افتتحت بشكل استثنائي الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا، أمس الثلاثاء، من أجل استقبال أول فوج من عاملات الفراولة اللواتي يتوجهن سنويا للعمل بحقول إقليم ويلبا الإسباني، فيما يصل اليوم الأربعاء فوج ثان. ووصل 630 من العاملات الموسميات على متن رحلة بحرية من ميناء الجزيرة الخضراء صوب ميناء طنجة المتوسط، فيما من المتوقع أن تصل باقي العاملات في الأيام المقبلة؛ على أساس وصولهن جميعا قبل عيد الأضحى. وغادرت العاملات "ويلبا" على متن حافلات مستأجرة من قبل رجال الأعمال، وسيارات أخرى تم تخصيصها لتقديم مساعدة، بعد أن أجرين في وقت سابق اختبار "PCR" كانت نتيجته سلبية. ويضم إقليم "ويلبا" الإسباني أزيد من 12 ألف عاملة من عاملات الفراولة المغربيات، اللاتي توصل اتفاق بين الحكومتين المغربية والإسبانية إلى نقلهن على دفعات. وينتظر أن تنظم أربع رحلات في الأسبوع لنقل هذه الشريحة من العاملات الفلاحيات، فيما من المتوقع أن تنتهي عملية عبورهن نحو أرض الوطن في الأسبوع الأول من شهر يوليوز المقبل. وتنظم الرحلات أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع، إلى حدود الأسبوع الأول من الشهر القادم، على أساس أن تصل جميع العاملات قبل موعد عيد الأضحى. وتتكلف شركتان للنقل، إحداهما إسبانية والأخرى مغربية، بنقل هؤلاء العاملات الفلاحيات، شرط ألا تتجاوز سعة الرحلة الواحدة ألف عاملة. وشهدت عملية نقل العاملات المغربيات حضور السلطات الإسبانية وممثلي المنظمات الزراعية، ورئيس اتحاد صغار الفلاحين بالأندلس. واتجهت هذه السنة إلى إسبانيا حوالي 12700 عاملة موسمية تم توظيفهن من خلال برنامج التوظيف الخاص في ضيعات ويلبا، وفي 19 ماي المنصرم عادت مائة عاملة مبكرا بسبب ظروف شخصية أو عائلية. وكان من المقرر أن تنطلق عملية نقل العاملات الموسميات الشهر الماضي، إلا أنه نظرا للأزمة الدبلوماسية بين البلدين تم تأجيلها. جدير بالذكر أن إسبانيا انطلقت في عملية تلقيح العاملات المغربيات، ومنهن من تم تطعيمهن بلقاح "جونسون اند جونسون" الذي يتطلب فقط جرعة واحدة، وهو ما سيسهل عملية النقل؛ فيما ستضطر باقي العاملات إلى إجراء فحص PCR. يشار إلى أن عدد النساء المغربيات اللواتي يهاجرن إلى إقليم ويلبا للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى، فقد انتقل من ألفي عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019؛ في حين أن القطاع الفلاحي يشغل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو من كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في ويلبا هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.