قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل إن حركته "لا تستبعد أن تستغل إسرائيل الأحداث في مصر وبعض الدول العربية لتوجيه ضربة عسكرية قاسية" إلى قطاع غزة. وفي حوار مع مراسل "الأناضول" للأنباء، أضاف البردويل "من غير المستبعد أن توجه إسرائيل ضربة لأي من الدول العربية لإظهار قوتها العسكرية النوعية، خاصة في ظل حالة التطرف الفكري الذي تعيشه حكومتها اليمينة اليوم بقيادة بنيامين نتنياهو". وتعيش مصر حالة من الاضطراب في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي بداية الشهر الجاري. وسبق أن شنت إسرائيل هجومين كبيرين على قطاع غزة، الأول نهاية عام 2008، والثاني منتصف نوفمبر 2012. وفي سياق آخر، أكد البردويل أن الاتصالات بين حركة "حماس" والجانب المصري متواصلة لكنها مقتصرة على "المستوى الأمني فيما يتعلق بمعبر رفح ومعاملة الفلسطينيين على المعبر وتسهيل عمل معبر رفح الواصل بين غزة ومصر". وأوضح أن "حماس" تواصلت مع جهاز المخابرات المصرية ل"تضعه أمام مسؤولياته فيما يتعلق بالحملة التحريضية التي تشنها بعض وسائل الإعلام المصرية ضد الحركة والفلسطينيين في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية أخبرت "حماس" أكثر من مرة ثقتها بأن حماس لا تتدخل في الشئون الداخلية المصرية. وقال إن "الحملة التي تشنها وسائل الإعلام المصرية ضد حركة حماس والفلسطينيين تعكس جملة من الأسباب أهمها حالة الجهل بالقضية الفلسطينية والأمية التي يعيشها بعض الإعلاميين المصريين". وأضاف البردويل أن "الحملة ضد حماس تعكس حالة من الحقد على التيار الإسلامي سواء كان في فلسطين أو مصر وهذا يعود إلى الشعور بأن عهد التيار الليبرالي والماركسي قد انتهى وهم لا يجدون سوى التشفي وإعاقة سيره في المنطقة حتى لو كان من المقاومة الفلسطينية". وشدد على أن "الاحتلال الصهيوني هو المستفيد الوحيد من الحملة الإعلامية التحريضية ضد حركة حماس والفلسطينيين". وقال إن "نتيجة هذه الحملة أن الفلسطينيين أصبحوا يعانوا من حملة من الكراهية والتحريض الفظيع جدا ضده الذي يشبه حالة العنصرية والفاشية". وأضاف القيادي في "حماس" أن "الحملة الإعلامية المصرية امتدت لتشمل السوريين وربما تمتد أكثر وتشمل كل ما هو عربي وتعود مصر مرة أخرى إلى اللغة الفرعونية المنفصلة عن الجذور العربية والإسلامية"، مؤكدا على أن الحملة الإعلامية المصرية "تستهدف كل ما هو فلسطيني ومسلم في فلسطين ويجب أن تتوقف فوراً". وأوضح أن "حماس" تحاول شرح موقفها من "الحملة التحريضية" لوسائل الإعلام المصرية والمثقفين والعقلاء في مصر من خلال التواصل المباشر معهم، بالإضافة على تواصلها مع بعض الأحزاب السياسية، والأجهزة الأمنية المصرية. وأكد على أن حركته "لديها نوايا لرفع دعاوى قضائية لأن الحملة التحريضية الإعلامية باتت تهدد حياة الفلسطينيين في مصر". وأشار إلى أن "بعض المرضى الفلسطينيين الذين يسمح لهم بالعلاج في مصر باتوا يخشون على حياتهم من حالة التحريض على الفلسطينيين في مصر وكثير منهم أصبحوا ينكرون جنسيتهم خوفاً من الاغتيال". وقال البردويل إن "حركة فتح ساهمت بشكل سيء في الحملة التحريضية ضد قطاع غزة وحركة حماس وغذت الإعلام المصري بقصص كاذبة وزورت بعض الوثائق باسم كتائب القسام وأرسلتها للإعلام المصري لتكون مادة جاهزة لمهاجمة المقاومة"، على حد قوله القيادي في الحركة التي تدير قطاع غزة. وأضاف أن "حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية اكتشفت بعد مشاركتها في الحملة التحريضية أن النار طالت كل الفلسطينيين بما فيهم أبنائها لذلك بدأت بمطالبة وسائل الإعلام المصرية بالتوقف عن هذه الحملة". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من حركة فتح والسلطة الفلسطينية على اتهامات البردويل. وتنشر وسائل الإعلام المصرية بشكل شبه يومي أخبار عن وجود علاقة لعناصر من حركة "حماس" وفلسطينيين من قطاع غزة بأحداث أمنية داخل مصر، وفي المقابل تنفي حركة "حماس" ذلك وتؤكد عدم تدخلها بالشأن المصري الداخلي. ولم تصدر أي تصريحات من الجهات الرسمية المصرية تؤكد أو تنفي الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام المصرية المتعلقة بقطاع غزة وحركة "حماس".