ضد رينس في 29 غشت، أو ضد كليرمون في 12 سبتمبر بعد العودة من المباريات الدولية. يذكر أن سان جرمان استهل مشواره لاستعادة لقبه بطلا للدوري الفرنسي الذي خسره لصالح ليل الموسم الماضي، بالفوز على مضيفه تروا 2-1. وسيتمكن باريس سان جرمان من تقديم ميسي في ملعب "بارك دي برانس" أمام مدرجات ممتلئة عن آخرها بعد حصول النادي على موافقة السلطات المختصة بإمكانية بيع جميع التذاكر المخصصة للمباريات البيتية في الدوري المحلي هذا الموسم، علما بأن سعة الملعب هي نحو 48 ألف متفرج.