لا يمكن نسيان هذا الوجه المشرق لرجل يطل على 85 مليون مصري من على شاشة قناة المحور، وهو يتفقد ساكنة القاهرة أكبر العواصم العربية وأكثرها كثافة سكانية. فعبر برنامجه المتميز "واحد من الناس" كان د.عمرو الليثي يسلط الضوء على ظروف معيشة هؤلاء السكان، والذين كانوا مثل من يعيش في جاهليتنا العربية أو في تلك القرون الغابرة. فيكفي المرء أن يشاهد إحدى حلقاته حتى لا يتوقف عن البكاء..أسر مأواها بيت ليس آهلا للسقوط وإنما هو ساقط..ومثلها من تطعم أبنائها برغيف يابس..نصف سكان قاهرة البردعي وشفيق والسيسي يشربون ماء مختلطا بمياه الصرف الصحي، ويأكلون من مزارع تسقى يوميا بهذه المياه..ولو كان للحق في إنصاف الرجل لقيل لمعدي هذا البرنامج أن يعلنوا بأنه لاينصح بمشاهدته لمن هم قاصرين أو من هم..يهتفون بميدان التحرير ضد الأب والرئيس د.محمد مرسي، والذي إختار في أول يومه بقصر الإتحادية د.عمرو الليثي مستشارا له. هي الصور المؤلمة التي نقلها إعلامي ذاع صيته بفعل قربه من الشعب وتصوير معاناته اليومية. وهي تلك المآسي التي لم ينقلها أعتى فنان بمصر مثل بطل ذلك المسلسل الرتيب بسيناريوه الذي نتذكره في غرة هذا الشهر الفضيل وهو يحبك فكرة إسترداد الحقوق بالمزج مع الإنتقام. ليهتف المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج بحياة "فرقة ناجي عطا الله". وهي تحقق نصرا "مسلسلاتيا" على عدونا الإسرائيلي. هذه السنة تنقلب الآية من خلال مسلسل "فرقة السيسي عطا الله"، وبإخراج جبهة الإفقاد. فوزير الدفاع بعبقرية العسكر ونسبة ذكائهم، التي وضعها في السابق باحثان أمريكيان تحت المجهر. لم ينتظر إنتهاء رمضان ليقدم لإسرائيل قرابينا تريح خدامها المنتشرين في مراكز البحوث والدراسات بالقاهرة، وقنوات الفراعنة والظلام وآلهات الفساد..والذين رأوا في عبقرية مرسي تهديدا للسلام المزعوم. إنها نوع من الإعتذار لهذا العدو ولماما أمريكا عن حلم تحقق في غفلة الزمن العربي الرديء، وحمل رئيسا منتخبا عن طريق صناديق الإقتراع..رئيسا لم يرضخ لإملاءات البيت الأسود، والتي حملها محافظ البنك المركزي هشام رامز بالقاهرة، بإستمرار التفضيل المالي لإسرائيل في مسألة الغاز الطبيعي، وتقليص التوظيفات بمختلف مؤسسات الدولة، والحد من النفقات العمومية..في مقابل 4.5 مليار دولار دينا جديدا على مصر مرسي. ولعبث الزمان 12 مليار "برميل" عفوا دولار، إهداء من أهل مضر لرجل لا هو بعادل ولا بمنصور.. مذبحة الساجدين التي كانت الحدث الأبرز في مسلسل السيسي بأزيد من 53 قتيلا ومآت الجرحى. تمت في فجر لم يورد لصبحه أن ينجلي بفعل جيش الهزائم والمؤامرات، والذي يضم في صفوفه مبارك وشفيق والطنطاوي وعنان والسيسي..هذا الجيش الذي أسر الملك الراحل الحسن الثاني بعضا من قادته في صحرائنا العزيزة، وهم يخونون القضية الوطنية والعربية.. وهذا الجيش الذي وجه رشاشاته الغادرة لأجساد طاهرة ساجدة أضاءت بنورها ظلمة ميدان الحرس الجمهوري، فسقطت شهيدة فداء رئيسها الشرعي الأب د. محمد مرسي. لم تحرك ساكنا حينما قتلت إسرائيل 25 جنديا مصريا خلال العام 2012 برصاص حرس حدودها في سيناء وبمحاداة شريط طابا الحدودي. من سوء حظ فرقة السيسي أن مسلسلها الدموي الجبان إنتهى قبل أن يبدأ هذا الشهر الفضيل، لا أحد يتابع إلا صحوة مصر في ميدان رابعة العدوية والنهضة ب 5 ملايين ممن يتلون القرآن ويصلون التراويح رافعين الأدعية لله وحده بالنصر للرئيس د.محمد مرسي. وينشدون ضدا على ميادين السيسي غير المحررة والتي يتم التحرش فيها بكل النساء..والتي لا تنمحي من ذاكرتها الجريحة إطلالة "واحد من الناس".. ينشدون..طال إنتظارك ما عودتنا سفرا، أبا المساكين فإرجع نحن ننتظر..نحن المصريين هنا بكل الميادين .