في سبيل تثمين مكنونات مكتبتَين عائليّتين بسلا وباريس مفتوحتين مجانا في وجه الباحثين والطلبة وعموم المهتمين، جمعت اتفاقية توأمة وشراكة، مساء الأربعاء، الخزانة العلمية الصبيحية والمركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية. أعلن عن هذه التوأمة في لقاء نظمته جمعية أبي رقراق واحتضنه مقر الخزانة الصبيحية بسلا، مع حضور رقمي للمدير المؤسس للمركز الفرنسي. تتضمن المكتبة الباريسية أزيد من 78 ألف كتاب جمعت بمبادرة ذاتية، وتحوي المكتبة الصبيحية أزيد من 46 ألف كتاب، من بينها نوادر، و3500 مخطوط، و40 ألف وثيقة أرشيف، وأكبر عدد من الطبعات الحجرية في مكتبة مغربية. ووصف المسرحي عبد المجيد فنيش هذا اللقاء السَّلَوِيّ ب"الاحتفال"، مكبرا في الأسرتين المؤسستين للمكتبتين اختيارهما "الاستثمار في العلم والمعرفة" في وقت كان يمكن لهما الاستثمار في أشياء أخرى. وأبرز فنيش، منسق اللقاء، أهمية هذه الشراكة التي "ينطلق معها مشروع ثقافي فكري علمي طويل المدى". بدوره، تحدث نور الدين اشماعو، رئيس جمعية أبي رقراق، عن إسهام هذه الشراكة السائرة في مسعى "خدمة العلم والفكر والآداب" في "مزيد من الإشعاع للخزانة"، وفتحها "آفاقا رحبة للمكتبتَين اللتين كانتا ثمرتين لمبادرات أسرية خاصة". يحيى الشيخ، مدير المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس، قال من جهته إن مكتبته كانت فكرة حملها معه منذ زمن، خاصة حين دراسته سنوات الثمانينات من القرن الماضي بفرنسا عندما لم يجد كثيرا من المراجع باللغة العربية. وعرج على واقع المكتبة اليوم وهي تستقبل "عددا هائلا من الطلبة والمهتمين"، وتنشر مراجع عديدة ناهزت 150 كتابا، وتنظم أنشطة تخدم اللغة العربية وتحث على زرع قيم المحبة والتسامح بين الشعوب، من بينها ما تطرق لموضوع الصحراء المغربية. وسلط المتحدث الضوء على المقصد المحرك لمثل هذه المكتبات، قائلا إنه "الرغبة في الاقتسام"، أي اقتسام المعرفة بمشاركة الكتب والمخطوطات وعدم حصرها في الاستعمال الشخصي. من جانبه، تحدث أحمد الصبيحي، مدير الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، عن نصف قرن من فتح المكتبة للعموم مجانا، سعيا لدعم العلم والثقافة، والاعتناء بالتراث العربي الإسلامي، والمحافظة على التراث الوطني ودور سلا فيه. وتطرق الصبيحي لما تبشر به هذه الاتفاقية من "مساحات كبيرة للتعاون والعمل المشترك"، قبل أن يعبر عن تطلعه ل"وضع إطار عمل في أقرب وقت" يمكّن من الإسهام في التبادل الثقافي ودعم البحث العلمي.