هدد قيادي في حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الاثنين بأن الحركة "لن تصمت" على أي هجوم مصري محتمل على القطاع في ظل استمرار توتر العلاقات بين الجانبين. وقال القيادي في حماس صلاح البردويل خلال لقاء مع الصحفيين في غزة "لن نصمت على أي اعتداء مصري أو غيره وسندافع عن أنفسنا لكننا لن نعتدي على أي أحد ". واستهجن البردويل ما اعتبره حملة "التسخين" الأمنية والسياسية في وسائل الإعلام المصرية بالدعوة لضرب الجيش المصري أهداف لحماس في غزة. وقال إن مثل هذه الدعوات "هي ضرب من الجنون وانحراف كبير في بوصلة الدعم المصري للقضية الفلسطينية وتجاوز خطير في الأعراف والعلاقات الفلسطينية المصرية والعربية ". وأضاف "أننا نخشى تكرار سيناريو الهجوم المصري على ليبيا في غزة لكننا لا نريد مواجهة مع الجيش المصري ونؤكد على احترام الإرادة المصرية مع رفضنا المطلق لحملة الاتهامات الباطلة ضدنا". وذكر البردويل أن النظام الرسمي المصري لم يبلغ حماس بأي تدخل للحركة في الشأن المصري الداخلي وأن كل ما يشاع عن ذلك هو "أكاذيب" يروجها الإعلام المصري. ورأى أن "التحريض الإعلامي المصري ضد حماس والمقاومة يتم لأغراض سياسية معينة واستجلاب دعم لطرف معين في مصر من إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية ". وفيما يخص العلاقات مع إيران، قال قيادي حماس إن حركته حريصة على "تغليب مصلحة المقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل ومنفتحة على كل طرف يمدها بالمال والسلاح دون أن تبيع أي مواقف سياسية معينة ". وذكر أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى طهران "يمكن أن تتم في أي وقت"، مشيرا إلى أن عدة وفود من الحركة أجرت زيارات "ناجحة ومثمرة" مؤخرا إلى إيران. وفي الوضع الداخلي الفلسطيني، اتهم البردويل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاستفراد التام في القرار الفلسطيني وتبني سياسة "قفزات في الهواء" دون أي توافق وطني فلسطيني عليها. وبهذا الصدد استبعد أن يتخذ المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقرر أن يجتمع الأسبوع المقبل في رام الله أي خطوات سياسية حاسمة ضد إسرائيل. واعتبر أن تهديد السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ردا على حجز الأخيرة أموال الضرائب الفلسطينية "أمر متناقض ومستهجن وغير لائق وطنيا والمطلوب وقف جريمة التنسيق نهائيا وإلى الأبد". وأكد البردويل التزام حماس بالتهدئة مع إسرائيل السارية منذ 26 أغسطس الماضي بوساطة مصرية باعتبارها "مصلحة مشتركة للإسرائيليين ولنا"، لكنه قال إن التهدئة لن تستمر للأبد وهي شكل من أشكال إدارة الصراع. كما حذر من انهيار التهدئة في ظل استمرار حصار غزة وتعطيل إعادة إعمارها. وذكر أن حماس تستبعد أي هجوم إسرائيلي جديد على غزة قبيل انتخابات الكنيست الشهر المقبل، لكنه حذر من أن"المقاومة في غزة قادرة على تلقين الاحتلال درسا قاسيا". ودعا قيادي حماس الدول الأوروبية إلى فتح حوار شامل مع الحركة"من دون تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي وفرض شروط مسبقة وغير مقبولة مثل الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات معها".