لا يزال المئات من سكان دواوير أمزري وإشباكن التابعة لجماعة إيمي نولاون في الشمال الغربي لمدينة ورزازات محاصرين بسبب الثلوج، التي تساقطت الأسبوع الماضي على سلسلة جبال الأطلس الكبير. وقالت مصادر من المنطقة إن الثلوج قطعت الطريق -غير المعبدة- التي تصلهم بورزازات على مستوى منطقة تيزي، ما تسبب في محاصرة أزيد من 2200 نسمة هي مجموع سكان الدوارين المحاصرين. وتسببت الثلوج التي تساقطت على المنطقة، التي تبعد عن ورزازات بأزيد من 76 كيلومترا أغلبها مسالك غير معبدة، في منع السكان من الوصول إلى أقرب مركز، كما حالت دونهم والسوق الأسبوعي بجماعة سكورة، ما سبب لهم خصاصا كبيرا في المواد الغذائية وحطب التدفئة، ومنعهم من قضاء حاجياتهم اليومية وهي الوضعية المرشحة للتفاقم بسبب التساقطات المرتقبة ابتداء من يوم غد الجمعة، إذ عممت مديرية الأرصاد الجوية نشرة تفيد بإمكانية سقوط ثلوج في المنطقة على المرتفعات التي يصل علوها إلى 1500 متر. وأفادت مصادر «المساء» من الجماعة بأن سكان هذه الدواوير، وخاصة دواوير تاسكيوالت وأيت عفان وإشباكن وأمزري، يضطرون إلى تغيير مسار رحلتهم للوصول إلى دواويرهم ما يعني سلك الطريق الوطنية عبر مراكش ثم أزيلال ودمنات قبل تحويل الاتجاه عبر الطريق الثانوية مرورا بجماعتي أيت بوكماز وأيت بولّي، ما يسبب لهم متاعب ومصاريف إضافية، ما يهدد حياة المرضى والنساء الحوامل اللواتي يعجزن عن الوصول إلى المركز الصحي بجماعة سكورة. فضلا عن ذلك يضطر السكان إلى خوض مغامرة المرور عبر مسالك جبلية وعرة مستعينين بالدواب وبسيارات النقل السري، وهي الوضعية التي تتكرر في كل موسم ثلوج دون أن تتدخل الجهات المختصة لإصلاح المسالك المتوفرة أو لفتح مسالك جديدة، رغم النداءات المتكررة التي تم توجيهها للفت الانتباه إلى الوضعية التي يضطرون إلى التعايش معها، خاصة أن المنطقة التي تصنف ضمن أكثر المناطق هشاشة بإقليم ورزازات، تعاني عزلة قاتلة وتتميز بضعف البنيات التحتية والطرق، فضلا عن كونها تعيش على إيقاع العديد من المشاكل، خاصة في مجال التطبيب، حيث لا يتوفر المستوصف الصحي على أي طبيب أو ممرض، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه التلاميذ المتمدرسين الذين تحول صعوبة المسالك، دون إتمام دراستهم. الوضعية التي تعيشها هذه السنة جماعة إيمي نولاون تعيد إلى الأذهان ما حدث سنة 2012، حيث حاصرت الثلوج السكان لأسابيع طويلة ومنعتهم من مغادرة الدواوير ما تسبب في وفاة سيدة حامل ونفاد مؤونة الأسر من الأغذية وحطب التدفئة، فضلا عن نفوق عدد مهم من رؤوس الماشية النشاط الأساسي لعدد من الأسر، وهي الوضعية التي تنشط سوق المضاربات في المواد الأساسية، إذ يرتفع ثمن قارورة الغاز من الحجم الصغير مثلا ليصل إلى 15 درهما فيما يصل ثمن القارورة من الحجم الكبير إلى 70 درهما في أفضل الأحوال.