هذه أسباب تدفع المغرب إلى التريث في جلب اللقاح الروسي "سبوتنيك V"

بعد حوالي أربعة أشهر من موافقة اللجنة العلمية الاستشارية الخاصة بفيروس "كورونا" على اعتماد المغرب لقاح "سبوتنيك V" الروسي، لم تصل إلى المملكة أي جرعة من هذا اللقاح الذي أثار جدلا عالميا حول مدى فعاليته.
وفي وقت صرحت فيه مصادر روسية لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن السلطات الروسية لا إشكال لديها في إرسال دفعات من اللقاح إلى المغرب، كشف مصدر من اللجنة العلمية للتلقيح أن أسبابا عديدة تحول دون تسريع مسطرة حصول بلادنا على لقاح "سبوتنيك V".
وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن منظمة الصحة العالمية لم تقم، إلى حدود اليوم، بإعطاء الموافقة على استخدام لقاح "سبوتنيك في"؛ وهو الحال نفسه بالنسبة لوكالة الأدوية الأوروبية، خلافا للقاحي "سينوفارم" الصيني "و"أسترازينيكا" البريطاني المعترف بهما عالميا والمعتمدين في حملة التلقيح الوطنية بالمغرب.
وأضاف مصدر هسبريس أن العامل الثاني وراء تريث المغرب في جلب اللقاح الروسي مرتبط بالضمانات التي حصلت عليها المملكة من الجانب الصيني؛ وهو ما يظهر من خلال الملايين المهمة من جرعات "سينوفارم" التي وصلت إلى المغرب وأخرى في طريقها بعد موافقة بكين على رفع وتيرة تزويد الرباط باللقاح.
وأبرز عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن المغرب رخص أيضا إلى جانب "سبوتنيك V" إلى لقاح "جونسون أند جونسون" الأمريكي، الذي يستعمل في حقنة واحدة فقط عوض حقنتين؛ وذلك في إطار تدابير استباقية تضعها المملكة في حالة تعذر الحصول على اللقاحات المعتمدة في البداية.
وأضاف المصدر ذاته أن المغرب سيتسلم الدفعة الثانية من اللقاحات بموجب آلية "كوفاكس" في الأسبوع الثالث من شهر يوليوز المقبل. وكان المغرب تلقى ضمن الآلية ذاتها حوالي مليون جرعة، ليتبقى 650 ألف، ينتظر أن يتسلمها في الأسابيع المقبلة؛ وهو ما يعني بحسبه أنه ليست هناك حاجة أو خصاص يضطر المغرب إلى "المغامرة" باعتماد اللقاح الروسي في ظل الجدل المستمر حوله.
وقرر الاتحاد الأوروبي تأخير موافقته على لقاح "سبوتنيك-في" الروسي بسبب عدم تقديم بيانات في الموعد النهائي الذي كان مقررا في العاشر من يونيو الجاري؛ وهو ما يعني تقليص من احتمالات إدخال جرعات اللقاح ضمن خطة الاتحاد الأوروبي للتصدي للجائحة.
وأعرب سيرغي غلاغوليف، نائب وزير الصحة الروسي، عن أمله في أن تقوم منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية بتسجيل اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا "سبوتنيك V" في الأشهر المقبلة.
وكانت التوقعات تشير إلى أنه من المنتظر أن تتسلم السلطات الصحية المغربية الدفعة الأولى من لقاح "سبوتنيك V" المضاد لفيروس "كورونا" المستجد في الأسبوع الأول من شهر ماي الماضي.