يشكل المسلك الطرقي الرابط بين الطريق الإقليمية 1009 وقبيلة آيت وكمان، في الجماعة الترابية تاركا نتوشكا، بالدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة آيت باها، واحدا من أهم المحاور التي تشكل شريانا لفك عزلة العديد من الدواوير، وتسهيل استفادتها من مختلف الخدمات التعليمية والصحية والاقتصادية والإدارية، غير أن واقع المسلك، المتسم بالوعورة، فرض عزلة قاهرة على ساكنة منطقة يشكل قاطنوها المستقرون ربع ساكنة الجماعة. ويتعلق الأمر بطريق في وضعية متردية يضع دواوير دوتانوت، أكرض أنصاف، أيت طالب، إغير إيحمالن، تكادير تنحمو، في عزلة تحول دون الاستفادة من برامج التنمية بالمنطقة، خاصة البرامج الاجتماعية، مع الحرمان من النقل المدرسي الموصل إلى المدرسة الجماعاتية، وصعوبة التنقل إلى مركز الجماعة والمناطق المجاورة لممارسة الأنشطة الاقتصادية، إلى جانب عدم الاستفادة من الخدمات الاستشفائية المستعجلة، مع صعوبة المسالك على سيارات الإسعاف. كل هذه الاعتبارات وغيرها يرى فاعلون جمعويون أنها "تضع عدة دواوير في وضعية صعبة، تتسم بالتهميش والهشاشة، علما أن هذه الطريق تاريخيا هي الطريق الأقدم في المنطقة، إذ شيدت في عهد الاستعمار، كما أنها في وقتنا الحالي المسلك الوحيد للربط بين مركز الجماعة وفرعها المتواجد بتغزى، بمقربة من دواوير الكميس، أيت واغزن، تيليلوت، القبلت، وكل دواوير قبيلة أيت وكمان، ما قسم أيت وكمان إلى دواوير عدة تعيش العزلة والبعد عن الطريق المعبدة، وأخرى أوفر حظا تستعمل طريقا مطولة (حوالي 11 كيلومترا)، تستلزم الخروج من تراب الجماعة لتلافي المرور من طريق دوتانوت المختصرة". محمد أبراييم، فاعل جمعوي بالمنطقة، اعتبر ضمن تصريح لهسبريس أن "من شأن تعبيد هذه الطريق فتح شريان التنمية السوسيو-إقتصادية بالمنطقة، وقطع مرحلة ذات أولوية في تقليص الفوارق الاجتماعية، باعتبار أن هذا الورش له مكانة الصدارة في الطرق الأكثر راهنية لتكسير حلقة العزلة السوسيو اقتصادية الناتجة عن العزلة المجالية، في قلب أكبر قبيلة في الجماعة، وهي قبيلة أيت وكمان". وأبرز المتحدث ذاته أن وضعية الطريق طرحت أسئلة حول مستقبل تلاميذ عدة دواوير محاذية للطريق المارة بدوار دوتانوت بشكل مباشر، حيث "لا وجود لطريق معبدة (الطريق غير المعبدة الحالية في وضعية متردية)، إضافة إلى أن عموم سكان دواوير أيت وكمان سيضطرون لقطع كيلومترات إضافية خارج الجماعة لتلافي الطريق المختصرة، خاصة أن الداخليات غير معتمدة في مثل هذه المدارس بالنسبة لجميع التلاميذ". وفي الجانب الصحي، قال منير الصبور، فاعل جمعوي بمنطقة آيت وكمان: "رغم أن ساكنة قبيلة أيت وكمان تناهز الألف مستقر، وتشكل بذلك ربع سكان الجماعة، فإن المنطقة لا تتوفر على أي مؤسسة صحية؛ وما يزيد صعوبة تأمين الخدمة الصحية كون التنقل إلى المستوصف الصحي المتواجد بمركز الجماعة تحول دونه وضعية الطريق، نتيجة هجرة وسائل النقل لهذا المسلك. أما تدخل سيارات الإسعاف فيزداد صعوبة في الحالات الاستشفائية المستعجلة، مع العلم أن المنطقة تسجل عددا من لسعات العقارب والأفاعي"، وزاد: "من جانب آخر تتعرض المنطقة للإقصاء من عدة مبادرات اجتماعية أو خدماتية يشرف عليها المجتمع المدني، نتيجة الإكراهات الكبرى التي تطرحها وضعية الطريق". أما في الجانب الاقتصادي، وعلاقته بالمسلك المذكور، فأورد المتحدث ذاته أن "العديد من السكان النشيطين اقتصاديا في المنطقة يعانون من صعوبة التنقل عبر الطريق المشار إليها، سواء للعمل أو التبضع أو لأغراض إدارية بالجماعة أو القيادة، وذلك نتيجة هجرتها من وسائل النقل المتواجدة بالمنطقة"، مضيفا من جانب آخر أن "المجتمع المدني والمستثمرين الصغار المحليين يجدون إكراه العزلة المجالية كبيرا أمام إقامة أي مشروع مدر للدخل للساكنة". وفي تصريح مقتضب من عبد الله بوحشموض، رئيس المجلس الجماعي لتاركا نتوشكا، قال لهسبريس إن "الدراسة المتعلقة ب24 كيلومترا من الطرق بالجماعة، ضمنها الطريق المؤدية إلى قبيلة آيت وكمان، جرى إنجازها، ومن المحتمل إنجاز بنائها في غضون السنوات المقبلة من طرف مجلس جهة سوس ماسة".