نظم مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مساء اليوم الاربعاء بالرباط، لقاء تواصليا لمناقشة موضوع "تدريس اللغة الأمازيغية .. من الإدراج إلى التقويم". ويأتي هذا اللقاء في إطار التعريف بمختلف الجوانب التي تشكل حصيلة تدريس اللغة الأمازيغية منذ إدراجها في المنظومة التربوية سنة 2003، واستشرافا للآفاق المستقبلية التي يتيحها السياق السياسي الجديد خاصة مع ترسيم اللغة الأمازيغية، وكذا انسجاما مع التوجه الاستراتيجي الجديد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يروم إضافة إلى تحقيق التعميمين العمودي والأفقي ،تحسين جودة تدريس اللغة الأمازيغية. وأكد عميد المعهد السيد أحمد بوكوس، في كلمة ، أن هذا اللقاء يفسح المجال لفتح النقاش حول موضوع ذي بعد استراتيجي، مبرزا دور المعهد في إعداد الحوامل البيداغوجية والكتب المتعلقة بتدريس اللغة الامازيغية، علاوة على تكوين المدرسين في هذا المجال. كما خلص السيد بوكوس إلى وجود فرق شاسع بين التوقعات التي وضعتها وزارة التربية الوطنية سنة 2003 وواقع تدريس اللغة الامازيغية، مشيرا في هذا الصدد الى تسجيل نسب وصفها بÜ"الهزيلة" من حيث عدد التلاميذ والاساتذة. ودعا الى تضافر جهود الجميع من أجل مقاربة هذا الواقع، داعيا إلى العمل على تجويد هذه التجربة والوقوف عند مكامن القوة والضعف لادماج اللغة الامازيغية في المدرسة المغربية. من جهة أخرى، تم خلال هذا اللقاء تقديم نتائج دراسة حول قياس درجة التحصيل لدى المتعلمين والمتعلمات في القراءة والتعبير الكتابي بالمستويين الرابع والسادس في اللغة الامازيغية والتي أنجزت خلال الموسم الدراسي 2011-2012 في إطار برنامج عمل مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية لسنة 2012 وذلك بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة. وأكدت الدراسة على ضرورة تحقيق الجودة في التعلمات المطلوبة وإعادة النظر في الغلاف الزمني المخصص لتدريس اللغة الامازيغية، وكذا تنويع مصادر المعلومات وطبيعتها على المستويين الكمي والكيفي بشأن وضعية تدريس اللغة الامازيغية. كما أوصت بتجويد أساليب تدريس مختلف مكونات اللغة الامازيغية وبالاخص على مستوى تدريس القراءة والتعبير الكتابي علاوة على توسيع نطاق التقويم التشخيصي ليشمل كافة اكاديميات التربية والتكوين إضافة الى توفير تكوين أساسي ومستمر يؤهل المدرسين للقيام بمهامهم التربوية في أحسن الظروف. كما تم خلال هذا اللقاء التوقف عند انخراط المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، منذ أن تقرر إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة الوطنية، بتعاون مع وزارة التربية الوطنية، في إعداد البرامج والحوامل الديداكتيكية الخاصة بتدريس اللغة الأمازيغية، وكذا إبراز مساهمته في كل المحطات التي عرفتها عملية إعداد وإصلاح البرامج التربوية. وفي هذا السياق عمل مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية على إعداد مشروع برنامج مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي، و تجميع وتهييئ مختارات من النصوص مصحوبة بمنهجية استثمارها بيداغوجيا خلال هذه المرحلة الدراسية، إضافة إلى وضع عدة لتكوين أساتذة مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ودليل خاص بمكوني أساتذة اللغة الأمازيغية بنفس المرحلة الدراسية. كما تمت الاشارة الى مبادرة المعهد بالمساهمة في تكوين الأطر التربوية منذ انطلاق تدريس الأمازيغية، إذ همت هذه العملية على مستوى التكوين المستمر كل من أساتذة اللغة الأمازيغية و مؤطري تدريسها اللغة الأمازيغية، إضافة إلى المكونين بمراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي. كما ساهم في إعداد مجزوءات التكوين الأساس بهذه المراكز. أما على المستوى الجامعي، عمل المعهد على تأطير الطلبة الجامعيين على مستوى المسالك والماستر.