موجة من الجدل والسخط أثارهما الحديث المتزايد منذ بداية رمضان في المغرب عن وجود أنواع من التمور الإسرائيلية تسللت إلى الأسواق، الأمر الذي دفع البعض إلى مطالبة السلطات بفتح تحقيق لمعرفة الحقيقة رغم نفيها وجود أي علاقة تجارية مع إسرائيل. "" "المجهول" اسم يطلقه المغاربة على أرفع أنواع التمور وأغلاها سعرا، إذ يستهلك في الأعراس والمناسبات الوطنية والدينية ويستعمل في صناعة حلويات رفيعة ولا يقبل عليه إلا الميسورون. وحسب بلاغ لوزارة الفلاحة، فإن الطلب على التمور بالمغرب سيلبى عبر مخزون إنتاج السنة الماضية المقدر ب12 ألف طن ومن الكميات المهمة المستوردة من بلدان مثل تونس والجزائر وإيران والعراق وسوريا والإمارات العربية المتحدة. كما أن الإنتاج الوطني من مادة التمور المرتقب في هذه السنة، سيقدر ب93 ألف طن، أي بارتفاع يناهز 83% مقارنة مع معدل محاصيل الخمسة مواسم الفارطة. "المجهول" الإسرائيلي في هذه الأوضاع تسللت إلى المغرب أنواع من التمور الإسرائيلية على رأسها "المجهول" الذي وصل سعره إلى 120 درهما للكيلوغرام الواحد (15 دولار تقريبا)، بينما بلغ سعر تمر أقل جودة منه 30 درهما للكيلوغرام. رئيس المبادرة الطلابية لمناهضة التطبيع والعدوان عزيز هناوي أكد للجزيرة نت وجود التمور الإسرائيلية بعدة مدن مغربية مثل مراكش ووجدة والدار البيضاء وغيرها. وأوضح المتحدث أن البضائع الإسرائيلية جاءت من أوروبا مغيرة من تلفيفها، لكن القن التجاري المسجل فيها إسرائيلي، كما أن بعض أسماء التمور إسرائيلية مثل "بات شيفا" أي بئر السبع الفلسطينية، و"جوردان ريفرز" و"جوردان بلاينز" المنتجة من قبل شركة "أكريسكسو"، وهي شركة تملك إسرائيل 50% من رأسمالها. عمل استفزازي واستنكر هناوي تماطل السلطات المغربية أمام هذا الاختراق محملا إياها المسؤولية لأن هذه التمور "تساهم في التطبيع وتخذل الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن المبادرة ستقوم ببرنامج للتوعية في صفوف التجار والزبائن المغاربة "حتى لا يساهموا في تقوية المحتل على الشعب الفلسطيني المقاوم". رئيس المؤتمر القومي العربي خالد السفياني طالب السلطات المغربية بفتح تحقيق في الموضوع ومعاقبة المسؤولين عن هذا الحدث "وكان رئيس المؤتمر القومي العربي خالد السفياني قد طالب السلطات المغربية بفتح تحقيق في الموضوع ومعاقبة المسؤولين عن هذا الحدث. وفي بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، وصف السفياني ترويج المنتجات الإسرائيلية بأنه "عمل استفزازي"، مشيرا إلى أن "المطبعين يستغلون شهر رمضان والدخول المدرسي من أجل فرض تطبيع تجاري على المواطنين"، وهو ما "يقدم دعما ماديا للكيان الصهيوني من أجل القيام بجرائمه التي يرتكبها ضد الفلسطينيين يوميا". نفي حكومي ومن جهتها تنفي الحكومة المغربية وجود أي علاقة تجارية مع إسرائيل، وقال وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز إنه لا وجود لاتفاقية تجارية تربط المغرب بإسرائيل. بينما تؤكد جمعيات ناشطة في مجال المجتمع المدني أن هناك علاقات تجارية واضحة بين الطرفين خاصة في المجال الزراعي. وكان المعهد الإسرائيلي للصادرات قد أكد أن صادرات الدولة العبرية إلى المغرب ارتفعت بنسبة 5.23% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2006 مقارنة مع المدة نفسها من العام 2005. عن الجزيرة نت