فاجأت وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي الرأي العام والسياسيين في البلاد بتأكيدها شائعات حملها، رغم أنها لا تزال عزباء. وكانت داتي، وهي مغربية الأب وجزائرية الأم، ظهرت في أول اجتماع للحكومة الفرنسية بعد إجازة الصيف ببطن بارز، يؤكد حملها. "" وبررت داتي الصمت الذي التزمته حول الموضوع بالقول، إنها في ال42 من العمر، ما يلزمها الحذر، نظراً للصعوبات التي تواكب حالات الحمل في مثل سنها. وردًّا على سؤال عن اسم الوالد، أجابت داتي بإبهام: "إن حياتي الخاصة معقدة، وهناك حدود ألتزمها حيال الصحافة، فلن أقول شيئاً عن الموضوع". وسرعان ما انتقل الحديث عن هوية الأب من فرنسا إلى إسبانيا، بعدما توجهت الأنظار نحو رئيس الحكومة الإسبانية السابق، خوسي ماريا أثنار. غير أن الأخير رفض هذه التكهنات، وهدد بمقاضاة الموقع الإلكتروني المغربي الذي نشر الخبر الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام الدولية، تزامنا مع حرب تعليقات اندلعت في شبكة الإنترنت بين الإسبان والمغاربة بخصوص الموضوع، حسبما أشارت تقارير صحيفة نشرت الجمعة 5-9-2008. ودفع الغموض حول هوية الوالد مجلة "لوبوان الفرنسية" إلى وضع عنوان عريض في غلاف عددها الأخير "السر الخفي لرشيدة داتي". وذهبت يومية "لوفيغارو" في نفس المنحى، وجعلت من الخبر مادتها الرئيسية مفضلة إياه على القمة الهامة التي جمعت في دمشق بين نيكولا ساركوزي ونظيره السوري بشار الأسد. لكن الخبر القنبلة هو الذي فجرته الموقع الإلكتروني المغربي "لوبسيرفاتور" الأربعاء عندما قالت، إن الأب هو خوسي ماريا أثنار. وانتشر الخبر في مختلف مواقع وسائل الإعلام الدولية المقروءة والمسموعة والمرئية الجادة منها والصفراء، ولهذه الأخيرة ذروتها ومجدها في "بلد سيرفانتيس". ونظرا للضجة الإعلامية وقوتها، ردّ أثنار في اليوم نفسه ببيان شديد اللهجة توعد فيه الموقع الالكتروني المغربي باللجوء إلى القضاء لرد هذه الاتهامات عن نفسه. كما تصدر الخبر الصفحات الأولى للجرائد الإسبانية ومنها "الموندو" التي خصصت الواجهة للحدث ولمقال افتتاحي. ورغم البيان التكذيبي، بدأ بعض الصحافيين في البحث والتقصي. وكشفت صحيفة "إستريا ديختال" اليومية أن أثنار تعرف على رشيدة داتي في فندق فخم بباريس خلال عشاء حضره كل من ساركوزي والمغني الإسباني خوليو إيغلسياس في شهر يناير الماضي. وتحدت الصحيفة، وهي اليومية الإلكترونية الأوسع انتشارا في إسبانيا، أثنار محذرة من تصديقه. وقالت: "لا يجب تصديق كلام أثنار، فقد تعود الكذب على الإسبان في أكثر من مناسبة، سواء عندما كان رئيسا للحكومة أو بعد انسحابه من السياسة". وتقترح الصحيفة أن الحل هو إخضاعه لتحليل الحمض النووي. في غضون ذلك، ترتب عن نشر الخبر مئات وجهات النظر في مواقع الصحف الكبرى مثل "الباييس"، وتحولت التعليقات إلى حرب بين المغاربة والإسبان. فالإسبان يعتبرون أن بث الخبر هو دسيسة من المغاربة الذين يرغبون في فصل أثنار عن زوجته انتقاما لسياسة الزعيم اليميني تجاه المغرب خلال فترة حكمه وخاصة طرد المغاربة من جزيرةليلى في صيف 2002. في حين ينفي بعض المعلقين المغاربة الخبر، ويتساءل آخرون: هل بعد سيطرة أثنار على جزيرة ليلى، الآن يخطف قلب "بنت البلد" رشيدة داتي؟ وكانت داتي، التي تطل اليوم على الفرنسيين عزباء وحاملاً من أب مجهول، قد أثارت جدلاً واسع النطاق في فرنسا لموافقتها، كوزيرة للعدل، على فسخ زواج بطلب من الزوج لدى إبلاغ زوجته له بأنها فاقدة لعذريتها. يُشار إلى أن المساكنة والحمل شائعان في فرنسا، إذ تظهر الإحصاءات أن عدد الأطفال المولودين خارج الزواج فاق عدد المولودين في إطاره. كما أن وزيرات سابقات حبلن قبل الزواج، وأبرزهن المرشحة السابقة للرئاسة سيغولين رويال وحياتها المشتركة مع الأمين العام للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند وإنجابها، قبل الانفصال عنه إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي خسرتها أمام الرئيس نيكولا ساركوزي.