الأمر كان بمثابة صفعة مباغتة.. أقرب الأصدقاء الى القلب، مريض منذ أسبوع تقريبا، وأنا آخر من يعلم! اطلعت عبر تويتر، من خلال مشاركة صديقة مصرية لرابط موقع هسبريس، فوجدتني كالمصدوم، نعم.. لأنني أرسلت إليه نصا جديدا عبر البريد الإلكتروني، ولم يرد علي، لم يتأخر – من قبل- في الرفع من معنوياتي، كعادته في الاحتفاء بكل ما هو جميل، وهذا ما يتجلى بوضوح في متابعات "أبو هديل" النقدية لكتابات مبدعين مغاربة وعرب، على رغم انشغالاته الأسرية والمهنية. كان قد وعدني بقراءة النص ليلا، قبل أسبوع. لكن، لفت انتباهي أنه يقرأ رسائلي عبر واتساب، ولا يعلق، على غير العادة ! واليوم، حاولت الاتصال به، فوجئت بالرقمين معا، خارج التغطية. أخبرني الأصدقاء أنهم كانوا على علم بمرضه، في فيسبوك، لكنهم لا يعرفون أي شيء عن التفاصيل. وحسب موقع محلي، تشير التفاصيل إلى أنه – وحسب بلاغ لاتحاد كتاب المغرب- أن الصديق عبد الرحيم العلام، قام بعيادة الحجري، بمستشفى الشيخ خليفة بالبيضاء، "حيث يتابع فحوصاته الطبية، إثر الوعكة الصحية التي ألمت به، وأدخلته في غيبوبة قسرية". وأضاف البلاغ أن رئيس الاتحاد "تمكن بحضور زوجة الأستاذ إبراهيم الحجري، من رؤية كاتبنا، لحظة إخراجه من غرفة الفحوصات، كما تمكن من اللقاء بالأستاذ الدكتور الساهر على الحالة الصحية لكاتبنا، الذي قدم لرئيس الاتحاد بعض المعطيات والشروحات المتعلقة بالوضع الصحي للأخ الحجري. وحتى يكون الرأي العام الثقافي الوطني على علم بالحالة المرضية للأستاذ الحجري، يخبر المكتب التنفيذي أعضاء الاتحاد وأصدقاء كاتبنا وقراءه ومحبيه، بأن الإطار الطبي بالمستشفى، يواصل، مشكورا، عمله التشخيصي لحالة كاتبنا، بغاية تحديد طبيعة مرضه وأسبابه، بما استلزمه الأمر من إرسال تحليل طبي إلى فرنسا، واستكمال الفحوصات والتحاليل اللازمة، لتشخيص حالته الصحية، التي مازال الغموض يلفها". لكن المؤلم حقا، أن يسمح موقع بنشر تعليق يستنكر دعوة افتراضية إلى أن تتكفل الدولة بعلاج الصديق الكاتب والناقد دكتور إبراهيم الحجري، وقد تناسى صاحب التعليق أننا ناضلنا سنوات طوال، لكي ننشر في مجلات عربية إلى جانب أساطين المشهد الثقافي، ورفعنا راية الوطن عاليا في محافل عربية – رغم الجحود- ولم نجد أحدا في استقبالنا في المطار، مثلما تحتفون بمطربين تافهين، سيتم نسيانهم بسرعة، لأننا ببساطة، نحاول أن نشعل شمعة بدل أن نلعن ظلام الرداءة والابتذال... من أجل هديل، وأسعد وأختهما الأصغر.. من أجل تلك السيدة المسنة.. من أجل كل من يحبونك وحتى من يتظاهرون بأنهم يحبوننا، قاوم يا صديقي.. لأنني أنتظر رسالتك الإلكترونية، لأعرف رأيك في نصي الجديد "ميراث الجفاء"، الذي كتبت لك في واتساب : " أتمنى أن يكون في مستوى كهولتنا وحنينا البدوي". صديقي إبراهيم... أيها الطيب، الودود.. أنا أنتظر زيارتك، واعذرني إن كنت أنا من يطلب منك الزيارة، أنت تعرف إكراهات هذه الحياة، التي تفرق بين صديقين، يعيشان تحت سماء واحدة... فلا تخذلنا! آخر الكلام : قبل أن أنهي هذه الكلمات، جاءني إشعار من الهاتف، بأن الرقم مشغل الآن.. علمت أن إبراهيمنا العزيز مازال في العناية المركزة، وبصوت منكسر تطلب منا – وبصيغة الجمع- زوجته أن ندعوا له بالشفاء.