سيفتح المغرب حدوده البحرية مع إسبانيا بشكل حصري، ابتداء من 15 يونيو الجاري، لاستقبال أزيد من 12 ألف عاملة من العاملات المغربيات اللواتي يهاجرن إلى إقليم "ويلبا" للاشتغال في حقول الفراولة، في وقت كانت هناك تخوفات من أن يتكرر السيناريو الذي جرى العام الماضي وتضطر هؤلاء العاملات إلى البقاء في إسبانيا على حسابهن الخاص. وحسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية فإن عملية نقل هؤلاء العاملات المغربيات ستنطلق من ميناء الجزيرة الخضراء في اتجاه ميناء طنجة بثلاث وأربع رحلات في الأسبوع. وغادر هذه السنة إلى إسبانيا حوالي 12700 عاملة موسمية تم توظيفهن من خلال برنامج التوظيف الخاص في ضيعات "ويلبا"، وفي 19 ماي المنصرم عادت مائة عاملة مبكرا بسبب ظروف شخصية أو عائلية. واعتبارا من 15 يونيو، سيتبعهن 12038، وفقا للبيانات التي قدمها وزير الدولة لشؤون الهجرة الإسباني. وحسب المصادر نفسها، كان من المقرر أن تنطلق عملية نقل العاملات الموسميات الشهر الماضي؛ إلا أنه نظرا للأزمة الدبلوماسية بين البلدين تم تأجيل هذه العملية. وتقرر نقل العاملات الموسميات المغربيات على متن سفن سيستأجرها أرباب العمل بإسبانيا، فيما ستدفع العاملات ثمن التذاكر على متن هذه السفن. جدير بالذكر أن إسبانيا انطلقت في عملية تلقيح العاملات المغربيات، ومنهن من تم تطعيمهن بلقاح "جونسون اند جونسون" الذي يتطلب فقط جرعة واحدة، وهو ما سيسهل عملية النقل؛ فيما ستضطر باقي العاملات إلى إجراء فحص PCR. وسبق أن عبر اتحاد صغار الفلاحين بالأندلس عن ثقته في الدبلوماسية والمفاوضات بين إسبانيا والمغرب حتى تتمكن أزيد من 12 ألف عاملة مؤقتة تعملن في حقول الفراولة بإقليم "ويلبا" من العودة إلى ديارهن، عند انتهاء عقودهن. وقال الاتحاد المهني سالف الذكر إن "طريق الحياة الطبيعية في العلاقات بين البلدين سيتم استئنافها، بحيث يمكنهن العودة إلى ديارهن بدون مشاكل وبأسرع وقت ممكن". يشار إلى أن عدد النساء المغربيات اللواتي يهاجرن إلى إقليم "ويلبا" للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ فقد انتقل من ألفي عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يشغل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في "ويلبا" هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.