يلتقي رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اليوم الإثنين، برئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية جو بايدن، وهو أول لقاء له منذ وصوله إلى البيت الأبيض؛ وذلك على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي "ناتو" في العاصمة البلجيكية بروكسل. ويأتي هذا اللقاء الذي تترقبه إسبانيا منذ مدة في أوج الخلاف الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا حول مسألة نزاع الصحراء المغربية، وتداعيات ملف الهجرة غير النظامية، إذ تضغط مدريد على إدارة بايدن لتغيير موقفها من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي صدر في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. ونقلت مصادر صحافية إسبانية أن الاتصال الذي جمع أنتوني بلينكن بنظيرته الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، الجمعة الماضي، كان ضمن أجندته ملف الصحراء المغربية، لكن بياني وزارتي الخارجية الأمريكية والإسبانية لم يشر إلى ذلك. ويناقشُ اللقاء بين بايدن وسانشيز دور مدريد في التحالف الأطلسي والتعاون الثنائي بين البلدين وقضايا المناخ، إضافة إلى قضية الهجرة، وهو من الملفات التي تسببت في أزمة بين المغرب وإسبانيا. وخلال الاتصال الذي جمع بلينكن بأرانشا، ومهد للقاء بايدن وسانشيز، شدد وزير الخارجية الأمريكي على "التزام الولاياتالمتحدة بالهجرة التي تتم من خلال القنوات العادية وبطريقة آمنة ومنظمة وإنسانية". كما يرتقب أن يناقش اللقاء غير الرسمي مسألة فرض الولاياتالمتحدة رسوما جمركية بنسبة 25 بالمائة على واردات منتجات إسبانيا، بعد أن وافقت الأخيرة على فرض ضريبة على خدمات رقمية تضر بالمصالح الأمريكية. وقالت وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، رييس ماروتو، اليوم الإثنين، إن اللقاء بين بايدن وسانشيز سيبحث تبعات فرض الرئيس السابق ترامب تعريفة جمركية على المنتجات الإسبانية وقضايا أخرى. وحول الأزمة مع المغرب، أوردت الوزيرة الإسبانية، في تصريح صحافي، أنها لا تعتقد أن بايدن وسانشيز سيناقشان هذا الملف، "لأنه ليس لديهما الكثير من الوقت لهذه الأمور وجدول أعمال اللقاء قصير للغاية". وترفض مدريد تغيير موقفها من نزاع الصحراء، إذ صرحت أرانشا غونزاليس لايا، الأسبوع الماضي أمام البرلمان، بأن "موقف إسبانيا من نزاع الصحراء لم يتغير مع هذه الحكومة الائتلافية التي يقودها بيدرو سانشيز ولن يتغير في المستقبل". وأوضحت المسؤولة الحكومية ذاتها أن موقف مدريد من قضية الصحراء هو "سياسة دولة، ولهذا فهو ثابت، وهذه الحكومة لم تغيره، وبصراحة لن تغيره؛ لأنها ترتكز على مبادئ غير قابلة للتجزئة، مثل الدفاع عن التعددية واحترام الشرعية الدولية، وهما ركيزتا العمل الدبلوماسي". وأكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن الأزمة القائمة بين المغرب وإسبانيا تعود إلى "الدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة". وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريح الأسبوع الماضي، إن إدارة بايدن تتشاور بشكل خاص مع كافة أطراف قضية الصحراء المغربية حول "أفضل السبل لوقف العنف وتحقيق تسوية دائمة". وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن مقاربة الإدارة الديمقراطية تختلف نوعا ما عن سابقتها بخصوص سياساتها في الشرق الأوسط، في جوابه عن سؤال حول الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، لكنه لم يشر إلى وجود أي تراجع عن هذا الاعتراف رغم إلحاح صحافية إسبانية على انتزاع موقف أمريكي يخدم مصالح بلدها.