تحتضن فضاء الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، فعاليات معرض «المغرب الصحراوي بين أحضان الخزانة الصبيحية» الذي تنظمه الخزانة بتعاون مع وكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة. ويتضمن هذا المعرض كتبا ومخطوطات ورسائل وصور تذكارية لمفكرين وباحثين مغاربة ينحدرون من الأقاليم الجنوبية تعكس الروابط المتينة التي كانت تجمع بين سكان جنوب المغرب وشماله. وأوضح أحمد الصبيحي، محافظ الخزانة العلمية الصبيحية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض يعد مناسبة لإحياء الذاكرة السلاوية والروابط الأخوية التي جمعت حاضرة سلا بالمغاربة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية. وأضاف أن محتويات هذا المعرض من كتب ومخطوطات ورسائل للتهاني والتعازي، التي كانت تتبادلها الأسر الصحراوية والسلاوية منذ مئات السنين، تعد خير معبر عن ارتباط جنوب المغرب بشماله، مشيرا إلى أن الزيارات المتكررة التي كانت تقوم بها عائلات صحراوية لمدينة سلا جعلت بعض الأسر المنحدرة من الساقية الحمراء تستقر بسلا بشكل نهائي. من جهته، أوضح أحمد الجماني، مسؤول قسم التواصل بوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، في تصريح مماثل، أن هذا المعرض يروم إبراز علاقة التواصل الثقافي والأدبي والاجتماعي بين علماء الصحراء ونظرائهم من سلا ومكانة هذه المدينة العريقة في ذاكرة علماء الصحراء من خلال المخطوطات والوثائق والأشعار المعبرة بلسان الأخوة والمحبة والتقدير. وأضاف أن ما تتوفر عليه الخزانة الصبيحية بسلا من وثائق ومخطوطات يؤرخ لموروث ثقافي صحراوي ساهم في إغنائه، على مر العصور، علماء سلاويون جهابذة. وينقسم هذا المعرض إلى ستة أقسام يشمل الأول منها المخطوطات التي تزخر بها الخزانة العلمية الصبيحية لعلماء صحراويين عاشوا في أوائل القرن الماضي، ومن بينها مخطوط كتاب بعنوان «المحيط بالمهم من أخبار صحراء المغرب وشنقيط» لمؤلفه الشيخ جعفر بن أحمد الناصري السلاوي. ويشمل القسم الثاني بعض الوثائق والمراسلات والإجازات والأشعار بين الشيخ ماء العينين وبعض أبنائه وبين العائلة الصبيحية بسلا، فيما خصص القسم الثالث لقطب عائلة سلاوية عريقة تنحدر من الساقية الحمراء وهو العلامة الشيخ عبد الله بن خضراء الذي كان قاضي القضاة بحاضرة فاس. أما القسم الرابع فقد خصص لجمع مؤلفات الطبعة الحجرية لعلماء أهل الصحراء، بينما ضم القسم الخامس الكتب العربية والدراسات المتعلقة بالصحراء، فيما خصص القسم السادس والأخير للكتب الفرنسية القديمة منها والحديثة تطرقت للصحراء المغربية. وحضر حفل افتتاح هذه التظاهرة، على الخصوص، عامل عمالة سلا، العلمي الزبادي، إلى جانب عدد من المنتخبين وثلة من الأساتذة والباحثين والمثقفين من مختلف الأقاليم الجنوبية.