أبرم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وثانوية ديكارت الفرنسية بالرباط، مساء الثلاثاء، اتفاقية شراكة لتوطيد علاقات التعاون بين المؤسستين في مجال تدريس اللغة والثقافة الأمازيغيتين. ونوّه مسؤولو ثانوية ديكارت والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وممثل السفارة الفرنسية بالرباط، بالشراكة التي تجمع المؤسستين، مؤكدين أنها لن تقتصر فقط على تعليم اللغة الأمازيغية، بل ستمكّن من الانفتاح على نحو أوسع، مستقبلا، على اكتشاف الثقافة الأمازيغية، عبر زيارة المناطق الناطقة بالأمازيغية في مختلف مناطق المغرب. وبالمناسبة قالت نجاة دلبيرات، مديرة ثانوية ديكارت ومسؤولة قطب الرباطالقنيطرة، إن الشراكة بين المؤسستين تعكس إرادة الثانوية الفرنسية في الانفتاح أكثر على الثقافة المغربية بمختلف روافدها، ومنها الثقافة الأمازيغية، مشيرة إلى أن الاتفاقية ستمكّن تلاميذ المؤسسة من التقرب أكثر من اللغة والثقافة الأمازيغيتين. وأضافت مديرة ثانوية ديكارت أن الاتفاقية الموقعة بين المؤسسة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ستمكّن كذلك التلاميذ الفرنسيين أو الذين ينحدرون من أصول أجنبية من الانفتاح على محيطهم، وعلى الغنى الثقافي الذي يزخر به المغرب. عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، نوّه باهتمام مسؤولي ثانوية ديكارت وتلاميذها باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وأكد، بعد تقديمه نبذة عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي تأسس بقرار من الملك محمد السادس سنة 2001، أن المعهد سيكون رهن إشارة مؤسسة ديكارت في كل ما يتعلق بتمكينها من تطوير تدريس اللغة والثقافة الأمازيغيتين، مع استعداده لمواكبة أساتذة وإداريي المؤسسة لاكتشاف عدد من المناطق الأمازيغية. وقدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للثانوية الفرنسية مجموعة من المؤلفات الصادرة عنه، التي تعالج مواضيع في شتى المجالات، من العلوم الإنسانية واللغوية... ومن المنتظر أن يمنحها أعمالا أخرى مستقبلا. وأبرز بوكوس أن الغاية من الشراكة مع ثانوية ديكارت "هي أن نجعل الطلبة يتعلمون اللغة الأمازيغية التي يسمعونها في الشارع، مثلما يتعلمون سائر اللغات بقواعدها، وعلى أساس مراجع وبرامج وغيرها"، مبديا أمله في توسيع التجربة التي بدأت هذه السنة مستقبلا لتشمل قاعدة أكبر من المتعلمات والمتعلمين. وأكد المتحدث ذاته أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سينكبّ على إعداد صيغة لتنظيم رحلات لفائدة أساتذة وتلاميذ ثانوية ديكارت إلى بعض المناطق الناطقة بالأمازيغية، "لكي يكتشفوا، في المكان، الثقافة الأمازيغية بتجلياتها المختلفة". من جهته قال المستشار الثقافي المساعد بالسفارة الفرنسية بالرباط إن قوة المؤسسات التعليمية الفرنسية في الخارج، ومنها ثانوية ديكارت بالمغرب، تكمن في ربطها بين الثقافة واللغة الفرنسية وبين ثقافة ولغات البلد الذي تتواجد فيه. وأشار المتحدث ذاته إلى أن البعثة الدبلوماسية الفرنسية تعتزم، على المدى المتوسط، تعميم مقاربة الانفتاح على اللغة والثقافة الأمازيغيتين، معتبرا أن هذا الانفتاح يعدّ مصدر غنى بالنسبة للتلاميذ والأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية الفرنسية بالمغرب. بدورها قالت هنو العرج، أستاذة بثانوية ديكارت، إن التلاميذ متحمسون كثيرا لتعلم اللغة الأمازيغية، لافتة إلى أنها تعمل على جعلهم منفتحين أكثر على العالم الأمازيغي في منطقة شمال إفريقيا وثقافته، ومعرفة معاني ودلالات أسماء الأماكن المغربية الأمازيغية، وأيضا القدرة على التواصل مع الناطقين بالأمازيغية، إضافة إلى تعليمهم قواعدها. وتحدث تلاميذُ يدرسون الأمازيغية في ثانوية ديكارت، خلال اللقاء، عن سعادتهم باتفاقية الشراكة الموقعة بين المؤسسة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛ "لأنها ستمكننا من الانفتاح على الثقافة الأمازيغية، التي هي جزء قوي من ثقافة دول شمال إفريقيا"، يقول أحد الطلبة.