هذه توقعات الأرصاد الجوية اليوم الأحد بالمغرب    طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المغرب    نشرة انذارية…تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المملكة    توقيف ثلاثة مواطنين صينيين يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية    توقيف 3 صينيين متورطين في المس بالمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية    ترامب يعلن عن قصف أمريكي ل"داعش" في الصومال    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    "بوحمرون".. الصحة العالمية تحذر من الخطورة المتزايدة للمرض    الولايات المتحدة.. السلطات تعلن السيطرة كليا على حرائق لوس أنجليس    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    الشراكة المغربية الأوروبية : تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    انعقاد الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية بطنجة    توقعات احوال الطقس ليوم الاحد.. أمطار وثلوج    اعتبارا من الإثنين.. الآباء ملزمون بالتوجه لتقليح أبنائهم    شركة "غوغل" تطلق أسرع نماذجها للذكاء الاصطناعي    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    البرلمان الألماني يرفض مشروع قانون يسعى لتقييد الهجرة    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    إسرائيل تطلق 183 سجينا فلسطينيا    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    رحيل "أيوب الريمي الجميل" .. الصحافي والإنسان في زمن الإسفاف    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    زكرياء الزمراني:تتويج المنتخب المغربي لكرة المضرب ببطولة إفريقيا للناشئين بالقاهرة ثمرة مجهودات جبارة    تنس المغرب يثبت في كأس ديفيس    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    بنعبد الله يدين قرارات الإدارة السورية الجديدة ويرفض عقاب ترامب لكوبا    "تأخر الترقية" يخرج أساتذة "الزنزانة 10" للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية    BDS: مقاطعة السلع الإسرائيلية ناجحة    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    المغرب التطواني يتمكن من رفع المنع ويؤهل ستة لاعبين تعاقد معهم في الانتقالات الشتوية    العصبة الوطنية تفرج عن البرمجة الخاصة بالجولتين المقبلتين من البطولة الاحترافية    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    الولايات المتحدة الأمريكية.. تحطم طائرة صغيرة على متنها 6 ركاب    بنك المغرب : الدرهم يستقر أمام الأورو و الدولار    المغرب يتجه إلى مراجعة سقف فائض الطاقة الكهربائية في ضوء تحلية مياه البحر    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    انتحار موظف يعمل بالسجن المحلي العرجات 2 باستعمال سلاحه الوظيفي    السعودية تتجه لرفع حجم تمويلها الزراعي إلى ملياري دولار هذا العام    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    غزة... "القسام" تسلم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر بالدفعة الرابعة للصفقة    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    حركة "إم 23" المدعومة من رواندا تزحف نحو العاصمة الكونغولية كينشاسا    هواوي المغرب تُتوَّج مجددًا بلقب "أفضل المشغلين" لعام 2025    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن .. بلد الربيع العربي الذي وجد صداه في صنعاء
نشر في هسبريس يوم 09 - 08 - 2013

بلد ‬حضارة ‬مأرب، ‬البلد ‬الذي ‬خرجت ‬منه ‬بلقيس ‬والعرب ‬العاربة، ‬بلد ‬القصور ‬الطينية ‬العالية، ‬هو ‬أيضا ‬بلد ‬الربيع ‬العربي ‬الذي ‬وجد ‬صداه ‬هنا ‬في ‬صنعاء، ‬حيث ‬الناس ‬يمضغون ‬القات ‬ويناقشون ‬السياسة، ‬ويفتخرون ‬بجائزة ‬نوبل ‬للسلام ‬التي ‬حازتها ‬مواطنتهم ‬‮"‬توكل ‬كرمان‮"‬.‬
كتب ‬صديقي ‬سامي ‬غالب: ‬‮"‬اليمن ‬في ‬هذه ‬اللحظة ‬بالذات ‬لا ‬تحتاج ‬إلى ‬ذلك ‬السيرك ‬المنصوب ‬في ‬فندق ‬منفصل ‬عن ‬اليمنيين ‬في ‬العاصمة. ‬اليمنيون ‬يعوزهم ‬الأمن ‬والكهرباء ‬والخدمات ‬الأساسية... ‬لا ‬يملكون ‬ما ‬يمكنهم ‬من ‬الذهاب ‬لمشاهدة ‬البهلوانات ‬في ‬أرقى ‬فنادق ‬اليمن، ‬فذلك ‬ترف ‬لا ‬يطيقونه، ‬و ‬كل ‬من ‬حباه ‬الله ‬بضمير ‬يقظ ‬وحس ‬سليم ‬يدرك ‬أن ‬السلطة ‬التي ‬لا ‬تبادر ‬إلى ‬تأمين ‬الحد ‬الأدنى ‬من ‬مستلزمات ‬الحياة ‬الكريمة ‬لشعبها ‬لن ‬تلتزم ‬بأية ‬مخرجات ‬حوار ‬وطني ‬كما ‬يزعمون‮"‬
لم ‬أجد ‬أقوى ‬من ‬هذه ‬الكلمات ‬لأصف ‬الواقع ‬اليمني ‬في ‬ظل ‬المؤتمر ‬الوطني ‬للحوار، ‬والحال ‬أن ‬البلاد ‬التي ‬مازالت ‬منهكة ‬من ‬فترة ‬حكم ‬استنزف ‬قوى ‬البلاد ‬والعباد ‬لما ‬يزيد ‬عن ‬ثلاثة ‬وثلاثين ‬عاما، ‬لا ‬تسير ‬فيها ‬الأمور ‬على ‬ما ‬يرام.‬
الحوار ‬يشغل ‬بال ‬اليمن ‬والعالم ‬
حين ‬وصلت ‬إلى ‬اليمن ‬بداية ‬شهر ‬شتنبر ‬من ‬السنة ‬الماضية، ‬لم ‬يكن ‬ثمة ‬شيء ‬يشغل ‬بال ‬اليمنيين ‬سوى ‬الحديث ‬عن ‬الحوار ‬وجدواه، ‬فالساحات ‬التي ‬انطلقت ‬منها ‬ثورة ‬اليمن ‬العظيمة، ‬مازالت ‬تعج ‬بالثوار ‬والجرحى ‬وعائلات ‬الشهداء. ‬كان ‬قد ‬مضى ‬على ‬غيابي ‬عن ‬اليمن ‬السعيد ‬بضع ‬سنوات، ‬في ‬آخر ‬زياراتي ‬لم ‬يكن ‬الحال ‬أحسن ‬مما ‬هو ‬عليه، ‬ففوز ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬بفترة ‬رئاسية ‬جديدة ‬بنسبة ‬77 ‬في ‬المائة ‬كان ‬قد ‬شكل ‬مفاجأة ‬حقيقة ‬للمعارضة ‬التي ‬كانت ‬تطالبه ‬بالرحيل، ‬لم ‬يكن ‬‮"‬الربيع‮"‬ ‬قد ‬اجتاح ‬بعض ‬البلدان ‬العربية، ‬لكن ‬اليمنيين ‬كانوا ‬متفائلين ‬بالمرحوم ‬فيصل ‬بن ‬شملان، ‬مرشح ‬أحزاب ‬اللقاء ‬المشترك (‬اتحاد ‬أحزاب ‬المعارضة)‬، ‬كانوا ‬يعتقدون ‬أن ‬الوقت ‬قد ‬حان ‬لوضع ‬حد ‬لحكم ‬صالح ‬الذي ‬تربع ‬على ‬عرش ‬السلطة ‬لخمس ‬ولايات ‬رئاسية، ‬أي ‬قبل ‬وبعد ‬إعلان ‬دولة ‬الجمهورية ‬اليمنية ‬الموحدة. ‬
كانت ‬الأمور ‬و ‬مازالت ‬متوترة ‬حد ‬الاحتقان، ‬النزاعات ‬في ‬اليمن ‬لا ‬تنتهي ‬وكأن ‬قدر ‬البلاد ‬أن ‬تعيش ‬على ‬فوهة ‬بركان، ‬كان ‬يكفي ‬أن ‬أقوم ‬بجولة ‬في ‬المواقع ‬الإخبارية ‬اليمنية ‬وعناوين ‬الصحف ‬كي ‬أقف ‬على ‬حجم ‬التشتت ‬الذي ‬وصل ‬إليه ‬اليمنيون، ‬فما ‬كان ‬يصلنا ‬من ‬صور ‬عن ‬الثورة ‬اليمنية ‬لم ‬يكن ‬إلا ‬النزر ‬اليسير ‬من ‬وضع ‬أكثر ‬تعقيدا ‬وإيلاما، ‬يصعب ‬أحيانا ‬فهمه ‬حتى ‬على ‬اليمنيين. ‬
وصلت ‬على ‬متن ‬رحلة ‬مصر ‬للطيران، ‬التي ‬تنزل ‬في ‬صنعاء ‬مع ‬بزوغ ‬الفجر، ‬سائقو ‬سيارات ‬الأجرة ‬والحمالون ‬انتهوا ‬لتوهم ‬من ‬الصلاة، ‬لم ‬يكن ‬من ‬الصعب ‬أن ‬أتعرف ‬على ‬السائق ‬صاحب ‬الدور ‬الذي ‬سينقلنا ‬إلى ‬الفندق، ‬رجل ‬مسن ‬اتسعت ‬أساريره ‬بمجرد ‬أن ‬رأى ‬أن ‬ثمة ‬زبائن ‬في ‬الانتظار، ‬الوضع ‬سيء ‬والحال ‬لا ‬يسر، ‬هكذا ‬قال ‬لنا ‬وهو ‬يدير ‬مفاتيح ‬سيارته ‬نحو ‬الفندق، ‬حيث ‬ينزل ‬مغربي ‬آخر ‬فاقت ‬شهرته ‬الحدود، ‬إنه ‬جمال ‬بن ‬عمر ‬مبعوث ‬الأمين ‬العام ‬للأمم ‬المتحدة ‬إلى ‬اليمن.‬
ليس ‬الفندق ‬الذي ‬ينتمي ‬إلى ‬سلسلة ‬عالمية، ‬في ‬صنعاء ‬سوى ‬المكان ‬الذي ‬نُصِب ‬فيه -‬حسب ‬صديقي ‬الصحفي ‬سامي ‬غالب- ‬السيرك ‬المسمى ‬مؤتمرا ‬للحوار، ‬والذي ‬يشرف ‬عليه ‬ابن ‬جبال ‬الريف ‬الذي ‬كان ‬جده ‬واحدا ‬من ‬رجالات ‬الأمير ‬الخطابي. ‬صادف ‬وجودي ‬في ‬هذا ‬الفندق ‬نزول ‬الدبلوماسي ‬المغربي ‬بنعمر ‬فيه، ‬ونظرا ‬لأهمية ‬ما ‬كان ‬مقبلا ‬عليه ‬حينها، ‬كان ‬من ‬الضروري ‬إجراء ‬مقابلة ‬تلفزيونية. ‬كان ‬السيد ‬بنعمر ‬متفائلا ‬وحاسما ‬في ‬الوقت ‬نفسه، ‬وكان ‬يبدو ‬غير ‬مستعد ‬للسماح ‬لأي ‬كان ‬أن ‬يشكك ‬في ‬أهمية ‬مؤتمر ‬الحوار ‬الذي ‬تراهن ‬الأمم ‬المتحدة ‬على ‬نجاحه ‬كتجربة ‬أولى ‬مبنية ‬على ‬تقريب ‬وجهات ‬نظر ‬الفرقاء، ‬والخروج ‬بتوصيات ‬أساسية ‬تعد ‬الضامن ‬للعبور ‬بهذا ‬البلد ‬المتعدد ‬الألغام ‬إلى ‬بر ‬الأمان.‬
الحوار ‬الذي ‬يقسم ‬اليمن
تتعدد ‬مواقف ‬النخبة ‬المثقفة ‬من ‬مؤتمر ‬الحوار ‬الوطني ‬في ‬اليمن ‬بين ‬مؤيد ‬ومعارض، ‬وبين ‬واقف ‬على ‬الحياد ‬ومراقب ‬لما ‬ستئول ‬إليه ‬الأمور ‬بعد ‬أن ‬تنتهي ‬الأشهر ‬الستة ‬المقررة ‬لطرح ‬قضايا ‬البلاد ‬الشائكة، ‬ربما ‬كلمة ‬‮"‬شائكة‮"‬ ‬لا ‬تفي ‬بالغرض ‬أمام ‬خطورة ‬القضايا ‬المتحاور ‬بشأنها، ‬فالطرح ‬الانفصالي ‬في ‬الجنوب، ‬أصبح ‬يلاقي ‬صدى ‬واسعا ‬داخل ‬اليمن ‬وخارجه ‬بسبب ‬التهميش ‬الذي ‬طال ‬ما ‬كان ‬يعرف ‬باليمن ‬الجنوبي، ‬واحتكار ‬الثروات ‬والسلطات ‬من ‬أبناء ‬الشمال. ‬
الحوثيون ‬في ‬منطقة ‬صعدة ‬شمالا ‬على ‬الحدود ‬مع ‬الشقيقة ‬الكبرى ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬فتحوا ‬الباب ‬على ‬مصراعيه ‬لإيران ‬لترحل ‬جزءا ‬من ‬صراعاتها ‬في ‬المنطقة ‬إلى ‬هذا ‬البلد، ‬الذي ‬يعتنق ‬جزء ‬من ‬سكانه ‬المذهب ‬الزيدي، ‬قضايا ‬أخرى ‬ذات ‬بعد ‬وطني ‬سيطرحها ‬الحوار: ‬قضية ‬النازحين ‬واسترداد ‬الأموال ‬والأراضي ‬المنهوبة، ‬المصالحة ‬الوطنية ‬والعدالة ‬الانتقالية ‬وبناء ‬الدولة، ‬والحكم ‬الرشيد، ‬بناء ‬الجيش ‬وتعميم ‬الأمن، ‬استقلالية ‬الهيئات ‬ودعم ‬الحقوق ‬والحريات.. ‬
نعم .. ‬كل ‬هذه ‬القضايا ‬على ‬المشاركين ‬في ‬الحوار ‬رجالا ‬ونساء ‬أن ‬يجدوا ‬لها ‬حلولا ‬ويخرجوا - ‬بعد ‬بضعة ‬أشهر ‬من ‬اليوم- ‬على ‬الشعب ‬اليمني ‬ليزفوا ‬إليه ‬بشرى ‬انتهاء ‬أزمات ‬اليمن. ‬جزء ‬كبير ‬من ‬النخبة ‬اليمنية ‬المثقفة ‬التي ‬التقيت ‬بها ‬في ‬صنعاء ‬تعتقد ‬أن ‬الماء ‬والكهرباء ‬ولقمة ‬العيش ‬والصحة ‬هي ‬أولويات ‬المواطن ‬اليمني، ‬وأن ‬لا ‬ضمانات ‬حقيقية ‬لنجاح ‬حوار ‬يدار ‬في ‬فنادق ‬خمس ‬نجوم، ‬ويكلف ‬الأمم ‬المتحدة ‬مبلغ ‬30 ‬مليون ‬دولار، ‬في ‬حين ‬مازالت ‬أغلبية ‬ساحقة ‬من ‬المجتمع ‬اليمني ‬غير ‬قادرة ‬على ‬توفير ‬حق ‬رغيف ‬الخبز ‬والدواء.‬
ليس ‬تبخيسا ‬أو ‬تشاؤما ‬مني ‬أن ‬أعتبر ‬أنه ‬ضرب ‬من ‬المستحيل ‬أن ‬يخرج ‬اليمن ‬السعيد ‬من ‬عنق ‬الزجاجة ‬بهذه ‬السهولة، ‬لكن ‬قناعتي ‬أكيدة ‬أن ‬مؤتمر ‬الحوار ‬لن ‬يلزم ‬اليمن ‬واليمنيين ‬في ‬شيء، ‬نوايا ‬الرئيس ‬هادي ‬الحسنة، ‬والتزام ‬الأمم ‬المتحدة ‬بوضع ‬أسس ‬لإدخال ‬الاستقرار ‬إلى ‬البلاد ‬لا ‬غبار ‬عليهما، (‬لم ‬أقل ‬دعم ‬أو ‬إعادة ‬الاستقرار، ‬لأنه ‬لا ‬وجود ‬لاستقرار ‬ليتم ‬دعمه، ‬ولم ‬يكن ‬ثمة ‬استقرار ‬لتتم ‬إعادته)‬، ‬لكن ‬بقراءة ‬متأنية ‬للمشهد ‬اليمني ‬ستجد ‬أن ‬القضايا ‬المعروضة ‬في ‬المؤتمر ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬موضوعا ‬للحوار،
‬فهي ‬في ‬أغلبها ‬تتعلق ‬بقرارات ‬للسلطة ‬التنفيذية، ‬خصوصا ‬القضية ‬الجنوبية ‬التي ‬لا ‬يمكن ‬بأي ‬حال ‬من ‬الأحوال ‬أن ‬تحل ‬عبر ‬الحوار، ‬فهي ‬مسألة ‬فنية ‬معقدة ‬وتبدو ‬سياسيا ‬غير ‬واقعية ‬بالنظر ‬إلى ‬التداخل ‬بين ‬الشمال ‬والجنوب، ‬وبفعل ‬صعود ‬الرئيس ‬هادي ‬وتنامي ‬قوته ‬– وهو ‬ابن ‬محافظة ‬أبين ‬الجنوبية- ‬هو ‬ورجاله، ‬كل ‬ما ‬يمكن ‬فعله ‬لحل ‬هذه ‬القضية ‬المعقدة ‬هو ‬الرهان ‬على ‬تغيير ‬المزاج ‬الجنوبي ‬عبر ‬سلسلة ‬من ‬الإجراءات ‬الجدية ‬لإعادة ‬الثقة ‬بين ‬الشمال ‬والجنوب، ‬حينها ‬فقط ‬سيصبح ‬الجلوس ‬إلى ‬طاولة ‬المفاوضات ‬ممكنا ‬لحل ‬الأزمة ‬سلميا.‬
‬ربما ‬علي ‬أن ‬أبحث ‬أكثر ‬فيما ‬يكتبه ‬ويقوله ‬أصدقائي ‬اليمنيين ‬عن ‬الحوار، ‬هم ‬بلا ‬شك ‬أدرى ‬مني ‬بوضع ‬البلاد. ‬في ‬الفيسبوك ‬كتبت ‬صديقتي ‬بشرى ‬المقطري ‬الحائزة ‬على ‬جوائز ‬عالمية ‬مهمة ‬عن ‬نشاطاتها ‬الحقوقية، ‬ومساهمتها ‬في ‬التعريف ‬بقضايا ‬اليمن ‬ككاتبة ‬وناشطة ‬حقوقية: ‬‮"‬إيش ‬من ‬مهزلة ‬والله ‬كأني ‬أشوف ‬سرك ‬للمهرجين. ‬حوار ‬غريب ‬كلما ‬حاولت ‬أن ‬أتفاءل ‬صدمت ‬من ‬هذا ‬التهريج‮"‬ ..‬
بشرى ‬متشائمة، ‬فلنبحث ‬عن ‬شخص ‬آخر ‬أكثر ‬تفاؤلا، ‬ربما ‬ستفي ‬هند ‬الإرياني ‬بالغرض، ‬فهند ‬صحفية ‬وكاتبة ‬يمنية ‬مستقرة ‬في ‬لبنان، ‬وتقود ‬حملة ‬‮"‬متفائلة ‬جدا‮"‬ ‬ضد ‬القات، ‬هذا ‬ما ‬كتبته ‬عن ‬مؤتمر ‬الحوار ‬في ‬أول ‬أيامه: ‬‮"‬اليمن ‬حاليا ‬كعكة ‬يتنازع ‬عليها ‬صالح، ‬آل ‬الأحمر، ‬الحوثيون ‬والحراك.. ‬الحوار ‬الوطني ‬سيحل ‬فقط ‬كيفية ‬توزيع ‬الكعكة.. ‬الله ‬يعينك ‬يا ‬يمن‮"‬. ‬سامي ‬وهند ‬وبشرى ‬وغيرهم ‬من ‬الأصوات ‬اليمنية ‬الصادقة ‬هم ‬فعلا ‬أمل ‬اليمن ‬لتجاوز ‬الأزمات. ‬أمام ‬اليمن ‬الكثير ‬لتدارك ‬ما ‬قد ‬فاته ‬خلال ‬سنوات ‬طويلة، ‬واليمنيون ‬مطالبون ‬اليوم ‬بوضع ‬اليد ‬في ‬اليد ‬حتى ‬يتعافى ‬اليمن ‬ويعود ‬سعيدا ‬كما ‬كان.‬ ‬
نحن ‬مع ‬الحوار
الناشطة ‬والباحثة ‬أمل ‬الباشا ‬من ‬الشخصيات ‬التي ‬رافقت ‬مشروع ‬الحوار ‬منذ ‬بدء ‬التحضير ‬له ‬من ‬خلال ‬دورها ‬في ‬اللجنة ‬التحضيرية، ‬تلعب ‬أمل ‬الباشا ‬دورا ‬هاما ‬في ‬يمن ‬اليوم، ‬كما ‬لعبت ‬في ‬يمن ‬ما ‬قبل ‬الثورة ‬دورا ‬محوريا ‬من ‬حلال ‬جمعيتها ‬‮"‬شقائق ‬الرجال‮"‬. ‬كتبت ‬أمل ‬بعد ‬أسبوع ‬من ‬انطلاق ‬المؤتمر:‬‮"‬بعد ‬الاستماع ‬إلى ‬العشرات ‬من ‬الكلمات ‬والمداخلات ‬في ‬الجلسة ‬العامة ‬لمؤتمر ‬الحوار ‬الوطني، ‬من ‬قبل ‬الشباب ‬والنساء ‬المكونات ‬والحركات ‬السياسية ‬والاجتماعية ‬المختلفة، ‬ومن ‬مختلف ‬المحافظات، ‬تأكد ‬لي ‬أن ‬هناك ‬كتلة ‬مدنية ‬حاسمة ‬سقف ‬صوتها ‬هو ‬الأعلى ‬والأقوى ‬والأكثر ‬وضوحا ‬ونضجا، ‬لنطمئن، ‬فبلدنا ‬بخير ‬وبالتأكيد ‬سيتعافى ‬بسرعة ‬أكبر ‬مما ‬نتصور .. ‬أراهنكم ‬فالسيل ‬يجرف ‬بسرعة ‬فائقة ‬كل ‬المخلفات ‬أمامه ‬ويتجاوزها.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.