حديث جيل گيتنر، رئيس التحرير المساعد بمجلة اكسبريس الفرنسية، كان قويا وشجاعا وهو يتحدث إلى وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي في كتابه «رشيدة داتي، لو نتحدث عنك». لقد اعتمد جيل گيتنر الأسلوب المباشر في مخاطبة «النجمة» الفرنسية داتي واعتمد أسلوب تشريح مسارها المهني والشخصي من خلال أحداث طبعت حياتها بدءا من مسارها الدراسي إلى تعيينها كوزيرة للعدل إلى ما أثاره حملها من نقاش وتساؤل عن الأب المفترض للطفل. جيل يؤكد أن الجمهورية الفرنسية لم تعرف وزيرة للعدل مُلغزة كرشيدة داتي، امرأة مندفعة تصرخ في وجه كل معاونيها الذين لا يتمكنون من مسايرتها. جيل يشيرإلى أن رشيدة داتي تتخذ قرارات عدة، لتتراجع عنها بعد حين، امرأة لا تتمتع بشعبية في صفوف الحقل السياسي اليساري الفرنسي، وثمة من لايحبها أيضا من المقربين منها في محيطها. رشيدة داتي هذه المرأة الطموحة تمكنت من أن تغري بشكل كبير الرأي العام الفرنسي وتتحكم في وسائل الاعلام الفرنسية، وجعلها تتتبع كل خطواتها. جيل يشير إلى أن رشيدة داتي امرأة تحب الموضة، فقد لبست أجمل ما استجد من فساتين «كريستيان ديور» وآخر صيحات مجوهراته، واحتلت صورتها أغلفة اشهر المجلات كنجمة شعبية، منها مجلة «باري ماتش». جيل يقول أنا قدمت صورة جديدة عن منصب وزير العدل المعروف بالوقار والاحتشام، وظهرت بصورة نجمة سينمائية تارة بحذاء ذي كعب عال وتارة أخرى بفساتين مغرية. رشيدة داتي امرأة قي أعين جيل تحب الظهور بالمحافل العامة و إثارة الانتباه إليها، ولا يشكل لها، يقول جيل، هذا أي إحراج في حياتها الشخصية و المهنية. رشيدة داتي إمرأة طموحة جدا ومثابرة لا يقف في وجهها أي عائق. دخلت صراعات كبيرة جراء الاجراءات الاصلاحية التي ادخلتها في وزارة العدل، ومن بينها مسألة الخريطة القضائية في فرنسا التي أثارث لغطا كبيرا في الأوساط القضائية. جيل يقول أن رشيدة داتي، هذه المغربية المزدادة سنة 1965 والمتخصصة في المجال القانوني، والتي شغلت منصب مستشارة في وزارة الداخلية منذ يونيو 2005 إلى حدود تعيينها وزيرة للعدل يحركها ثأر من المجتمع ورغبة في امتلاك السلطة وممارستها، طموح يلبس لبوس المرأة الجميلة المتمكنة من قدراتها والمتحكمة في أعصابها مهما حدث. جيل اعتمد النكثة والحكايات البسيطة و أسرار غير مسبوقة في حياة رشيدة داتي لتفكيك مسارها الشخصي، بنوع من الدعابة تارة ونوع من الاستهزاء تارة أخرى. ورشيدة داتي لمن لا يعرفها من مواليد مواليد 27 نونبر 1965 في سان ريمي (وسط شرق فرنسا) من عائلة مهاجرة متواضعة وهي ابنة عامل مغربي وأم جزائرية وهي ثاني مولود من بين إخوانها وأخواتها البالغ عددهم 11. نشأت رشيدة في حي فقير وعملت مساعدة ممرضة من حين لآخر لتمويل دراستها. وكانت تهتم بأشقائها وشقيقاتها وهي الثانية من بين ثماني بنات وأربعة فتيان، تثابر على دراستها في الوقت نفسه. التحقت بالمدرسة الوطنية للقضاء لدراسة القانون وحصلت كذلك على ماجستير في القانون العام و ماجستير في العلوم الاقتصادية (إدارة الشركات) و هي أول امرأة من أصل عربي تتولى حقيبة وزارية في الحكومة الفرنسية الحالية.